بقلم / مصطفى محمد فنوش
الحرية هبة سماوية والناس متساويين في هذا الحق وعليك أن تتصرف في حياتك كما تشاء والحرية مزيج من حريات متعددة مثل حرية التعليم وحرية التصرف وحرية العاطفة وحرية الرأي وأن حدث اعتداء على هذة الحرية فهذا ليس بغريب فالتاريخ يدون لنا أن أهل أثنيا أعدموا سقراط بعد محاكمة ظالمة له في حين أنهم يقولون في دفاعهم لقد خشوا على أولادهم الفتنة والعبث بمعتقداتهم ولكنهم حالوا بين الرجل وما يريد قوله وبذلك اعتدوا على حريته وإنسانيته وكرامته.
وما حدث في بلادنا بعد إعلان منطقة برقه إقليما فيدراليا من ردود أفعال، حيث أكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي ووزير الداخلية بالتهديد وباستخدام القوة ولكن دعونا نسترجع الماضي البسيط في شهر أكتوبر 1950م تكونت جمعية تأسيسية من ستين عضواً يمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة (عشرون عضواً) وكلفت الجمعية التأسيسية لجنة لصياغة الدستور، فقامت تلك اللجنة بدراسة النظم الاتحادية المختلفة في العالم وقدمت تقريرها إلى الجمعية التأسيسية في سبتمبر 1951والتي أعلنت بدورها الجمعية التأسيسية عن تشكيل حكومة اتحادية لليبيا مؤقتة نقلت على ضوء ذلك الحكومة الاتحادية إلى الحكومات الإقليمية السلطة كاملة ما عدا في ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية،
فتلك السلطات نقلت إلى حكومة ليبيا الاتحادية..في نفس العام تم إعلان الدستور واختيار إدريس السنوسي ملكا للمملكة الليبية المتحدة.. بنظام فيدرالي يضم ثلاثة ولايات (طرابلس، برقة، فزان) ولكن هذا كان في زمن ومعطيات غير هذا الزمن ومن منطلق إعطاء الحق في التعبير لكل صاحب فكرة أن يعبر عن فكرته فهم يقولون أن الفيدرالية لا تعني التقسيم وأن وحدة ليبيا خط أحمر لا يمكن تجاوزه وأن برقة وسكانها عاشوا أثنين وأربعين عاما من التهميش أبان الطاغية.
وبالإشارة إلى قانون انتخاب المؤتمر الوطني والذي صدر عن المجلس الوطني الانتقالي أعطى إقليم برقة 60 مقعد في مقابل 102مقعد لإقليم طرابلس و38 مقعد لإقليم فزان لذلك أصحاب الفيدرالية يقولون أن رفضهم للانتخابات لا يعد انفصالا وإنما يعد بالأساس رفضا واضحا لقانون الانتخابات، وبالتالي هم يرونه غير عادل ومن منطلق أنني لست مع أو ضد ولكن بحكم كونها الفكرة الأولى التي طرحت في العهد الجديد ..
لذلك نحن في حاجة لسماع الرأي والرأي الأخر ومن حق كل فرد أن يطرح فكرته دون أن يواجه بالإرهاب والتخويف فذلك عصر قد مضى مع الطاغية لذلك على المجلس الوطني الانتقالي أن يفتح أبواب الحوار لإيماننا بأن حل المشاكل لا يكون إلا بالطرق السلمية "خالفني وعش معي" .