Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الغلاء والانفلات الأمني يضربان سياحة المصايف في مصر

القاهرة " المسلة " … ظل الذهاب للمصيف ركناً مهماً في يوميات الأسرة المصرية خلال فصل الصيف باعتباره استراحة لابد منها من ضغوط العمل والدراسة وروتين الحياة اليومية، وهربا من حرارة الجو وارتفاع الرطوبة لاسيما بالنسبة لأبناء المدن الكبرى الداخلية كالقاهرة والجيزة، ولكن صيف هذا العام جاء على المصريين بشكل مختلف تماما نتيجة لما تموج به البلاد من اضطرابات ومظاهرات ما انعكس بالسلب على الاقتصاد.

محمد عبدالحميد (القاهرة) ـ غلاء أسعار بعض السلع إلى جانب تواصل أزمات قلة الوقود، وتكدس السيارات أمام محطات الوقود بالساعات، وما يشاع عن انفلات أمني وتكرار حوادث الخطف والسرقة والبلطجة عوامل دفعت الأسر المصرية إلى تغيير نظرتها للمصايف، واعتبارها من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها تماما هذا العام، وهو ما انعكس بالسلب على حجم الإقبال والتردد على الشواطئ لاسيما الإسكندرية ورأس البر وبلطيم ومرسى مطروح ومدن قناة السويس حيث كان الموسم يبدأ بالنسبة لها منذ مطلع شهر مايو سواء بالحجز أو بتوافد الأسر تباعا، ولكن المؤشرات جميعها توحي بأن ركودا كبيرا أصاب موسم التصييف بالنسبة للأسر المتوسطة والفقيرة من المصريين.

آثار سلبية:

بحسب خبراء وعاملين في مجال الاقتصاد والسياحة والترفيه شهدت تلك المصايف إقبالا محدودا من بعض الأسر والأفراد يقل كثيرا عما كان متوقعا، ما أدى إلى ركود انعكس على المهن المتعلقة بالمصايف وعلى دخول العاملين فيها وهو ما أكده د.حمدي عبدالعظيم، الخبير الاقتصادي وعميد أكاديمية السادات الأسبق، قائلا “يقدر حجم فاتورة إنفاق المصريين على المصايف ورحلات الترفيه سنويا بنحو 13 مليار جنيه أي (نحو 2.1 مليار دولار)، ولكن من المنتظر أن تتقلص هذه الفاتورة إلى ربع هذا الرقم تقريبا، وفقا للتقديرات الأولية لحجم الإقبال على المصايف ونسبة الإشغالات في الفنادق والقرى السياحية والتي تتراوح بين 25- 30 في المائة”.

وأكد أن التداعيات الاقتصادية التي تأثرت بها مصر نتيجة لما تمر به البلاد من اضطرابات واحتجاجات وانفلات أمني منذ قيام ثورة 25 يناير، وتزايدت في الأيام الأخيرة مع الاحتجاجات تارة على نتائج الانتخابات الرئاسية، وأخرى على أحكام القضاء بشأن الرئيس السابق ونجليه زادت مواجع الأسر المصرية، التي تتحمل أي آثار سلبية تطرأ على اقتصاد البلاد في صورة زيادة أسعار غالبية السلع، وتراجع الدخول وهو ما يؤدي إلى أن تتجه الأسرة المتوسطة والفقيرة إلى ترشيد نفقاتها لاسيما في الأمور المتعلقة بالترفية والذهاب للمصايف، وأدى ذلك إلى ركود في المهن المتعلقة بحركة البيع والشراء على الشواطئ المصرية وتراجع إشغالات الفنادق وتأثر حركة السياحة الداخلية.

ارتفاع الكلفة:

من جهته، قال محمود عبدالعاطي، محاسب بإحدى الشركات الخاصة، إن “المصيف لم يعد ضمن قائمة النفقات الأساسية لأسرتي هذا العام فليس هذا وقته مع الارتفاع الكبير للنفقات اللازمة لقضاء عشرة أيام في المصيف لأسرة مكونة من ستة أشخاص، كما اعتدنا في السنوات الماضية فقد كان يلزمنا نحو 5000 جنيه تقريبا، ولكن هذا العام وبحسبة بسيطة اكتشفنا أننا بحاجة إلى 3 آلاف جنيه أخرى وهو ما لا تستطع ميزانية الأسرة تحمله ولذا اتفقت مع أسرتي على تأجيل المصيف للعام القادم إذا تحسنت الظروف”.

وأكد أسامة عبدالرزاق أنه لن يذهب إلى المصيف هذا العام بسبب كثرة التكاليف والأعباء لأن رحلة المصيف كانت تكلفه وأسرته المكونة منه وزوجته وطفلين خلال الأعوام السابقة مبالغ في حدود 3 آلاف جنيه، وزادت التكلفة هذا العام إلى الضعف تقريبا لارتفاع الأسعار ناهيك عن الانفلات الأمني جراء عودة المظاهرات والاعتراضات.

وأكدت يسرا عبدالوهاب، مهندسة، أن أولادها الثلاثة يضغطون عليها ليل نهار للذهاب إلى المصيف لكنها لا تستطيع أن توفر لهم نفقات المصيف هذا العام في مكان آمن. وأشارت إلى أن الشركة العقارية التي تعمل بها كانت تتحمل نسبة كبيرة من تكاليف المصيف لأعضائها من خلال صندوق العاملين بالاشتراك مع نقابة المهندسين وهو ما لم يعد ممكنا هذا العام بسبب الاضطرابات الأخيرة التي أثرت سلبا على السوق العقارية في مصر.

متطلبات رمضان:

قال سعيد فهمي (مهندس كمبيوتر) إن غلاء الأسعار جعله يعيد حساباته خاصة أن شهر رمضان يأتي في قلب الموسم الصيفي وهو ما يعني أن عليه توفير راتب فوق راتبه لمواجهه متطلبات الشهر الكريم، وكذلك احتياجات عيد الفطر وقد يجعل من إجازة عيد الفطر مناسبة للذهاب إلى المصيف وبذلك يحتفل بالعيد ويقوم بالتصييف.

أما أحمد فتحي (تاجر أجهزة كهربائية) فقال إنه لا يستطيع التخلي عن المصيف لنفسه أو لأولاده، مشيرا إلى أنه سيضطر إلى تقليص مدة السـفر بدلا من أسـبوعين إلى أسبوع واحد فقط بسبب التكلفة العالية التي ستكون عليه وخروجه من نفق الدروس الخصوصية لأبنائه الأربعة على مدار العام، وكذلك لتدبير بعض المال لمواجهة متطلبات شهر رمضان.

وإلى جانب هؤلاء هناك فريق آخر من الأسر المصرية قرر الإمساك بالعصا من المنتصف والاكتفاء بزيارة المصيف عن طريق رحلات اليوم الواحد أي السفر مبكرا وتمضية النهار على الشاطئ والعـودة مع غروب الشـمس، وهو أسلوب عرفته الأسـر ذات الدخل المحدود في السـنوات الأخيرة، وبات هذا العام يلقى إقبالا من الطبقات المتوسطة لأنه يؤدي الغرض في منح الشخص قدرا من الترفية والاستمتاع من دون أن يتكبد أعباء مالية كبيرة في المسكن.

إلى ذلك، قال أشرف حسن (مدرس) “أسبوع المصيف بالنسبة لأسرتي رفاهية لا يتوفر المال اللازم لها هذا العام، ولذا قررنا الذهاب للمصــيف ضـمن رحلات اليوم الواحد التي يتولى تنظيمها أبناء الحي الذي نسكنه وهي عادة ما تكـون يوم الجمعة، وتكون قبلتها أي من المصـايف الســاحلية القريبة من القاهرة لاسيما الإسماعيلية وبورسعيد ورأس البر وجمصة.

وتتكلف الرحلة 30 جنيها للفرد حسب حالة الأتوبيس وعدد الأفراد حيث يتولى واحد منا جمع الفلوس والاتفاق مع شركات السياحة على تأجير الحافلة، وكذلك رسوم دخول الشاطئ وتكون كل أسرة مسؤولة عن تدبير احتياجاتها على الشاطئ من المقاعد والشماسي والمأكولات. وفي نهاية اليوم نتجمع عند مكان محدد ونعود من حيث أتينا بعد أن نكون قد استمتعنا بالمصيف ولو ليوم واحد”.


 

 

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله