مانتوفا "المسلة" …. تحت رعاية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة..انطلقت أمس فعاليات " أيام الشارقة الثقافية " تحت شعار " مانتوفا ترحب بالشارقة " وتستمر حتى الخامس من شهر أغسطس القادم في مبنى قصر الأمراء التاريخي في مدينة مانتوفا الإيطالية.
وأعرب حاكم الشارقة في كلمته التي ألقاها نيابة عن عبد الله بن محمد العويس عن " سعادته باستضافة مدينة مانتوفا العريقة لأيام الشارقة حيث تمثل المدينة محطة حوار حضاري تتسع لكل القيم الإيجابية التي تعزز علاقات الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا ".
ووجه الشكر والتقدير لعمدة مدينة مانتوفا على دعوته الكريمة التي تعتبر فرصة لتعزيز التعاون الثقافي بين الشارقة والمدن الايطالية وهو ما نحرص عليه ونتابعه بالدعم والتشجيع .. مشيرا إلى أن التعاون يتعزز على الدوام من خلال المشاركة في بينالي فينيسا ومعرض بولونيا للكتاب إضافة إلى سلسلة الفعاليات الثقافية الإيطالية التي استضافتها الشارقة لتضيف زخما للمعارف العامة حول الثقافة والفنون الايطالية وكان لها آثارا ايجابية على مختلف المستويات.
وأضاف حاكم الشارقة أن برنامج " أيام الشارقة الثقافية في العالم " يواصل استكمال المشروع الثقافي في إيطاليا.. مشيرا إلى أنه تم قطع شوط كبير في تنفيذ هذا المشروع من خلال سلسلة من الفعاليات الثقافية التي تجولت في مناطق ومدن مختلفة من أوروبا وآسيا والعالم العربي واشتملت الفعاليات على المقتنيات الخاصة للخليج في الخرائط التاريخية وعروض فنية تراثية ومعارض تشكيلية ومعارض للمقتنيات التاريخية وأخرى لفنون الخط والزخرفة العربية الإسلامية والمشاركة بعروض مسرحية في عدة دول إضافة إلى تنويعات من الإصدارات والترجمات لإيصالها للذاكرة العالمية.
وقال إن الخيار الثقافي للشارقة كان له آثاره المشهودة حيث اختارتها المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم " اليونسكو " للشارقة عاصمة للثقافة العربية في عام 1998 إضافة إلى اختيارها خلال مؤتمر الثقافة الإسلامية الذي عقد في مدينة باكاو باذربيجان عام 2009 عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 .
وأكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي..أهمية الدور التنويري الفاعل الذي تلعبه الثقافة في التقارب بين الشعوب وتنمية العلاقات بين الدول والمجتمعات في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى روح التسامح والتعارف وتبادل الرؤى والمقاربات والتعرف على الكنوز المعرفة الإنسانية .. مضيفا " لقد اخترنا هذا الطريق لإدراكنا بأنه الباب الأمثل للدخول إلى مجتمعات انسانية تزدهر بالذاكرة وتنمو بالتعاون وهذا ما ننوي السير على دربه دوما ".
من جانبه قدم عبد العزيز بن ناصر الشامسي الشكر والتقدير حاكم الشارقة على ما يوليه من اهتمام في تقديم وعرض الثقافة الإماراتية خاصة والثقافتين العربية والإسلامية بشكل عام للعالم مما يوجد جوا من التقارب والتفاهم الفكري بين مختلف الشعوب.
وأكد أن ما تقوم به الشارقة من خلال أيامها الثقافية في مانتوفا ما هو إلا مواصلة للتعاون والتبادل الكبير القائم بين دولة الإمارات وجمهورية ايطاليا في مختلف المجالات السياسية منها والاقتصادية والثقافية والرياضية.
من جهته وجه نيكولا سودانو الشكر والامتنان إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على اختيار مدينة مانتوفا لتكون إحدى محطات أيام الشارقة الثقافية حول العالم لتوطيد علاقات الصداقة والتبادل الثقافي بين المدينتين.
وأثنى على دور دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة وعلى ما قامت به من جهود خلاقه في الاعداد لهذه التظاهرة الثقافية المتميزة .. مشيدا بمدى جدية الوفد في تقديم الثقافة الإماراتية والعربية والإسلامية بأسلوب يتوافق مع الطبيعة الديموغرافية والجغرافية لمدينة مانتوفا.
وقال " إنني أحمل لمدينة الشارقة الفضل في التعرف على الثقافة العربية والإسلامية ولي فيها ذكرى خاصة وجميلة وما نحن بصدد افتتاحه اليوم ليس البداية وإنما يأتي ليوطد ويثبت العلاقة القائمة بيننا سالفا وقد تلمست خلال زيارتي الأخيرة لمدينة الشارقة ولقائي بحاكم الشارقة مدى الاهتمام الكبير الذي توليه هذه المدينة للثقافة بمختلف أشكالها ودعمها المستمر الذي تقدمه للمثقفين وللعاملين في هذا الحقل ".
