بقلم : جـلال دويــدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
الاحصائيات تقول إن أعداد العاملين في أنشطة السياحة بصورة مباشرة يزيد علي ٢مليون مواطن يتحملون بما يحققون من دخول مسئولية إعالة ما بين أربعة وخمسة ملايين مواطن آخر وهو ما يعني أن السياحة تعد باب رزق لكل هذه الملايين من ابناء مصر.
من ناحية أخري ولأن السياحة لا تقتصر علي الخدمات التي تقدم للسائح عند السفر والقدوم والاقامة وانما تمتد الاستفادة منها إلي عشرات الانشطة الاخري سواء كانت خدمية أو زراعية أو صناعية فإن هذه الاعداد المستفيدة من تقدمها وازدهارها يمكن أن ترتقع إلي أكثر من اثني عشر مليون مواطن.
<<<
تماشيا مع هذه الارقام الضخمة المؤثرة فلا جدال أن استخدام هؤلاء الملايين لحقوقهم الانتخابية بالتصويت لاختيار رئيس مصر القادم يعد عاملا مؤثرا لصالح مصر ولصالح السياحة. في هذا الاطار فان احدا لا يستطيع أن ينكر الانطلاقة السياحية التي تم تحقيقها ليصل عدد السياح الوافدين إلي مصر عام ٠١٠٢ إلي ٥١ مليون سائح اضافوا للدخل القومي ٥.٢١ مليار دولار. انطلاقا من كل هذه الحقائق المعلنة يعترف الجميع بدور هذه الصناعة الايجابي في توفير فرص العمل والمليارات من العملة الصعبة التي نحتاجها لاستيراد احتياجاتنا الاساسية والانتاجية وكذلك المساهمة في دعم الاحتياط النقدي الذي يحافظ علي الجنيه المصري تجاه العملات الاجنبية. كل هذه المعلومات الموثقة تؤكد أن تنمية السياحة.. صناعة الامل لمصر تعني خيرا كثيرا يعم حياة كل المصريين. إن ما نجنيه من وراء السياحة هو نعمة من عند الله الذي حبا مصر بكل المقومات التي تعظم من ثروتها السياحية المتمثلة في الحضارة والتراث والطقس والطبيعة والشواطيء الممتدة لآلاف الكيلو مترات.
<<<
في هذا الاطار فإن آراء الخبراء اكدت أن الوضع الاقتصادي تعرض للعديد من النكسات نتيجة السلوكيات والتصريحات المتخبطة غير المسئولة من جانب بعض التيارات التي تغذي الفوضي الفكرية والتراثية. كل ذلك ادي الي غياب الامن وخدمة اصحاب الاطماع السياسية الساعين إلي الهيمنة والتسلط . كان من الطبيعي ان تكون صناعة السياحة كرافد اقتصادي في غاية الاهمية وللتصدي لما تواجهه من أخطار. تحتم علي كل العاملين في انشطتها والمستفيدين من خيراتها أن يدافعوا عنها من خلال أصواتهم بحسن وسلامة اختيارهم لمرشحهم في انتخابات الاعادة. إنهم مطالبون بحساب المكسب والخسارة سواء لوطنهم أو لمهنتهم واشخاصهم اذا لم يتسم هذا الاختيار بالوعي والمعرفة والتقدير السليم لما هو في صالح مصدر رزقهم أو في غير صالحه. لا مكان في هذا الاختيار للتردد أو التشكك خاصة أن حقيقة مواقف الجميع كانت واضحة ومفضوحة تجاه ما ينتظر السياحة من مستقبل. لا مجال لانصاف الحلول التي تؤدي إلي مزيد من النكسات لهذه الصناعة. هذا التوجه الصحيح والسليم عبر عنه بشجاعة قرار المؤتمر الذي دعا اليه اتحاد الغرف السياحية.
<<<
أيها المواطن الناخب ممن تعمل في الانشطة السياحية.. إن في يدك ومن خلال صوتك الانتخابي أن تساهم في الارتفاع بمعدلات الاستثمار السياحي لاعطاء مزيد من القوة والدعم للاقتصاد القومي وزيادة الرواج الاقتصادي الذي يساهم في زيادة دخلك وحل الكثير من مشاكلنا الاجتماعية. لا يكفي الجهر برأيك وانما الهدف لابد ان تصّوت لمن تراه المرشح المناسب لتحقيق هدف خدمة السياحة.. من المؤكد انك تدرك اهمية هذا الصوت في عملية بناء مصر التي لا يمكن أن تكون قوية بدون اقتصاد قوي يشارك في صنعه جميع المصريين الشرفاء ومنهم العاملون في السياحة. إن صوتك أمانة لابد أن يكون لصالح رخاء مصر وباعتباره اساس التقدم علي طريق الحرية والديمقراطية واستعادة المكانة المرموقة.