بقلم : محمود كامل …نعاني بالقطع من أزمة مرور توقف أمامها الخبراء عاجزين، بسبب تعداد القاهرة، وهو ما يهدد بانفجارها يوماً ما، ليسبق ذلك الانفجار السكاني انفجار في كل المرافق التي تتحمل خمسة أضعاف الجهد الذي صممت له منذ سنين، حتى خبراء المرور “اليابانيين” الذين استدعيناهم يوماً للمشاركة في الحل، قد اكتفوا بجولة في أنحاء القاهرة بشوارعها التي ضاقت بالسائرين على أقدامهم الذين ينافسون “وسائل النقل العام” في حق الطريق، وذلك قبل أن يعودوا إلى بلادهم بنفس الطائرة التي قدموا بها دون حرف واحد بشأن الحل، ولا حتى كلمة وداع التي هي باليابانية “سايونارا”!
وقد استفحلت مشكلة المرور بسبب أنَّ مبارك ونظامه لم يكونوا ممَّن يعانونها، حيث كانوا جميعاً لا يشاهدون -خلال حركتهم- سوى شوارع خالية تماماً بجهد رجال أمنه الجهنمي الذين كانوا يقطعون حركة السيارات جميعاً قبل نزول “بهوات النظام” إلى الشوارع بساعات إلى درجة أنَّ الرئيس سأل مرة أحد حراسه في سيارته: فين أزمة المرور اللي قالبين دماغنا بيها ليل ونهار؟، ليرد الحارس: أهي الشوارع زي ما سيادتك شايف، إنما نقول إيه في الناس المأجورة ضد النظام بأجندات أجنبية.. ليطمئن الرئيس الذي قال بلسانه كلمته الشهيرة عندما أبلغه العادلي بتجمعات ميدان التحرير واعداً بالقضاء عليهم: خليهم يتسلوا، من يومها ونحن نتسلى!
صحيح أنَّ مرور القاهرة قد تمكن -مع عدد من البنوك وشركات السيارات- في تخليص شوارع القاهرة من سياراتها بالغة القدم والتي كان بعضها يعود إلى “عصر الحناطير”، وأنَّ الكثير من تاكسيات اليومين دول جديدة، إلا أنَّ ذلك لم يساهم -سوى قليلاً- في حل الأزمة التي يعيدها كل يوم عدد من المتظاهرين -لغير سبب مفهوم- سوى دفع القوى المتأسلمة لهم بقطع الكباري، دون أن توجه إليهم تهمة قطع الطريق، وتعطيل مصالح الناس، في تهاون غير مفهوم ولا مبلوع من السلطة المصرية المسؤولة عن كل شيء في مصر بداية بأمن الطريق الذي منه يبدأ كل شيء وعلى رأسه “الإنتاج”!