وأشار إلى العديد من الجوانب التي تتشارك وتتشابه فيها مدينتا الشارقة ومانتوفا وأهمها الاهتمام بالثقافة وسعيهما الدائم إلى تعريف العالم بما تحويه كل من المدينتين من إرث ثقافي وفني وتاريخي وما يحتم على الجانبين مواصلة السير نحو تحقيق علاقات أفضل وترسيخ التعاون والتبادل الثقافي المشترك.
وأكد أن أيام الشارقة الثقافية في مانتوفا هي إحدى الجسور التي يحتاجها حوار الثقافات والأديان لتعريف الآخر بنا والتعرف على الأخر.. فيما وجه الشكر لجميع من ساهم في إقامة وتنظيم هذه الفعاليات .. داعيا الجميع إلى انتهاز الفرصة للتعرف عن قرب على الثقافة الإماراتية العربية الإسلامية التي قل أن تجد لها مثيل في التنوع والمضمون وطريقة الطرح والتقديم.
من ناحيته أشاد ارالدي اوميرو عضو مجلس إدارة مبنى قصر الإمراء التاريخي بدور إمارة الشارقة وأجهزتها الثقافية في تحقيق التواصل بين الشعوب .. مشيرا إلى مكانة الشارقة التاريخية والثقافية التي تحتم عليها لعب مثل هذا الدور في المنطقة لما تمتلكه من خبرة في تقديم إفضل طرق وأساليب التواصل مع الأخر.
ورحب باستضافة المبنى لفعاليات أيام الشارقة مما يعكس المعنى الحقيقي للتواصل والتلاحق الفكري للحضارات والثقافات ويحقق ما تصبوا إليه جميع الأطراف في توطيد العلاقات ورفع درجة التعاون والتبادل المشترك.
وتوجه الحضور إلى قاعة المعارض ضمن مبنى قصر الأمراء التاريخي للإطلاع على المعروضات الأدبية والتاريخية والجغرافية والتراثية والفنية القادمة من الشارقة وتابعوا العروض الفنية والرقصات والأهازيج الشعبية كالعياله والليوه والهبان والمديمه التي قدمتها فرقة الشارقة للتراث الفني وسط الساحة الداخلية للقصر.
وتعرف الحضور خلال جولتهم في قاعة المعارض على نماذج من مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التاريخية والأدبية والسردية والروائية والمسرحية والتي تمت ترجمتها إلى لغات عديدة.
وزاروا خلال الجولة معرض الخليج في الخرائط التاريخية الذي يضم مجموعة كبيرة من الخرائط التاريخية لمنطقة الخليج العربي ومناطق شبه الجزيرة العربي من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة مستمعين إلى شرح واف حول أهمية تلك الخرائط وما تشكله بالنسبة إلى الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة حيث كان يعد مركز ونقطة التقاء مختلف القوافل التجارية والعسكرية البرية والبحرية.
وضم المعرض جناحا خاصا بالتراث الإماراتي اشتمل على ركن للضيافة العربية الأصيلة وبعض الأعمال والحرف اليدوية وأعمال السفافة والزينة بالحناء بجانب معروضات لزخارف جبسية وأخرى خشبية والحلي والأزياء التراثية.
وتناول مسؤولي مدينة مانتوفا ومرافقيهم القهوة العربية وبعض الوجبات الشعبية الإماراتية في ركن التراث وتابعوا أعمال التلي والتزيين بالحناء.
وفي جناح الفنون شهد معرض الخط العربي إقبالا كبير لطبيعته الخاصة وارتباطه الوثيق بالثقافة العربية والإسلامية واشتمل على مجموعة كبيرة من اللوحات الخطية والزخرفية أبدعها فنانين إماراتيين وعرب ودوليين شاركوا مؤخرا في " ملتقى الشارقة للخط العربي " وفق الأنماط الكلاسيكية والبصرية المعاصرة.
وقدم الخطاط الإماراتي خالد الجلاف ورش خطية حية وورشة تطبيقية لفن الخط العربي جذبت اهتمام الزوار الإيطاليين الذي أعربوا عن إعجابهم بأصالة الخط العربي.
كما ضم جناح الفنون أعمالا فنية متميزة منها الأعمال التي شاركت مؤخرا في المعرض السنوي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية لمجموعة تشكيليين إماراتيين من مختلف الأجيال ممن يبدعون وفقا لأساليب فنية وأنماط معاصرة تمتاز بتنوعها في الطرح الجمالي .. فيما اشتمل المعرض على عروض فيديو وقسم خاص للتعريف بإنجازات ونشاطات بينالي الشارقة للفنون.
شهد انطلاق الفعاليات .. عبد العزيز بن ناصر الشامسي سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية وماريو روزاريو روفو حاكم مقاطعة مانتوفا و عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة ونيكولا سودانو عمدة مدينة مانتوفا وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام وعبد العزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية في الدائرة وعلي المري مدير عام دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية وعدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية في مدينة مانتوفا بجانب ممثلي وسائل الإعلام المختلفة وجمع غفير من المهتمين بالفنون والآداب والتراث.
المصدر: وام