Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

لم تعُد الأكواب فارغة!

بقلم : محمود كامل … كل الحكومات تتهمنا بأننا «نماردة» لا نرى من الكوب سوى «نصفه الفارغ»، مع علمها بأن كل ما يقدم إلينا «فارغ» أصلاً، بما في ذلك «الكوب»، و»الحلّة»، و»الطشت»، وهو ما جعلنا لا نمد أيدينا إلى شيء حكومي، باعتباره مدسوساً علينا ما لم يكن يحمل «ختم النسر»!

وتتفنن الحكومات في تقديم الأكواب الفارغة لنا، أكواب ملونة، وأخرى سادة، على صفحات صحف الحكومة الشهيرة بـ»القومية» – وهي صحف لا نعترف بها – وهو ما يؤكد أن هناك «شيء غلط» في علاقتنا بالحكومة، ذلك أنه من غير المعقول أن تكون الحكومة بكل أصحاب المعالي الوزراء فيها «على خطأ»، ويكون «الدهماء» من أمثالي، وأمثال حضرتك «على صواب»، وذلك مثل ما يسميه المثقفون بـ»اللامعقول» الذي هو نوع من «الوقاحة السياسية»، والتجرؤ على «الباب العالي»، وذلك من اختصاص مباحث أمن الدولة التي تم حلها، وإن كانت ترفض ذلك الحل ولا تعترف به!

وإذا كانت تلك الحكومات عرضة للتغيير – بعد عمر طويل – وتستبدل بها حكومات تحمل نفس «الجينات»، فلماذا نصرّ نحن على «وجع القلب» مع علمنا المسبق بأن كل الحكومات «إيدها تقيلة» بسبب تبعية كل أجهزة الأمن لها بسداد مرتباتها ومكافآتها التي لا يعلم أحد عنها شيئاً، إلا أن تلك الحكومات تنسى دائماً أن كل هذه «الخيرات» – بما في ذلك مرتبات أصحاب المعالي أنفسهم – من أموالنا، ناهيك عن ميزانية شراء السيارات المصفّحة، وأجور السائقين، ومصروفات الصيانة، وجيش الحرّاس الذي يقطع أمامنا حركة المرور، وبسبب هذا كله قرّرت الهجرة من مصر، إلا أن تأشيرة خروجي رُفضت أصلاً في كل القنصليات، لأكتشف أن كل قنصل أشّر «بالقلم الأحمر» على طلبي – بسبب الشهرة الصحفية المنيّلة – بأنني «صحفي قليل الأدب»، ولأن «الكوب الفارغ» هو سبب المصيبة فإنني من يومها أرى كل الأكواب.. مليانة!


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله