الفجيرة "المسلة" … انتهجت حكومة الفجيرة سياسة تنظيم المعارض والمؤتمرات والمنافسات الرياضية والأنشطة الثقافية آلية للترويج وتنشيط القطاع السياحي بالإمارة، بعد ان تمكنت الإمارة من خلال تنظيمها للفعاليات في شتى الصعد من استقطاب عدد كبير من الوفود المشاركة التي تفوق اعدادها آلاف المشاركين من شتى بقاع العالم زادت على إثر ذلك نسبة الاشغال الإضافية في فنادق الإمارة بنسبة تراوحت بين 30 إلى 40 في المئة، حيث زارت الوفود الإمارة التي تزخر بالعديد من الموارد والبنى والمكونات السياحية وتعرفوا إلى تنوع مصادرها السياحية من قلاع وحصون ومتنزهات ومحميات طبيعية وآثار تاريخية كمسجد البدية العتيق، واستمتعوا بتضاريسها التي تمزج بين مكونات البحر والجبل والصحراء، والتي تعتبر جغرافيتها فريدة قل أن تتوافر في منطقة واحدة، ما ميزها، وجعل منها بقعة سياحية تدهش زائريها .
(الخليج) رصدت حركة المعارض والمؤتمرات في الفجيرة ودورها في تنشيط القطاع السياحي بعد ان نجحت خلال العامين الماضيين في تنظيم الفعاليات الدولية، أبرزها منتدى الفجيرة لرجال الاعمال، مؤتمر التزود بالوقود، مؤتمر مراكز الطيران العالمية، إلى جانب تنظيم أكثر من 12 معرضاً ستختتم نهاية العام الجاري بتنظيم الملتقى الخليجي الرابع للسياحة والاستثمار، فضلاً عن تنظيم عدد من البطولات العالمية أبرزها الفورملا1 والاكس كات العالمية وماراثون الفجيرة الدولي، وبطولة العالم للبلياردو وغيرها من فعاليات رياضية إلى جانب تنظيمها مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما .
أحمد إبراهيم درك المدير التنفيذي لنادي الفجيرة للرياضات البحرية رئيس قطاع السياحة بهيئة الفجيرة للآثار والسياحة يقول (إن الفعاليات والأنشطة المختلفة التي نظمتها الإمارة خلال الفترة الماضية أسهمت في الترويج السياحي للفجيرة، وكانت بمثابة آلية وعامل ترويج وجذب للسياح والزوار من مختلف أنحاء العالم، وأن نادي الفجيرة نجح خلال عامي 2011 و2012 في تنظيم عدد من البطولات والمنافسات العالمية التي تابعها رؤساء اتحادات دولية ولاعبون وجمهور من دول عديدة بالعالم، أبرزها بطولة العالم للسباحة مطلع العام الماضي وبطولة العالم للزوارق السريعة الفورملا 1 وبطولة الفورملا (إكس كات) إلى جانب البطولات المحلية بمشاركة متسابقين عالميين، إضافة إلى تنظيمه رحلات بحرية عبر يخوت فخمة يرتادها بانتظام زوار أجانب مقيمون في إمارات أخرى بالدولة، حيث درج النادي وبالتنسيق مع إحدى الشركات السياحية المتخصصة تنظيم رحلة بحرية اسبوعياً لعدد يتراوح ما بين 50 إلى 60 سائحاً من مختلف أنحاء الدولة يستمتعون بخدمات البحرية التي يقدمها النادي ومطاعمه الفخمة خاصة المطعم الصيني الفريد من نوعه على مستوى الساحل الشرقي، فضلاً عن مشاركات سياح أجانب في مسابقات النادي التراثية التي تلعب دوراً محورياً في التعريف بثقافة وقيم وعادات وتقاليد أهل الامارة إلى جانب مساهمتها في جذب المواطنين والمقيمين في أنحاء الدولة المختلفة إلى الفجيرة والتعرف إلى مواردها وقدراتها السياحية والتعريف بالنادي نفسه باعتباره واجهة السياحة البحرية بالإمارة، كما أن النادي توج نشاطه هذا العام بتنظيم بطولة الفورملا الإكس كات في ابريل/نيسان الماضي التي شارك فيها أكثر من 450 شخصاً من جميع انحاء العالم تعرفوا إلى طبيعة الإمارة وبامكانيات الفجيرة السياحية ومواردها ومكوناتها الثقافية والتراثية وما تزخر به من امكانات سياحية جاذبة، مؤكداً ان الحضور العالمي للمشاركين كان بمثابة الترويج الحقيقي باعتبار أن المشاركين يسهمون بدورهم في تعريف أبناء جلدتهم ومعارفهم بالتنوع السياحي بالإمارة .
واضاف درك أن بطولة العالم للبياردو وبطولة السيف وبطولات مكتوم الرياضية الرمضانية ومهرجان الربابة الثقافي والقرية التراثية، والمنتدى السنوي لرجال الأعمال وملتقى تزويد السفن بالوقود ومعارض غرفة تجارة وصناعة الفجيرة وغيرها من فعاليات عالمية، وفي ظل وجود بنية فندقية متطورة حيث تحوز الفجيرة على فنادق من فئة 5 نجوم وغيرها توفر نحو 2056 غرفة فندقية إلى جانب 3340 غرفة في فنادق من فئات 3 و2 نجمة جميعها ساهمت في الترويج والتعريف بمكونات الإمارة السياحية، فبجانب معالمها الجبلية والشاطئية والصحراوية وقلاعها وحصونها وفر القطاع الفندقي المتميز سبل الراحة والإقامة للمشاركين في هذه الفعاليات، وان الفعاليات والانشطة التي نظمتها الإمارة طيلة الفترة الماضية حققت للفنادق نسب إشغال إضافية تراوحت بين 30% إلى 40%، وأن أغلب المشاركين في هذه البطولات والفعاليات زاروا الفجيرة لأول مرة وأبدوا إعجابهم بامكاناتها السياحية ووعدوا بالحضور مجدداً للسياحية بها مصطحبين عائلاتهم وأصدقاءهم، ما يؤكد سلامة توجه حكومة الإمارة ونجاعة سياستها وخططها لاستقطاب السواح ودعم قطاع السياحة الواعد .
وأكد درك أن قطاع السياحة بالهيئة اتفق مع مديري الفنادق الناشطة بالإمارة لتحديد احتياجات الفنادق وتطوير قدراتها حتى تستوعب كم المشاركين في البطولات والفعاليات الاقتصادية والثقافية، من أجل أن تؤثر هذه الأنشطة إيجاباً في دعم الفنادق من جهة وتطوير قطاع السياحة بالإمارة من جهة أخرى، على أن تسهم الفنادق بدورها في تعريف الزوار بتاريخ وتراث وعادات وتقاليد اهل الإمارة، كما تم الاتفاق مع الفنادق على أهمية المشاركة بفعالية في المعارض السياحية العالمية والداخلية لجذب سواح، والمساهمة في الترويج للإمارة .
معارض متعددة
بدوره قال خالد محمد الجاسم مدير عام غرفة تجارة وصناعة الفجيرة إن دولة الإمارات أصبحت ضمن أكبر المراكز للمعارض العالمية التجارية والصناعية والسياحية في منطقة الشرق الأوسط، ومحط أنظار العارضين الدوليين بعد ان ازدهرت المعارض وحققت نجاحات كبيرة وإنجازات فاقت معدلاتها كل التوقعات ما جعل الإمارات اسماً بارزاً في خريطة المعارض العالمية حتى أضحى مردود المعارض الاقتصادي والسياحي ماثلاً للعيان .
ويضيف واكبت إمارة الفجيرة التطورات التي عمت أرجاء الدولة في مجال صناعة المعارض مستفيدة من موقعها المميز على الساحل الشرقي للدولة ولمناظرها الطبيعية التي تشكلها سلسلة الجبال والوديان الخضراء التي تتخللها والشاطئ الممتد على مسافة تقارب 90 كيلومتراً برماله البيضاء النظيفة وما تتسم به من هدوء جعلتها واحدة من أهم المقاصد السياحية بالمنطقة، خصوصاً مع إنجاز المشاريع الفندقية الجديدة التي تم تنفيذها خلال السنوات القليلة الماضية والفنادق التي مازالت قيد التنفيذ .
وأوضح أن المعارض والمؤتمرات تلعب دوراً مهماً في توطيد التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتوسيع قاعدة أنشطة الصناعة والاستثمار، كما أنها تعتبر من أهم القنوات الجاذبة للسياحة لكونها تستقطب أعداداً كبيرة من أصحاب الأعمال والتجار وغيرهم من الاقتصاديين والزوار من داخل الدولة وخارجها الذين يؤثرون إيجاباً في حركة التجارة ورفع مستوى الطلب على الخدمات لا سيما في الفنادق والمواصلات والمرافق السياحية المختلفة .
ويشير الجاسم إلى أن غرفة تجارة وصناعة الفجيرة تولى أهمية لتنظيم المعارض باعتبارها واحدة من أهم القنوات الترويجية،حيث تجمع تحت سقف واحد أصحاب الأعمال والشركات والعارضين والزوار في آن واحد، والشاهد ان مركز الفجيرة للمعارض يشهد تنظيم أكثر من 12 معرضاً سنوياً، أبرزها معرض مواد البناء وصناعات كسارات الصخور (بلديكس) ومعرض عروس الفجيرة المتخصص في عروض الأزياء والديكور والإكسسوارات وغيرها من المعارض المتخصصة التي تستقطب كل عام العديد من كبريات الشركات الوطنية والعربية والعالمية . كما أن الفعاليات والمؤتمرات الاقتصادية والثقافية والرياضية التي تقام في الإمارة أبرزها مؤتمر تزويد السفن بالوقود (فوجكون) ومهرجان المونودراما وسباق الزوارق السريعة وبطولة العالم لمحترفي البلياردو وغيرها من الفعاليات التي يشارك فيها أعداد كبيرة من أصحاب الأعمال والمفكرين والمسرحيين والفنانين والرياضيين من كل أرجاء العالم كلها تسهم في تنشيط حركة السياحة في الإمارة .
ويضيف في إطار ما توليه غرفة الفجيرة من اهتمام بالسياحة والترويج لها تم مؤخراً التوقيع على اتفاقية لتنظيم الملتقى الخليجي الرابع للسياحة والاستثمار في الإمارة تحت رعاية صاحب السمو حاكم الفجيرة، حيث ستشارك في تنظيمه الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي واتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي،واتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة وغرفة تجارة وصناعة الفجيرة وهيئة الفجيرة للسياحة والآثار وبلدية الفجيرة ومن المقرر أن يعقد هذا الملتقى في الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بحضور نخبة من ذوي الخبرة في مجال السياحة والسفر، لمناقشة وبحث الفرص الاستثمارية في القطاع السياحي بالفجيرة، وأيضاً بدول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب التحديات التي تواجه قطاعي السياحة والاستثمار السياحي بدول مجلس التعاون الخليجي .
وأكد الجاسم أن الغرفة تحرص على المشاركة في المؤتمرات والمعارض التجارية والاقتصادية الإقليمية والدولية لما لها من أهمية في تبادل الأفكار والمعلومات والتعرف إلى المستجدات الصناعية والسياحية والخدمية والتكنولوجية، بالإضافة إلي أنها تتيح الفرصة للترويج للإمارة والتعريف بمقوماتها الاقتصادية والسياحية، حيث يجري إرسال وفد يضم عدداً من أصحاب الأعمال والشباب من أصحاب المشاريع الصغيرة للصين لحضور معرض كانتون التجاري العالمي ومؤتمر الصين للتصدير والاستيراد، كما تحرص الغرفة على المشاركة ضمن وفد الإمارة في معرض السفر والسياحة الذي ينظم سنوياً بالعاصمة البريطانية لندن ومعرض السفر والسياحة بأوكرانيا ودبي .
حراك ثقافي لافت
وقال المهندس محمد سيف الأفخم مدير مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما إن الفجيرة درجت على تنظيم مهرجان المونودراما على مدى ال 10 سنوات الماضية وبات المهرجان معلماً من معالم الإمارة وصرحاً من صروحها الشامخة ووضعها على الخارطة الثقافية والسياحية، فجميع من شاركوا في مهرجاناتها وملتقياتها ومنتدياتها كتبوا وحكوا عن الإمارة وماتزخر به من موقع استراتيجي، وبنى سياحية متميزة، بل عدد كبير منهم عادوا بعد مشاركتهم إلى الإمارة مصطحبين عائلاتهم وأصدقاءهم للتمتع بما تحوزه من قدرات سياحية لافتة .
ويضيف الأفخم (بلاشك وجود ضيوف المهرجان بالامارة لمدة لاتقل عن 10 أيام ساهم في التعريف بمكونات الإمارة السياحية توصيل ثقافتها للجميع، وبكافة اللغات اليوناينة والالمانية والروسية من خلال ما كتب من قبل كتاب ونقاد مسرح عن المهرجان والفجيرة في الإصدرات والدوريات العالمية، وبات بجانب انه وسيلة للترويج السياحي، حلقة وصل بين كافة الثقافات .
ويضيف أن الإمارة بطبيعتها الخلابة باتت قادرة على جذب رواد من جميع أنحاء العالم، كما أن برامج وأنشطة هئية الثقافة والاعلام بقيادة الشيخ راشد بن حمد الشرقي اسهمت في تعريف ضيوفها بمكونات الفجيرة السياحية، بعد ان وقعت الهئية خلال الفترة الماضية عدداً من الاتفاقات مع العديد من المنظمات والهئيات الثقافية على مستوى العالم منها المنظمة العالمية للملكية الفكرية، والمنظمة العربية للثقافة والعلوم، والمعهد العالمي للمسرح بباريس وغيرها من منظمات حضرت وفودها إلى الامارة وشاهدت على الأرض ما تتمتع به من قدرات وموارد سياحية، ومكونات ثقافية، حيث ساهمت زيارة الوفود إلى جانب تنظيم أيام الفجيرة الثقافية بباريس في التعريف والترويج للإمارة التي أصبحت واحة تنعم بالأمن والأمان، وبقعة ترفل في نعيم التطور الاقتصادي والعمراني والسياحي، ووجهة تمتلك المقومات السياحية بخيارات متعددة تلبي احتياجات كثير من الزوار والسواح .
تنوع الخيارات
وقال محمد فكري مدير عام فندق كونكورد بالفجيرة (لاشك أن سياسة حكومة الفجيرة في تنظيم كم من الفعاليات والأنشطة الثقافية والرياضية والاقتصادية لجهة الترويج السياحي للإمارة ساهم في التعريف بمكونات الإمارة ومدخراتها وبنيتها السياحية المتميزة، وتنوع الخيارات على امتداد مساحتها حيث يطل البحر والجبال الشاهقة والأراضي الصحراوية في مشارقها ومغربها، بشكل يلبي حاجة السائح، خاصة في ظل توافر قطاع فندقي متطور ومتعدد الامتيازات، مشيرًا إلى أن برنامج الفعاليات الحكومي السنوي للإمارة زاد نسبة الإشغال الإضافية بالفنادق بنسبة تراوحت بين 30 إلى 40%، الأمر الذي يحتم ان يسهم القطاع الفندقي بدوره في التسويق السياحي للامارة وتنظيم فعاليات وزيارات للمشاركين وضيوفها إلى القلاع والحصون والمناطق السياحية في الإمارة .
ويضيف فكري (أن تنوع الفعاليات نفسه من حيث المؤتمرات والمنتديات والمهرجانات والمنافسات في المجالات الثقافية والرياضية والاقتصادية قادر على تنشيط اقتصاد الإمارة وجذب أنواع متباينة من السواح والزوار بحكم مشاركة المتخصصين في هذه الفعاليات .
وطالب فكري بضرورة تطوير بنى الإمارة السياحية من خلال توفير حدائق نوعية، وزيادة عدد المرشدين السياحيين وغيرها من مقومات حتى تواكب الزيادة الملحوظة في عدد السواح والزوار من خارج الدولة وداخلها .
أشغال فندقية إضافية
يرى ربيع محمد علي ناصر مدير استقبال أحد الفنادق بالفجيرة أن القطاع الفندقي استفاد كثيراً من الفعاليات والبطولات والأنشطة المختلفة التي نظمتها حكومة الفجيرة، وأن الإمارة جنت بدورها على المستوى الاقتصادي والترويج السياحي من تنظيم هذه الفعاليات، مشيراً إلى ان فندقه استقبل على مدى العاميين الماضيين عدداً كبيراً من الوفود المشاركة في الأنشطة العالمية التي نظمتها الامارة، وان اي وفد استضافه الفندق زاد نسبة الاشغال به بنسبة لم تقل عن 30 % ، كما ان بعض المسابقات المحلية التي كانت الفجيرة مسرحها مثل مسابقات صيد الاسماك وبطولات مكتوم الرمضانية، وقرية التراث حققت نسب إشغال إضافية للفنادق، وزادت من حجم السياحية الداخلية للإمارة .