Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

«الغراب».. خطف «الباروكة»!

بقلم : محمود كامل … منذ نصف قرن وأنا عضو «بنادي هليوبوليس» الشهير، حيث «منطقة الكروكية» هي محلي المختار للساعات الطويلة التي أقضيها مع حفنة من «أصدقاء المعاش» منذ هجراني للعمل الصحفي اليومي في «الأهرام»، ورغم اعتبار الكثيرين أن «الكروكية» رياضة، إلا أنني -رغم السنوات الطويلة لمشاهدتها- لم أفهم لها سبباً، ولا مبرراً، ولا حتى سبباً واحداً لعشقها من مجموعة العواجيز الذين تتلخص حركتهم «الشديدة البطء» في محاولة تمرير الكرة داخل فراغ حديدي مغروز في الأرض الدائمة الخضرة. وقد وصل «حضوري البدري» اليومي إلى هذا المكان الجميل للكتابة إلى نوع من «الإدمان» أدى إلى عدم إمكاني الكتابة في موقع آخر، يضاف إلى ذلك قصر الكتابة على «القلم الحبر» الذي راحت أيامه، والذي بغيره لا تتدفق الأفكار إلى الورق الذي تعودت عليه، ورغم أن أغلب أصدقائي من «الأثرياء المبشبشين» الذين ليس لديهم ورثة من الأبناء فقد رفضوا جمعياً كتابة اسمي فى وصية أي منهم، لينوبني من الحب جانب، في «ندالة» منقطعة النظير، لا أجد لها مبراراً غير «بخل» كل من «المرحومين» الذين يتحدثون معي طول النهار فيما لا يفيد، ورغم تلك «الندالة» فإنهم جميعاً قد طالبوني «بقراءة الفاتحة» على أرواحهم عندما ينقلون إلى الرفيق الأعلى، فقلت لهم: «من يبقى حياً يقوم بالمهمة»! ومن عيوب منطقة الكروكية «كثرة الغربان»، التي فشلت إدارة النادي في طردها بسبب «الذكاء اللئيم» الذي يتمتع به ذلك الطائر، الذي «علّم الإنسان» كيف يداري سوءة أخيه في فضل على البشرية لا يُنسى، ومن أطرف ما شاهدته من أفعال الغراب، أن سيدة مُسنّة كانت تجاورني جلست تمضغ «سندوتش فول»، وعندما انهمكت في الحديث مع صديقتها حاول الغراب خطف السندوتش، إلا أن السيدة تنبّهت محاولةً طرده بضربه على رأسه، وهو الفعل الذي لم ينسَه الغراب، وبعد دقائق هاجمها الغراب بمحاولة نقرها في رأسها، لنفاجأ بأن مخالب الغراب خلال هجومه الفاشل قد علقت بها باروكة الست، ليطير بها، لنفاجأ بصرخة الهانم بسبب كشف «صلعتها»، ذلك أن رأسها «زلبطة»!


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله