Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

منه لله.. القرد!

بقلم : محمود كامل : … في زمان «العيال» لم يكن أمامنا غير»الموالد» مجالاً للتغيير، والتسلية، ولقاء الأصحاب، خاصة وأن الكهرباء لم تكن قد دخلت قريتنا -القناطر الخيرية- بعد، وبالتالي «لا راديو» ولا شيء -غير القراءة- كما أن التلفزيون الذي بدأ إرساله في مصر في يوليو 1960 لم يكن قد اخترع بعد، إلا أننا «استكرادا» للحكومة كنا نذاكر -فوق كوبري محمد علي- دروسنا تحت أعمدة الإنارة الحكومية بدلاً من المذاكرة «المدخمسة» في البيوت على لمبة الجاز نمرة خمسة!

وفي الموالد كان «القرد والقرداتي» هما نجما العرض، ومعهما بتاع «التلات ورقات» الذي يغازلنا -كأولاد- بالكسب الوهمي إذا تعرّفنا على «الشايب» ضمن حركته السريعة للأوراق الثلاث التي كان بينها الشايب الذي فشلنا في العثور عليه رغم مئات المحاولات، وكان العيب الأساسي لهذه اللعبة هو كثرة «النشالين» المحيطين باللعبة وهم شركاء صاحبها في قسمة الإيراد آخر النهار، ونحن لم نكن نهتم كثيراً بهؤلاء النشالين ذلك أن جيوبنا جميعا كانت «أنظف من الصيني بعد غسيله»، لنعود إلى القرد الذي نحيط به أكثر من مرة لنتابع مع عينيه المرعوبتين عصا القرداتي التي كانت بالنسبة للقرد، تقوم بمهمة المايسترو في فرق «المزيكا»، وكان العرض «القردي» يبدأ بمنظومة «عجين الفلاحة» يعقبها مشهد «نوم العازب»، ومن كثرة حضورنا لتلك العروض ترسّخت في أذهاننا صورة حياة العازب المتقلّب على الفراش، ليكون أول شيء فعلناه -عندما سمحت الظروف المادية- هو الزواج، لنكتشف بالممارسة الزوجية أن «القرد» قد خدعنا جميعا بإفهامنا خطأ حياة العازب الذي كان -صحيحاً- يتقلّب في سريره ولكن ليس وحيدا، وأن المتزوجين فقط هم الذين يتقلّبون كل ليلة وحيدين وإن كانت معهم رفقة، آه لو شفت أي قرد تاني اليومين دول، تبقى وقعته سودة، الكلام ده طبعا بينا وبين بعض ومفيش داعي حد تاني يعرفه وإلا تبقى وقعتنا احنا اللي سودة.. مش القرد!

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله