.jpg)
بقلم : جـلال دويــدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
من الطبيعي ان يتملك الخوف علي المستقبل كل اصحاب الاستثمارات السياحية ومعهم الملايين الذين يجدون رزقهم في الانشطة السياحية المختلفة وهم يتابعون هذا الجدل وهذه التطورات التي تشهدها الساحة. من الطبيعي ان يثير اهتمامهم هذا اللغط الدائر حول صناعة الأمل ليجدوا انفسهم في حالة ترقب ما سوف تسفر عنه التطورات السياسية والتهديدات التي تواترت بشأن فرض قيود تستهدف معاقبة السياح. ان جريمة هؤلاء السياح سوف تتركز في هذه الحالة علي اختيارهم لمصر المحروسة لقضاء الاجازة استمتاعا بمقوماتها الطبيعية والمناخية ومشاهدة معالمها التراثية والتاريخية التي حباها الله بها.
انه وفي اطار الاحترام الكامل لارادة الشعب فان كل ما نأمله هو الوضوح الكامل في السياسات تجاه صناعة السياحة بعيدا عن اللف والدوران واطلاق التصريحات الملتوية المتناقضة التي تثير الريبة والشكوك.
نريد موقفا صريحا يضع في اعتباره الصالح الوطني وصالح الملايين الذين يجدون رزقهم ولقمة العيش الشريفة في العمل السياحي وانشطته. هذا يتطلب الايمان بأن لا تعارض بين السياحة والدين وعلي اساس انها في جوهرها ليست دعوة للرذيلة وارتكاب المعاصي.
من ناحية اخري يجب ان ندرك ان السائح الذي يأتي إلينا داعما لاقتصادنا ومساعدا علي التصدي لظاهرة تفشي البطالة ليس مجبرا علي القبول بأي قيود علي حرياته الشخصية التي تتوافق وديانته وتقاليده. انه علي ثقة واستنادا إلي حقه المشروع في استخدام ما يدفعه من مال بأنه يستطيع أن يختار البلد الذي يلقي فيه الراحة والاحترام لقضاء اجازته بعيدا عن اي منغصات.
تعظيما لحرص تنظيمات قطاع الاعمال السياحي علي توضيح الامور بما يؤدي إلي ازالة الاحساس بالقلق الذي يسود الساحة السياحية استثمارا وعمالة جري العمل علي تنظيم لقاءات مع التيارات الدينية.
جاءت هذه المبادرات علي ضوء التصريحات التي اتسمت بالتناقض والتخبط فيما يتعلق بمستقبل صناعة السياحة الواعدة في مصر. واذا كان دافع اعضاء هذه التنظيمات صالح اعضائها الذين يقدرون بالملايين فانها وفي نفس الوقت كانت تضع في اعتبارها ما تحققه هذه الصناعة من عوائد اقتصادية هائلة جعلت منها ركيزة اساسية للاقتصاد القومي.
في هذه اللقاءات التي جرت مع قيادات ورموز الحرية والعدالة الرافد السياسي لجماعة الاخوان المسلمين.. اعتمد الطرف الثاني الممثل لاتحاد الغرف السياحية برئاسة إلهامي الزيات علي البيانات والاحصائيات الموثقة حول اهمية صناعة السياحة للاقتصاد القومي وعملية المساهمة في رفع المستوي المعيشي للشعب.
ورغم عدم الرغبة من جانب حزب الحرية والعدالة في التواجد الاعلامي لمتابعة الحوارات والنقاشات التي دارت في هذه الاجتماعات إلا ان ما ذكره لي حسام الشاعر رئيس غرفة السياحة اشارت الي أن الاجتماعات كانت ودية.
وقد اشار الهامي الزيات وفقا للبيان الصادر عن الاجتماع إلي اعجابه برؤية حزب الحرية والعدالة لقطاع السياحة وان كانت تحتاج إلي بعض الإيضاحات وان هناك مغالاة في عملية التخويف من سياسة الحزب. أكد أن مشكلة قطاع السياحة تتركز في توفير الأمن باعتبار ان السياحة والأمن وجهان لعملة واحدة. طالب بضرورة مشاركة السياحيين في لجنة اعداد الدستور وضرورة ادخال تعديلات تشريعية علي القوانين المتعلقة بالنشاط السياحي لما تحتويه من معوقات تؤثر علي عملية الانطلاق والتطوير.
وقد تضمن البيان المشترك الذي كان قد صدر عن اتحاد الغرف السياحية وحزب الحرية والعدالة بأن التنمية السياحية تحتاج إلي دعم سياسي وأمني واقتصادي حتي تقوم بدورها الحقيقي في خدمة الاقتصاد القومي. تحدث البيان عن امكانات مصر السياحية المتميزة والتي تشمل الحضارة والثقافة والمناخ مما يجعلها تحتل مرتبة متقدمة في هذه الصناعة. واكد ان مصر دولة عريقة وان النظام السابق عمل علي تقزيمها في مختلف المجالات والتي من بينها السياحة رغم انها جزء اصيل من مجالات العمل الوطني الأساسية مثلها مثل المجال السياسي.
كما تحدث عن بناء دولة ديمقراطية تكون الشريعة الاسلامية مصدرا للتشريع مستبعدا فكرة الدولة الدينية حيث ان ذلك يخالف المباديء الاسلامية.
علي ضوء ما يجري ليس هناك ما يمكن قوله سوي.. ربنا يهدي النفوس والحال ويفتح طريق الفلاح امام مصر.. امين يارب العالمين.
