بقلم : محمود كامل … الشعب الجديد الذي خرج لصناعة ثورة يناير يدين بالفضل كله فى تجميع مئات ألوف الشباب من كل أنحاء مصر لـ»التعامل الإلكترونى» الذي تولاه أصحاب الفكرة عن طريق «النت» تجييشاً للشباب الذي يتقن التعامل مع أحدث فنون العصر، وتبادل الخبرات التي تعلموا منها أن الإنسان يعيش الحياة مرة واحدة، ومن ثم يصبح من حقه أن يحياها كما يريد ليحقق بحياته تلك -رغم أى تضحيات- إنقاذا لمستقبل أوطان فشلنا نحن الآباء والأجدد فى تركها لهؤلاء الشباب من الأبناء والأحفاد بالصورة التي تليق بعصرهم الجديد هذا، وبصناعتهم للثورة تلك، وتعود أسباب فشلنا هذا فى تنظيف وجه مصر إلا أننا اضطررنا لتجنب الصراع مع الديكتاتورية البشعة وأجهزة أمنها الجهنمية التي لا ترحم خوفا على حياة الأبناء والأحفاد من أن تطالهم يد الأمن الباطشة التي كانت تأخد «العيال» لطريق بلا عودة تأديبا لأى من الآباء والأجداد ممن يعترضون على أى مما يرتكبه النظام، ذلك أنهم كانوا يعلمون أن الأبناء والأحفاد هم «اليد التي توجعنا» التي كانوا يجيدون مسكها بغير رحمة.
ومن حسن الأقدار أن لوما واحدا لم يوجهه إلينا أي من الأبناء والأحفاد لمهادتنا لنظام مبارك الجهنمى ومن سبقه، ذلك أنهم أدركوا أن تلك المهادنة لم تكن يوما للسلامة الشخصية بقدر ما كانت لحمايتهم هم من بطش ذلك النظام الذي لم يرحم أحدا، وكان ذلك إدراك- تحملنا وحدنا عبء أيامه- بأننا وإن كنا جميعا نستعد للرحيل فإن علينا وحدنا يقع عبء «حماية المستقبل» مهما كان عبء التحمل الذى يهمه جيدا وأدرك معانيه ذلك الشباب الذي لم يكن توجيه اللوم إلينا من أولوياته عندما سطعت شمس الثورة فى حسن إدراك لما جرى، وما تعرضنا له بصدورنا وطول صبرنا على أيام النظام الطويلة رعاية لهم.. وحماية لنسلم إليهم المستقبل الذي حرصنا على حمايته، والذي هم وحدهم القادرون على صنعه، وذلك أننا نمثل الماضي الذي يستعد الآن للانسحاب؟