Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة تُحتضَر بسبب الاضطراب الأمني والفلتان.. وقلق من إقفال مؤسسات أو صرف عمّال

هل يعلم ميقاتي "شو في بلبنان"؟

بيروت "المسلة" …. عدد من الدول الخليجية حظرت سفر رعاياها الى لبنان على خلفية الأحداث التي شهدتها طرابلس والشمال..خبر ليس بالجديد، إذ شكل سبباً لسفر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى عدد من دول الخليج لحضها على التراجع عن قرارها.

لكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يجد رابطاً بين حظر السفر وبين حال الاستقرار الأمني. فبالنسبة اليه، كل شي تمام… والوضع الأمني في طرابلس يترسخ، كما أن "طاولة الحوار تمهد للاستقرار"..

في الاجتماع المخصص لإنعاش الموسم السياحي خلال فصل الصيف الذي عقد في السرايا الحكومية والترويج للحركة السياحية في لبنان بعنوان "شو في بلبنان"، حاول ميقاتي أن يحرف أنظار المجتمعين من أرباب القطاع السياحي، من أنّ موضوع الحظر الخليجي للسفر الى لبنان هو سياسي بحت، لكن أوساط المجتمعين قالت إن المسألة أمنية ولا طابع سياسياً لها، خصوصاً وأن الخليجيين يخافون من عمليات الخطف التي تحصل في لبنان، وغير مستعدين للمغامرة والاستماع الى التهديدات.

من الواضح أنّ ميقاتي حاول التخفيف من وقع الحظر، من خلال الرهان على اتصالات يجريها مع الدول الخليجية التي حذرت رعايها من السفر الى لبنان. لكن أجواء المجتمعين أشارت الى أن الموضوع بالغ الدقة، وأن القطاع السياحي يخوض "معركة حياة أو موت"، وأن لبنان يدفع الثمن سياحياً واقتصادياً وأمنياً من جراء التورط في الرمال السورية التي لا يبدو أنها ستهدأ عاجلاً، فيما لبنان يغرق بفوضى أمنية وحوادث متنقلة من الشمال الى البقاع، وتكمل كتائب الشبيحة الأسدية مطالعتها الإجرامية في لبنان، بأعمال التعدي على المواطنين والقرى المتحاذية مع الجانب السوري، وهو ما يقلق الخليجيين إذا ما جمع كل ذلك مع التهديدات التي أطلقت بحقهم.

وكمن يحاول تغطية السماوات بالأبوات، قال ميقاتي في الاجتماع، إن الوضع الأمني في طرابلس يترسخ، كما أن طاولة الحوار تمهد للاستقرار، وفاجأ الحضور بأنه سيدعو العرب الى الصوم في لبنان!!.
وقال مصدر مطلع إن حرب تموز التي شهدها لبنان عام 2006، لم تمنع الخليجيين من القدرة على النجاة عبر سوريا، لكن اليوم كيف نؤمن للخليجي مخرجاً، من سوريا أم من مطار رفيق الحريري الدولي؟.

ويشكل السياح الخليجيون والعرب نحو 50 في المئة من السياح الذين يؤمون لبنان، وتراجع عدد السياح الى لبنان خلال عام 2011 بنسبة 23 في المئة مقارنة مع عام 2010 . وبلغ عدد الوافدين الى لبنان في 2011 مليوناً و655 ألفاً و51 سائحاً مقابل مليونين و167 ألفاً و989 سائحاً، عام 2010 أي بتراجع 512 ألفاً و938 سائحاً بما نسبته 23,66 في المئة عن العام 2010 و10.59 في المئة عن عام 2009. وبلغ التراجع في عدد الوافدين من الدول العربية 313 ألفاً و127 زائراً، أي 34,99 في المئة مقارنة بالعام 2010. وليس الوضع أفضل حالاً خلال النصف الأول من العام الجاري، وهو ما يهدد مؤسسات سياحية بالإقفال أو بصرف عمال وفي أقل الأحوال سوءاً بتعثر مالي، يعكس هشاشة الوضع الاقتصادي في لبنان، الذي تترنح سياحته على الايقاعات الأمنية والسياسية، الداخلية والخارجية ولا سيما في سوريا. وعلى أيّ حال، فإن طاولة الحوار التي جلس اليها الفرقاء السياسيون في لبنان، أتت متأخرة، بعدما بلغ السيل الأمني الزبى، وتتالت الصرخات الاقتصادية التي تحذر من انهيار الاقتصادي عموماً والسياحي من باب تحصيل الحاصل.

الأشقر
رئيس اتحاد القطاع الفندقي والنقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر، وصف وضع القطاع بأنه ليس على ما يرام بسبب الأحوال التي تشهدها المنطقة، وإن كانت بيروت أفضل من المناطق. "لكن لا يمكننا أن نتوقف رغم كل الظروف، علينا أن نكمل الطريق"، كما قال لـ"المستقبل".

وأوضح أن نسبة التشغيل في بيروت اليوم تدور حول 70 في المئة، إلا أن المشكلة هي في المؤسسات السياحية خارج العاصمة التي تشكو من وضع سيئ جداً، التي تراجعت نحو 60 في المئة، لكن مع استمرار الأزمة وتداعياتها، فإن الأمر يصبح خطيراً على كل المؤسسات في العاصمة وسواها، وهي في حال استمرت مداخليها بالتراجع فستكون أمام احتمالات خطرة: إما التعثّر أو الإقفال وإما صرف عمّال. أضاف "هذا الاجتماع جاء كمحاولة لانقاذ القطاع الذي تأذّى جدياً مع قرارات بعض الدول الخليجية التي حظرّت سفر رعاياها الى لبنان، وعلينا كلبنانيين أن نؤمن لاخوتنا الخليجيين أرضية أمنية وسياسية مستقرة، لأنهم يشكلون رافداً مهماً للقطاع في لبنان، وعلينا أيضاً أن نتوقف عن السجالات العالية النبرة التي تشكل خوفاً عليهم، وأيضاً الوقف السريع لعمليات الاختطاف التي تحصل هنا وهي فعلياً تشكل هاجساً لكل السياح بمن فيهم السياح العرب. وأعرب عن تفاؤله بالحوار، "لكن الأجدى والأنفع هو الذهاب نحو تطبيق ما يتم الاتفاق بشأنه على الطاولة"، خصوصاً وأن صورة لبنان باتت بحاجة الى تحسن كبير، وهذا تترجمه قصة حظر السفر الى لبنان، وعليه طالبنا خلال الاجتماع برأب الصدع وتأمين مظلة ثقة لعودة السياح العرب.

بيروتي
وقال الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي، إن تحسين الوضع السياحي في لبنان يتطلب معالجات جذرية وحاسمة وسريعة، والوضع الذي نشهده أسوأ بكثير مما حصل خلال الأعوام السوداء التي شهدناها، وأسف لتلازم الوضع السياسي في لبنان مع الأزمة السورية.

وقال إن المعالجة ليست فقط في التهدئة والأمن بل في تحفيز المجيء الى لبنان من خلال سلة متكاملة تبدأ من الترويج والتسويق وصولاً الى خفض الأسعار للتذاكر والمطاعم وسواها مما يشكل جذباً للسياح. وأوضح أن هناك تراجعاً بنسبة 70% بالنسبة للمنتجعات السياحية البحرية، والتخوف هو من استمرار الأزمة التي ستقضي على القطاع إذا لم تتم المعالجة السريعة بوضع خطتين على المدى القريب وعلى المدى الطويل، خصوصاً وأن الأزمة السورية مرشحة لأن تطول.

وأشار الى أن لبنان بدلاً من أن يكون اليوم يعج بالسياح فإنه يدفع الثمن، نتيجة لغباء السياسيين، وأنا أدعو الى لجنة أزمة تأخذ سريعاً القرارات التي من شأنها تعويم القطاع السياحي. وأعرب عن ارتياحه للاجتماع، كونه تنبّه الى الصرخة، لكن المطلوب السرعة، وإلا فإننا سنكون في وضع لا نحسد عليه أبداً، والأهم أن نأتي بالمغتربين اللبنانيين الى بلدهم.

اجتماع السرايا
وكان ميقاتي رأس اجتماعاً، في السرايا الحكومية، خُصّص للبحث في إنعاش الموسم السياحي خلال فصل الصيف، والترويج للحركة السياحية في لبنان بعنوان "شو في بلبنان".

