Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

الجمل.. والقرد!

بقلم : محمود كامل … من غرائب هذه الأيام، في مصر، التي تموج بالتيارات السياسية -التي كان بعضها له وجود قديم، وبعضها “مستجد” لا نعرف له “أصلاً من فصل”، ولا نعرف أصلاً من أين أتى- أن أعضاء الكثير من تلك التيارات يتبارون في قيادة تياراتهم، بل نجد أكثر من فرد من نفس التيار يتقدمون – للقيادة – في منافسة توقفها “حرب الشائعات” المتبادلة بين الأطراف، وهي شائعات بعيدة بالقطع عن المؤازرة أو التزكية أو ذكر المحاسن، وإنما تنصبّ على النقائص، والقيام بأعمال نهب معفاة – بفعل فاعل – من التحقيق أو الإدانة بسبب مواقع عالية كان هؤلاء يشغلونها في المجتمع بالولاء لمن رحلوا، لتظل تلك التهم المخفية حاملة “ختم نسر الفساد والربحية” من المنصب، ليأتي المنافسون لكشف الأوراق القديمة. ولا يعني ذلك الكشف الموتور أن التهم الموجهة هي تهم حقيقية أو لها ظل من الصحة، بل قد يكون أغلبها مؤلفاً ومخترعاً لمجرد تلويث السمعة، خاصة من أولئك الملوثة سمعتهم أصلاً بسبب ما فعلوه، إلّا أن تصورهم بأن الصوت العالي قد يحجب الحقيقة يريحهم مؤقتاً إلى أن تُنشر وثائق فسادهم على الملأ بما لا يقبل الشك ضمن الصراع المحموم حول المواقع الرفيعة، في استهانة شديدة بذكاء بسطاء الناس الذين يتصور البعض أن انشغالهم بلقمة العيش سوف يمنعهم من المتابعة السياسية لما يُحاك لهم، ليدركوا – في نهاية المطاف – أنهم يتعاملون مع شعب “قرندلي” علّمته الحياة الكثير ضمن ذكاء فطري رزقهم الله به حتى لا يمكر بهم أحد؟!

وينطبق على هؤلاء الذين يستخدمون ذكاءهم الشديد في خداع الناس “فلكلورية قديمة” تتحدث عن – قافلة من الجمال بغير صاحب – تندفع جرياً هاربة إلى الحدود في سرعة شديدة، وعندما أوقفتها سلطات الجمارك الحدودية لتسألها عن سبب هروبها، قال الجمل القائد لرئيس الجمارك “لقد سمعنا أنهم يقتلون القرود”، فرد الرجل “بس أنتم لستم قروداً”، ليرد عليه الجمل القائد “بس حِلّني على ما أثبت إنني مش قرد”!


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله