احذروا ما لا تعلمون!

بقلم : محمود كامل

نسأل الله الستر فيما هو قادم مع أيام «الشرق الأوسط» الذي نحن من سكانه، ذلك أن «الأخبار المخابراتية» الأمريكية التي تسربت عن قصد تتحدث بغير تفاصيل ولا مواعيد عن مجهول لم تفصح عنه تلك المعلومات، وإن أوحت به لكل من له عقل يفهم، بحديث عن انتهاء العمر الافتراضي لحاملة الطائرات الأمريكية الشهيرة «انتربرايز» القابعة في قلب مياه الخليج ضمن قطع الأسطول الخامس الراقد هناك، والتي دخلت الخدمة القتالية عام 1960، ويعلم الأمريكيون أن تكاليف «تكهين» حاملة الطائرات تلك بالتفكيك سوف تصل إلى تكاليف بناء ناقلة جديدة، ومن ثم جاء إغراقها في الخليج قراراً اقتصادياً..

بحتاً ولكن! هل يتصور أحد أن يتمّ إغراق «انتربرايز» ببلاش، ودون تحقيق أي كسب عسكري منها حتى لو صحا أهل المنطقة ذات يوم مفزوعين على حريق هائل يشتعل على الشاطئ الآخر الذي هو إيران بفعل صواريخ أمريكية انهالت عليهم كالمطر بتهمة إغراق «انترابرايز» بالصواريخ الإيرانية التي هي أمريكية الأصل تولّت توجيهها للحاملة العجوز طائراتٌ مجهولةٌ بغير علامات قد تكون إسرائيلية قادمة «لسبك» مسرحية العدوان الإيراني على قطعة بحرية أمريكية في نوع من «تلقيح التهم»!.

ويعتمد العسكريون الأمريكيون والإسرائيليون على «عنصر المفاجأة» في مسرحيتهم تلك، وهو اعتماد في غير محلّه ذلك أن الإيرانيين «واقفون على أظافرهم» ليل نهار في توقّع لا يملّ للغزوة القادمة، يضاف إلى ذلك مجهول السلاح الذي يمتلكونه والذي لا تعلم عنه مخابرات البلدين الكثير فيما قد يمثّل «مفاجأة للغزاة»!

صحيح أن «السلاح الأمريكي» يستطيع «إزالة إيران» من خريطة الوجود، لكن المسألة ليست بتلك البساطة ذلك أن شعوب العالم «تكره الحرب» انشغالاً بلقمة العيش، وصحيح أن الولايات المتحدة هي القوى العظمى لعالم اليوم، إلا أنها ليست «القوة القاهرة» المكلّفة بإفناء البشر وقتما تريد، فالكون له رب واحد هو صاحب الأمر، وأن «تسونامي إلهي واحد» يستطيع أن يحمل القارة الأمريكية إلى قاع المحيط، فاحذروا ما لا تعلمون!