وشارك في الاجتماع وزير السياحة فادي عبود، وزير الإعلام وليد الداعوق، مي نجيب ميقاتي، المدير العام لوزارة السياحة ندى السردوك، رئيس اتحاد الغرف في لبنان محمد شقير، رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار أشقر، نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسري بول عريس، رئيس اتحاد المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي، نقيب الأدلاء السياحيين هيثم فواز، نقيب أصحاب الشقق المفروشة زياد اللبّان، وشخصيات إعلامية وفنية واجتماعية واقتصادية.

في بداية الاجتماع، ألقى ميقاتي كلمة تحدث فيها عن حصول "تقدم كبير جداً في هيئة الحوار الوطني، يشكّل إشارة مهمة للمزيد من الاستقرار في البلد".
 

اضاف "أما الإشارة الأخرى الجيدة والتي نتمنى استمرارها فجاءت من طرابلس، التي أعطت في السابق الإشارة الأمنية السلبية للخارج، وهي أن الاستقرار يزداد رسوخاً في المدينة كل يوم، والجيش اللبناني يبسّط الأمن بشكل كامل هناك. من هنا أحببنا أن نعقد هذا الاجتماع لنرى كيف يمكننا استلحاق فصل الصيف، وأن نعمل جميعاً لتسويق السياحة، مع أن كلمة لبنان تحمل سمة السياحة بحدّ ذاتها، ويتمنى كثيرون أن تتميّز بلدانهم بما يميّز لبنان". وأوضح أن "ما أطلقه وزير السياحة حول "شو في بلبنان" يجب ترجمته من خلال حملة كبيرة، وقد وردتني اتصالات عدة لا سيما من الكويت والسعودية يطلبون مني عدم التوجّه بهذا الشعار فقط الى اللبنانيين، بل تعميمه على العالم العربي عبر جولات ولقاءات صحافية لشرح ما يجري في لبنان بشكل ايجابي، وعرض لكل النشاطات التي تجري في لبنان خلال فصل الصيف. نحن في حاجة الى القيام بورشة عمل، لأن البلد يعنينا جميعاً، ولا يتعلق بحكومة أو سواها بل بجميع المواطنين.. كذلك نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك وفي إمكاننا القيام بحملة إعلانية كبيرة تكون تحت شعار "ثواب أكثر، الصيام رمضان في لبنان"، ودعوة العرب إلى الحضور والصيام في لبنان. علينا البحث في كل السبل اللازمة للقيام بهذا الأمر".

بدوره قال عبود "فكرة "شو في بلبنان" أتت من القطاع الخاص مثل غالبية الأفكار التي تطرح، موضحاً أن بعض أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية طرحوا فكرة إنشاء موقع إلكتروني "شو في بلبنان" يقدّم جوائز من شركة طيران الشرق الأوسط، وتم الإعلان عن هذا الموقع خصوصاً في بلدان الخليج، ما استدعى إيلاء الموضوع أهمية أكبر، وذلك من خلال الاتصال بوسائل التلفزيون في لبنان للطلب منها تخصيص نحو 4 أو 5 دقائق لاستضافة شخصيات معروفة من لبنان لتختار الرسالة التي تودّ إرسالها من ضمن سلسلة برامج يومية على كل محطات التلفزة اللبنانية بهدف إنعاش موسم الصيف في لبنان".

ثم تحدث الداعوق، فقال "اليوم أمامنا فرصة أو مبادرة من أجل الإضاءة على الأمور الايجابية وكيفية تعزيز السياحة في لبنان. القطاع الإعلامي متشوّق الى أمور كهذه، كما أن هذا القطاع لا ينقل الصورة البشعة فحسب، إنما عليه أن ينقل الصورة الجميلة أيضاً، وأعتقد أن هناك إمكانية للإضاءة على هذا الموضوع والمساهمة في إنجاح موسم الاصطياف".

في نهاية الاجتماع، أدلى عبود بالتصريح الآتي "أقرّ في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، "المجلس الترويجي اللبناني"، وهو حلم لبناني نعمل على تحقيقه منذ نحو سنتين. هذا المجلس استشاري من القطاعين العام والخاص، مهمته الأساسية الترويج للبنان، وأحببت أن أزفّ هذه البشرى الى كل مَن يتعاطى الشأن السياحي في لبنان".

 

من رائد الخطيب

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله