Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

«مولد».. وصاحبه «غايب»! (1 – 3)

بقلم : محمود كامل … يصف المصريون أي فوضى بأنها «مولد.. وصاحبه غايب». وللمولد في مصر تاريخ طويل تحولت خلاله مزارات الموالد إلى ما يشبه الطقوس التي يتوارثونها رغم ما يشوب زيارات الموالد مما لا يتفق مع أصول الإسلام، وإن كانت طيبة القلب وبساطة هؤلاء تشفع لهم كثيرا من الهفوات التي تتم خلالها، ومنها محاولة التقرب لله باتخاذ سكان تلك الأضرحة من الصالحين وسيلة إليه لكشف الغمة عنهم، مع أنهم يعلمون في قرارة نفوسهم أن الوصول إلى الله لا يحتاج إلى وسيلة تتخذ إليه، وأن ذلك فيه نوع من «الشرك بالله» لا يليق بالمسلم الذي يجب أن تكون أفعاله الصالحة هي الطريق الوحيد إليه!

وتعدّ «صناديق النذور» الموجودة في تلك الأضرحة، المملوءة عن آخرها بجنيهات الغلابة الذين أتوا إلى تلك الموالد سيراً على الأقدام توفيراً لأموالهم البسيطة التي يضعونها في «صناديق النذور» التي يعتقد مشايخ تلك الأضرحة أن كل ما فيها ملك لهم، رغم علمهم بأنها -بالنسبة لهم- أموال حرام، وأنها لابد من توصيلها إلى فقراء المسلمين، باعتبارها صدقة من الفقراء إلى الفقراء.

 وذات مرة سأل «السادات» مشايخ «مسجد البدوي» في طنطا عن حصيلة «صناديق النذور» بالمسجد الشهير الذي يستمر مولده لمدة أسبوع، فقالوا له إن إيرادها السنوي يصل إلى عشرين مليون جنيه يتم توزيعها على الخليفة المقيم في «مدينة جنيف» السويسرية، والآخرين وبينهم خدام المسجد الذين يحصل كل منهم على نصيب قدره عشرون ألفاً كل عام من تلك الصناديق، فأصدر قراراً بتشكيل لجنة حكومية تتولى حصر مبالغ النذور وتحويلها إلى خزانة الدولة بوزارة الأوقاف لتوزيعها في أعمال الخير، إلا أن أحداً -حتى الآن- لم يستطِع تتبع مصير ملايين تلك الأموال منذ خروجها من صناديق الأضرحة إلى خزينة وزارة الأوقاف التي صادرت كل أوقاف المصريين لديها لنفس الغرض، وهي أوقاف بالمليارات، ورغم ذلك يزداد فقراء المصريين فقراً!

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله