Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الموسم السياحي القادم .. أسئلة لابد منها … بقلم : هاني البدري

بقلم : هاني البدري … قدرُنا على ما يبدو أن نبقى مُحلِّقين دوماً بين دائرتي التوقعات المُفرطة بالتفاؤل والحقائق الممعنة بالموضوعية، نتوجسُ الأمل -من غير مناسبة- لنُقنع أنفسنا بأن ما نعيشه ما هو إلاَّ جزء من مؤامرة حِيكت بليل، ضدنا وضد أحلامنا وتوقعاتنا التي بنيناها.

لم نُدركْ بعد أن المشكلة تتلخصُ في نظرتنا للأشياء، وفي تعاملنا مع كل ما يجري حولنا بالأمل فقط.. لا بالعمل، وبالقدرية المفرطة بالتفاؤل لا بالسعي نحو التغيير، حتى وإن بصمنا بالعشرة أننا ضحايا ضغوط الحكومة وقراراتها وفساد المتنفذين وأثرهم على لقمة عيشنا، وترهل الأجهزة ومؤامرات أميركا والغرب والسيناريوهات الجاهزة في مكان ما للانقضاض علينا.

ما الذي جرى هذا الموسم مثلاً، حين أمضينا الشهور تضرعاً إلى الله جل وعلا بأن يسقينا الغيث، وكان ما كان من موسمٍ مطري مُبشر يحل كل الأزمات، لم نره منذ سنين، أقلعت توقعاتنا بموسم زراعي فريد وصيف لا عطش فيه إلى أن شعرنا أنها فعلاً "فُرجتْ" هذه المرة.. ماذا حدث؟، ارتفعت أسعار البندورة إلى معدلات قياسية ومثلها أصناف عديدة، وبُشرنا بأن الأردن سيواجه هذا الصيف، واحداً من أكثر المواسم المائية صعوبة ما يستدعي رؤية وخطة جديدة للتوزيع..؟!.

قبل ذلك وأثناء انشغال العرب بربيعهم الذي لم يزهر أبداً، كنا قد رفعنا سقف توقعاتنا إلى حدها الأقصى بأن الأوضاع في الدول العربية ستدفع بالزوار العرب لطرق بابنا لنواجه موسماً سياحياً مشهوداً، وانتظرنا..؟!.

 

 

ما زلنا ننتظر :
في تلك الأثناء طالعت مقدمة معبرة، يفتتح بها القارئ الصفحة الرسمية لوزارة السياحة تقول: "تطوير صناعة سياحية متطورة، قادرة على استغلال المزايا المقارنة والتنافسية من خلال تسهيلات بُنية تحتية عالية التطور وخدمات بنيوية فائقة.."، وقلت ما هذا الكلام الكبير، أهو لنا؟؟ أعدتُ فتح الصفحة لأتأكد بأن هذه صفحة السياحة في الأردن وليس في تونس أو المغرب أو تركيا.

أنتوقع هذا من هيئة تنشيط للسياحة بكل هذا الارتباك، ثم ماذا عنّا نحن؟ أنُسوق إمكاناتنا السياحية للآخرين ونحن ندرك تماماً أننا بحاجة كأردنيين لتطوير نظرتنا لمفهوم السياحة، رؤيتنا لمعانيها ودورها، سألت أحد أهم من عمل في السياحة على مدى أربعين عاماً، هل تغيرتْ نظرتنا التاريخية للسياحة والتي تعكس ممارساتنا عليها..؟ أجاب (بالموت): "بدأنا الآن نفهم ما معنى السياحة"؟.

نقول سياحة ثم نذهب لاقتلاع آلاف الأشجار من أعلى نقطة في أجمل جبل لأفضل موقع سياحي ممكن، ونقيم على أراضيه سجناً عملاقاً، ثم نقول:"اللبنانيين أشطر منا في السياحة" أليست هذه المواقع في رميمين وجلعد والرمان وبرقش التي هُددَتْ باقتلاعها ايضاً بسبب كلية عسكرية.. أجمل بكثير من مواقع مذهلة النجاح في لبنان وسورية؟.

نقول سياحة مهرجانات ونحن من قتلنا بأيدينا أحد أهم المهرجانات العربية على الإطلاق، ونأمل بأن تكون عودته للحياة نهائية وقادرة على استعادة اسمه ومركزه، أم نقول سياحة علاجية حيث خلافات الوزارة والمستشفيات، وحيث الأداء الطيب لبعض المستشفيات يضيع مع ممارسات أخرى طامعة (بالجمعة المشمشية) تماماً مثل سائق التاكسي والشقق المفروشة والأجنحة الفندقية وغيرها.
طيب .. ها نحن أمام ظروف إقليمية تتواطؤ علناً لخدمتنا مُبَشرة بموسم سياحي نحن إسياد المشهد فيه, حيث لا بديل تقريباً لنا، وحيث مهرجان جرش يعود بكامل جاهزيته، فماذا نحن فاعلون؟!

كيف سنتعامل مع تسعمائة ألف مركبة عربية يتوقع دخولها للأردن، أي أكثر من مليون بكثير سيأتينا صيفاً، كيف سنتعامل مع الخدمات ونحن نُصر على أنفسنا أننا لسنا شعب خدمات.. ماذا عن فرص تشغيل الشباب، جاهزية الفنادق، أخلاق الشوارع، الابتسامة المفقودة، الجو والتعامل المضياف، الأسعار المعقولة التي تعيدهم إلينا..؟!

لا أريد أن أذهب بعيداً بالتفاؤل لكننا مُطالبون الآن بكل ذلك بغياب دور هيئة تنشيط السياحة تماماً فالقادمون حتماً لم يتأثروا بإعلانات التنشيط الباهظة، بل هي الظروف الإقليمية التي علينا استثمارها وخصوصاً أن بوادر عمل وفهم جديد يعبر عنها وزير السياحة الشاب نايف الفايز باتجاه رؤية أخرى للسياحة.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله