تونس "المسلة" … اعلن مسؤول تونسي الجمعة ان المملكة العربية السعودية “تشددت هذا العام بشكل كبير” في منح تاشيرات للمعتمرين التونسيين الذين تقل اعمارهم عن 35 عاما خشية بقائهم في الممكلة بشكل غير شرعي بعد انتهاء العمرة “للعمل او الجهاد”.
وقال أحمد البرقاوي المكلف باصلاح منظومة الحج والعمرة في وزارة الشؤون الدينية التونسية في مؤتمر صحافي إن المعتمرين الذين يبقون في السعودية “للجهاد” ينتقلون إلى بلدان أخرى مثل فلسطين وأفغانستان.
وأوضح أن نسبة المعتمرين التونسيين الذين يبقون في السعودية بعد انتهاء العمرة تجاوزت 1 بالمائة المسموح به من قبل السلطات السعودية.
يذكر أن نحو 30 ألف تونسي يؤدون سنويا العمرة بحسب احصائيات رسمية تونسية.
وشدد البرقاوي على أن وزارة الشؤون الدينية في تونس “لا تتبنى مفهوم الجهاد لان تونس دولة في حالة سلم”.
ودعا التونسيين الذين يقصدون السعودية “للجهاد” الى “تحمل مسؤولياتهم القانونية” أمام سلطات هذا البلد “الحريص على مكافحة الارهاب”.
واقر المسؤول بأن بعض الايمة في مساجد “ليست تحت سيطرة وزارة الشؤون الدينية” يقومون بتحريض الشباب التونسي المتدين على “الجهاد” وخاصة في سوريا مشيرا إلى أن الوزارة تعكف على “حل هذا المشكل”.
وأعلنت الوزارة في وقت سابق أن نحو 400 من أصل 5000 مسجد في تونس وقعت تحت سيطرة تيارات سلفية متشددة.
وعبر وزير الداخلية التونسي علي العريض الخميس في تصريحات صحافية عن “أسفه” لاقدام شبان تونسيين على مغادرة بلدهم من أجل “الجهاد” في دول مثل أفغانستان و سوريا وغيرها.
وقال الوزير “يؤسفنا بأن يغامر بعض الشباب مغامرات غير محسوبة (…) نحن نتابع هذه الامور عن كثب”.
يذكر ان بعض العائلات التونسية في جنوب البلاد افادت بأن بعض أبنائها قتلوا خلال قتالهم إلى جانب المعارضة السورية في سوريا. وكان المبعوث السوري لدى الأمم المتحدة أكد القبض على 26 مقاتلا متعاطفا مع تنظيم “القاعدة”، من بينهم 19 تونسيا.
ورغم ان العائلات لم تشاهد الجثث أو أي دليل على مقتل ابنائهم الا ان شريط فيديو نشر على الفيسبوك تحت عنوان “واخيرا ترجل فرسان بن قردان.. في بلاد الشام” يظهر راية سوداء لتنظيم القاعدة وتضمن رثاء للرجال الخمسة على خلفية من الاناشيد وذكر انهم قتلوا في حمص.
وقال مبعوث سوريا لدى الامم المتحدة انه تم القبض على 26 من المقاتلين العرب الذين “اعترفوا” بالتعاطف مع تنظيم القاعدة. وقال مبعوث اخر للأمم المتحدة ان 19 منهم تونسيون.
وتشير القائمة السورية للمقاتلين المعتقلين الى ان رجال من جميع انحاء تونس ذهبوا للقتال في سوريا لكن الفيديو المنشور على الفيسبوك لرثاء القتلى تضمن مقتبس للاردني ابو مصعب الزرقاوي وهو زعيم راحل لتنظيم القاعدة في العراق يقول فيه “توجد مدينة صغيرة في تونس تسمى بن قردان لو كانت قرب الفلوجة (العراقية) لحررت العراق.” ويشير ذلك الى ان البلدة لها تاريخ في ارسال متطوعين للصراع في العراق أيضا.
ويقول سكان بن قردان التي تعيش على التجارة والتهريب مع ليبيا وانتشرت فيها مظاهر التدين منذ الثورة التونسية التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي العام الماضي ان مزيدا من الشبان ربما غادروا المنطقة في هدوء للانضمام الى المتمردين الذين يقاتلون للاطاحة بالنظام السوري.
وقال مصدر امني في البلدة “هناك بعض الشباب الذين يذهبون إلى سوريا عن طريق بن قردان. انهم متدينون. نعتقد أنهم من التيارات الاسلامية السلفية لكن هذا ليس مؤكدا… ما نعرفه هو ان اكثر من 10 غادروا من هنا.”