Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

عروض السياحة “المغرية” تغرق أسواق المملكة

الدمام "المسلة" …. أمطر كثير من الشركات السياحية السوق السعودية بعروض مغرية "جدا" لإجازات الصيف خصوصاً بعدما أقفلت أمام السائح السعودي بعض الوجهات العربية بسبب الأحداث الجارية فيها. ووسط زحمة العروض والإعلانات، برزت توقعات بأن ترتفع أسهم السياحة الداخلية بشكل كبير هذا الصيف، خصوصاً أبها والباحة والطائف.

وحذر مسؤولون في شركات سياحية من كثرة عروض السفر الوهمية لدول شرق آسيا، بعدما تلقت الشركات المحلية عروضا متنوعة من كافة الدول السياحية تجاوزت نسبتها 400% عن المواسم الماضية، وذلك لجذب السائح المحلي خلال الصيف الحالي، مشددين على أهمية تفعيل الدور الرقابي على القطاع السياحي لملاحقة تلك المكاتب.

جاءت توقعاتهم متطابقة حول تأكيدات أن تشهد المناطق السياحية في المملكة أفضل مواسمها على الإطلاق خصوصا أبها والطائف والباحة.

وقال توفيق عبدالله وهو مدير شركة سفر وسياحة في المنطقة الشرقية، إن العروض التي تسوقها بعض المكاتب بأسعار رمزية غير حقيقية خصوصاً لوجهات ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند. وأضاف أن العروض الوهمية تأتي من مكاتب سياحية أجنبية نشطة في الشرق الآسيوي لكنها كثفت نشاطها لهذا العام، مشيراً إلى أن هدفها تحقيق أعلى عائد مادي وأن يحصل العميل على عرض أقل من المتفق عليه سابقاً خصوصاً في ما يتعلق بقطاع الإيواء.

ولفت إلى أن العروضات المقدمة للسائح السعودي تتضمن فنادق فئة 7 أو 5 نجوم، لكن العميل عند السفر لا يحصل إلا على فندق فئة نجمتين أو 3 فقط. وأكد أن أغلب الفنادق في شرق آسيا مقسمة إلى عدة فئات مما يسهل علميات التلاعب وإطلاق العروض غير الحقيقية.

وتابع عبدالله قائلاً: العروض غير الحقيقية تصدر من المكاتب السياحية الصغيرة التي تستفيد من ضعف الرقابة عليها خصوصا في المملكة. وعن وجود عروض سفرمشجعة من شركات موثوقة لوجهات مثل ماليزيا، أكد عبدالله أن "العروض المشجعة تصدر من شركات سياحية عملاقة تحجز غرفا في الفنادق الشهيرة إضافة إلى حجوزات أخرى لشركات الطيران والمواقع السياحية منذ وقت مبكر جداً يكون في العادة قبل عام أو عامين لخفض التكاليف ومن ثم تعد البرامج المناسبة للعملاء سواء في دول الخليج أو الأوروبيين بأسعار جيدة"، لافتاً إلى أن "الدول الآسيوية أصبحت متفوقة على مستوى العالم في صناعة السياحة وتسويقها".

وعن أبرز الوجهات عالمياً ومحلياً، قال عبدالله إن "الوجهات الخارجية التي تتصدر طلبات العملاء لهذا الموسم هي ماليزيا ثم سنغافورة ثم دبي ثم لندن. أما الوجهات العربية، فتراجع الطلب على لبنان إلى مستويات مدتنية جداً إضافة إلى الإحجام عن وجهة سورية مقابل تحسن طفيف في الطلب على القاهرة".

وأبان أن "راغبي الوجهات العربية سيستبدلون تلك الوجهات بأبها والطائف ودبي خلال هذا العام"، متوقعاً أن "تشهد السياحة المحلية هذا العام أكبر نسبة إقبال بسبب أحداث وتبعات الربيع العربي على دول مثل سورية ومصر وتونس".

