Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

ابن الامريكية …….. والدراويش

بقلم – سيد حسين حينما اعترض الصحابى الجليل ابو ذر الغفاري على سياسات سيدنا معاوية بشأن تصرفه في اموال المسلمين المودعة بيت المال مستندا الى مبدأ غلفه بعبارة "المال مال الله" ، حدثت أزمة بين الوالى وبين الصحابي الجليل الذي أصر على تعديل هذا المبدأ ليكون "المال مال المسلمين" ليكف ايدي معاوية عن العبث بأموال الفقراء بعد ان ظهر في مجتمع الشام من لا يجدون قوت يومهم وحينها قال ابو ذر مقولته الشهيرة "عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه"؛

وهذا السلوك الشجاع كلفه حياته بعد ان استدعى الموقف اتفاق معاوية وخليفة المسلمين عثمان على نفيه الى صحراء قاحلة مات فيها متأثرا بما جرى ، والموقف الراهن الذي تشهده الساحة المصرية يتشابه نسبيا مع هذه الواقعة التي تؤكد ان السلطة تنحرف بالحاكم عن المسار الصحيح وتجعله يستغل دين الله الاسمى ليبرر افعاله الشائنة تماما كما تفعل تيارات الاسلام السياسي في الوقت الحالى ، كذب… نفاق… فجر في الخصومة… حنث فى الوعود… فالاخوان كذبوا واخلفوا وعودهم وفجروا في خصامهم… وابو اسماعيل كذب ولازال يصر على كذبه مستغلا القطعيان البشرية العمياء التي تنساق خلفه دون تفكير بعد ان طلى الله اعينهم بغشاوة تعميهم عن رؤية الحق ليحصروا برؤاهم القاصرة دين الله السامي في شخص يكذب وينافق ويعاند ويصر على عناده من اجل الشهرة… و الاستعراض…. وربما كرسي الحكم.

لقد كنت من اصحاب التجارب المريرة مع ابو اسماعيل حين دعاني احد الزملاء لاعداد برنامج على احد دكاكين الجماعات الاسلامية الفضائية وبالفعل قدمنا ثلاثة حلقات نالت استحسان المشاهدين ولكن غرور ابو اسماعيل الذي كان يقدم عظة يومية في نفس القناة وسيطرته على قياداتها جعلته يوقف البرنامج بسبب الحلقة الرابعة التي تناولت قضية مدنية الدولة طريقة حيادية و موضوعية .

فاذا كان ابو اسماعيل لم يتقبل مجرد اطروحة حول مستقبل الدولة وصادر على الرأي وتسبب في اذى لعدد يتخطى عشرة من الصحفيين والاعلاميين لانه يخاف كما يخاف امثاله من تنوير عقول الناس و يعتقدون انه عبث، ولا يصح الا نشر فكرهم لأنهم يملكون الحقيقة المطلقة كما يهيئ لهم شيطانهم.
 

و بالفعل استطاع استطاع ابن الامريكية وثعالب الاخوان وذئاب الجماعات الاسلامية ان يضحكوا على عقول البلهاء فيخيلون لهم ان حكمهم من عند الله وكأنه عز وجل قد اوحى لنفر منهم فسار الناس خلفهم كسرب الجراد الاعمى تتلقفهم جنبات الصحراء القاحلة في مسيرة الى الجنة .

و تعجبت كثيراً حينما تابعت اصرار المدعو ابو اسماعيل على النفاق و الكذب بشأن جنسية امه التى خلفت وراءها مشاكل جمة كادت تسقط الاسلام فى براثن مستنقع الافكار الملوثة بسبب المدعين من اصحاب اللحى و التين الشكلى الساعين للزحف نحو الحكم و السلطة مستعينة بقوة القطعان العمياء المنساقة خلفها .

و لا اتعجب لحماس تلك القطعان البشرية لهذا الشخص لاننى ادرك جيدا ان هؤلاء وضع الله على اعينهم غشاوة حتى لا يميزوا بين الحق و الباطل و صار من يخالف ابو اسماعيل من وجهة نظرهم القاصرة يخالف شرع الله و حكمه و كأن ابن الامريكية نزل عليه الوحى و اصبح ممثلا لدين الله فى ارضه و لو حاولت اقناع هؤلاء البلهاء بانه نفر ؛ يخطئ و يكذب و يتفنن فى كذبه فستقع فى معضلة قد تودى بحياتك لأنهم سيطبقون عليك حد الله لانك خالفت شرعه بخروجك على افكار زعيمهم .

وفى تلك الاوقات يأتيني هاتف من عمق الماضي يذكرني بالراحل سيد قطب صاحب رواية أشواك التي روى فيها قصة حبه الفاشلة ثم تبرأ منها بعد تحوله الى مجال الاصلاح الديني وانكرها الاخوان، واصبح صاحب روايات الحب والرومانسية منظر فقهي واحد الاعمدة الفكرية التي لوثت عقول المسلمين اثر كتابة العاشق لدراسة عن الحاكمية الالهية يرسخ فيها لمبادئ تتنافى مع شرع الله ويقنع العوام بأن الحاكم يحكم باسم المولى بالرغم من علم العاقلين بابسط قواعد الحكم في الاسلام التي علمها المولى سبحانه وتعالى لنبيه الكريم حين قال تعالى: "وشاورهم في الامر" ليعلم النبي والمسلمين ان الحكم للمسلمين في شئونهم بدليل قطعي يبرهن على الدنيوية التي علمنا اياها رسولنا حين قال: "أنتم ادرى بشئون دنياكم".

فعندما خالف الصحابة رأي النبي القاضى بعدم الخروج للكفار في غزوة احد واجمعوا على العكس نزل النبي صلى الله عليه وسلم على رأيهم وانتهت المعركة وادركوا خطأهم ولكن الله عز وجل اراد ان تتعلم امة الاسلام كيف يكون الحكم فعاود قوله تعالى: "وامرهم شورى بينهم" فلم يحجب الرسول عن المسلمين مشاوراتهم بالرغم من انهم يعلمون ان النبي يوحى اليه وهذا يؤكد ان الحكم للمسلمين في عهد النبي الذى ينزل عليه الوحي ؛ وينفي فكرة الداعرين التي تقول بحكم الله ففارق كبير ان نحكم بما لا يخالف شرع الله وان نحكم باسم الله وهذا ما يروج له انصار تيار الاسلام السياسي ويلاقي ترويجهم قبولا واسعا لدى قطاعات عريضة فقدت اهم اركان ادميتها التي حثنا عليها رب العزة "أفلا تفكرون… افلا تعقلون… افلا تدبرون


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله