بقلم : محمود كامل … لا أعتقد أن «القسم على المصحف» المصحوب بورقة بعشرين جنيها، أو بكيلو سكر، أو زجاجة زيت، أو كيلو مكرونة «سيئة الصنع»، يمكن أن يُلزم «قليل الذمة» الذي قبل بأي من ذلك كله مقابل انتخاب «قيادة إخوانية» أمام صندوق الاقتراع بجبر المتعهد بأن يبرّ بما تعهّد به، ذلك أن لقاء خرب الذمة صاحب العرض مع «خرب الذمة» الذي تلقى العرض وقبله لا يمكن أن يصنع اتفاقاً يليق بمكانة المصحف الشريف، ولا بآياته التي تتحدث عن أن «المنافقين في الدرك الأسفل من النار»، وهو ما حدد موقع المتفق.. والمتفق معه في يوم «العرض العظيم»!
والغريب وغير المفهوم هو أن الذين قادوا هذا «التدليس الانتخابي» ينتمون «لفيالق السياسة المتأسلمون» الذين تصورنا أن خروجهم المفاجئ للعمل السياسي سوف يكون – طبقاً لشعاراتهم المخادعة – بداية للالتزام بكل قواعد «العدل والحق» التي أتى بها الإسلام الحقيقي الذي بشرونا به إلى أن اكتشفنا بمتابعة التنفيذ أن شعاراتهم تلك لم تكن أكثر من جسر يعبرون به إلى «مناطق النفوذ» التي اشتاقوا إليها طوال سنوات قمع نظام مبارك لهم، مع أننا كنا مثلهم من ضحايا النظام!صحيح أن ما أكتبه الآن قد يُنشر بعد أن تتم إذاعة اسم الرئيس الجديد، إلا أن ما أكتبه تعبير عمّا يجيش به صدري وبما هو في صدور أغلب المصريين الذين دعوا الله جميعاً أن «يولي على مصر من يُصلح»، ذلك أنه هو الأدرى بما في قلوب عباده، بينما يأخذ العباد بالشواهد التي قد تكون صحيحة أو قد لا تكون، إلا أننا من باب الأخذ بـ«الأحوط»، وبعيداً عن تجربة تكون مريرة، و«احنا مش ناقصين» أن يجرب فينا أحد، ذلك أن كل التجارب التي مررنا بها – لزمان طويل – تركت كثيراً من آثارها على نفوس كل المصريين الذين فقدوا الثقة في أشياء كثيرة، منها – مع الأسف – «ثقة الناس بالناس»، ومنها «المحظورة» التي كان لابد أن تظل محظورة.. اليوم.. وغداً.. وبعد غدٍ!