من جهته، قال عبدالله المطيري وهو أيضاً مدير لشركة سياحة وسفر في الدمام، إن شركته رفضت التعامل مع بعض العروض المقدمة من شركات أجنبية لكونها غير حقيقية. وأضاف أن شركته تباحثت مع الفنادق مباشرة حول جدية العروض لتكتشف أن العرض المقدم من الشركة الأجنبية لا يتلاءم مع العرض الحقيقي خصوصاً أن الفنادق في بعض الدول في شرق آسيا تحتوي على أكثر من فئة فتتفق الشركة السياحية على الحد الأدنى مع الفندق ثم تسوقه على العملاء على أنه الحد الأعلى ويسمى للعميل بالعرض الاقتصادي.

لكنه أضاف: هناك عروض حقيقية خصوصا عند الحجوزات المبكرة ومن المواقع الموثوقة على الإنترنت.
وأبان المطيري أن غياب ثقافة السياحة في دول الخليج ساهم في رفع التكاليف على السائح، مشيراً إلى أن السائح الغربي يجدول تواريخ ومواعيد السياحة مبكراً مما يخفف عليه التكاليف بعد اختبار كل الخيارات المتاحة أمامه. وعن الوجهات للسفر هذا العام قال المطيري إن الموسم الحالي سيشهد تغيرات كبيرة في الوجهات العربية تسجل أدنى مستوى لها خصوصا سورية ولبنان مقابل تحسن طفيف في مصر اعتماداً على الجالية المصرية المقيمة في المملكة.

وتوقع أن تشهد السياحة المحلية موسماً ذهبياً خلال هذا العام لعودة عملاء الوجهات العربية القريبة للسياحة الداخلية، مؤكداً أن ذلك يحتاج إلى استنفار القطاعات السياحية والخدمية في المملكة لصيف 2012 خاصة في الطائف وأبها والأماكن المقدسة خاصة مع مصادفة شهر رمضان للإجازة الصيفية.

وعن تكاليف السفروالسياحة بين الداخل والخارج، قال المطيري: المملكة ليست دولة سياحية نظراً لأجوائها الحارة وضعف البنى السياحية لكنها تمضي في الطريق الصحيح ولا يمكن مقارنتها بالدول ذات الباع الطويل في هذا المجال مما ساعد كثيراً على أن تكون كلفة السياحة في الدول أقل كلفة من السياحة الداخلية.

بدوره قال مدير مكتب سياحي في دبي رأفت البسيوني إن الشركات السياحية كثفت من عروضها لعام 2012 التي تستهدف بها المواطن الخليجي خصوصا بعد أحداث الربيع العربي، مشيراً إلى أن نسبة العروض المقدمة زادت عن العام الماضي بـ 400 % سواء في دول ماليزيا وإندنونيسيا وتايلاند والمغرب ولندن. وأضاف أن ارتفاع حجم العروض يمثل بيئة خصبة للتلاعب وإطلاق العروض الوهمية.
وكانت شركات السياحة أطلقت عروضا ما بين 3270 ريالا تشمل الإقامة الاقتصادية لشخصين لمدة 8 أيام، و10 آلاف ريال لشخصين في فنادق 5 نجوم ولذات المدة في ماليزيا.

وأطلقت شركات سياحية في دبي عروض الإقامة في فنادق 5 نجوم فاخرة لمدة 8 أيام بأسعار تتراوح ما بين 3900 ريال و8400 ريال. وفي سنغافورة ترواح سعر الإقامة لمدة 8 أيام في فنادق 5 نجوم، ما بين 4400 ريال و12200 ريال.
في المقابل، أوضح مدير لمكتب سفر وسياحة في الرياض يوسف الدوسري أن العرض المغري الذي قدمه مكتبه للعملاء في المملكة جاء باتفاق مع إحدى أكبر الشركات السياحية التي تعمل في ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند، لافتاً إلى أن العرض لا يشمل الإقامة في فنادق 5 نجوم ولا يغطى بالتذاكر الداخلية في كل دولة. وأكد أن مكتبه يستهدف محدودي الدخل الراغبين في السفر، نافياً أن يكون العرض وهمياً حيث يخضع للاشتراطات النظامية. وأشار إلى أن الإقبال من السعوديين على العروض المتدنية كبير لانخفاض التكاليف.

وأوضح الدوسري أن مكتبه غطى حتى أمس 86% من إجمالي الحجوزات المتاحة للسفر. وأردف قائلاً إن الشركات السياحية في دول شرق آسيا خفضت تكاليف الإقامة لفنادق 4 نجوم فما دون لجذب العملاء من دول الخليج حيث تراجعت الأسعار على هذة الفئة بنسبة 40% خلال صيف هذا العام.

بدوره قال مشرف علاقات العملاء العرب في شركة سياحية ماليزية إدريس محمد: إن الشركات الكبرى تستأجر الفنادق ثم تبيعها على الشركات ومكاتب السياحة في دول الخليج لاعتبارات أهمها أن السياحة لا تخضع لموسم محدد في بلدان شرق آسيا لأنها دافئة ممطرة طوال العام مما يقلل من فرص تراجع أعداد السياح.
وأضاف أن الفنادق الكبرى تحتوي على عدة فئات في الفندق الواحد تتراوح من 7 إلى 3 نجوم. وأكد محمد أن الشركات العاملة في شرق آسيا تطرح 3 نماذج مختلفة لعملائها موضحة اسم الفندق ودرجة السكن والخدمات المتوفرة والعروض السياحية الأخرى بالتفاصيل لمكاتب وشركات السياحة التي تتعامل معها في السعودية والإمارات والكويت وقطر.

لكنه أضاف أن الخلافات تحدث بين السياح وبين شركات السياحة الخليجية لاختلافات بين العرض المقدم والخدمات المتوفرة لهم، مستعبداً أن يكون للشركات الماليزية أي دور في الخلافات التي تنشب بين العملاء والمكاتب الخليجية لخبرتها العريضة في المجال السياحي ولقدرتها على تحقيق البيئة السياحية الخليجية لكونها أهم الأسواق في ماليزيا. وأضاف أن الشركات اكتسبت الخبرة بعد التطور الكبير وتوفر البنى التحتية منذ عام 2000.

وعن السياح من بقية دول العالم أكد محمد أن السياح الأوروبيين والأميركيين لا يعانون من العروض حيث توفر لهم الشركات في بلدانهم كامل الخدمات المتفق عليها. وعن صحة تخفيض الأسعار أجاب: أن الأسعار تتراجع باستمرار في فئة 4 نجموم فما دون، أما الفنادق الـ5 أو الـ7 نجوم فلم تتغير لأن مستوى الطلب عليها مرتفع جداً خاصة من الخليجيين والأوروبيين بالإضافة إلى ميزة أخرى حيث تعد أسعارها من الأقل على مستوى العالم. ولفت إلى أن أسعار غرف الفنادق فئة 5 و7 نجوم تتراوح ما بين 350 إلى 600 بالريال السعودي، مشيراً إلى أن صناعة السياحة في ماليزيا تحولت من التركيز على الأسرة الجديدة المعروف بعرض "الهني مون" أو شهر العسل إلى مفهوم أوسع هو الأسرة الخليجية حيث يصل عدد السياح من الخليج إلى مليون سائح سنوياً ينفقون ما بين 8 إلى 10 مليارات دولار.

وعن الدول التي تنافس ماليزيا على السائح الخليجي قال الأقطاب الرئيسية في شرق آسيا هي التي تنافس ماليزيا سانغفورة وتايلاند بالإضافة إلى إندنونيسيا حالياً. وعن توقعاته لعام 2012 قال إن أعداد الخليجيين ستزيد عن الصيف الماضي بنسبة 25% على الأقل بسبب الثورة السورية والتوترات في لبنان وغياب الاستقرار في مصر، مشيراً إلى أن أغلبهم سيتوجه إلى شرق آسيا.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله