Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مخاطر «دورة» الأيام!

بقلم : محمود كامل

لابد أن نعمل ألف حساب للغد لأن «الزمن دوّار»، بمثل قديم يتحدث عن الدنيا «اللي لا بتخلي الراكب راكب.. ولا الماشي ماشي»، ليدهشك هذا الدوران -الذي لا علاقة له بدوران الكرة الأرضية- بأن من كان راكباً أمس أصبح اليوم سائراً على قدميه «بغير ركوب».. والعكس صحيح، وهو ما يؤكد أن كل ما تملكه من متاع الدنيا ليس أكثر من «سلفة» مؤقتة. وأمامنا آلاف الأمثلة على الراكبين لمناصب العز الذين أساءوا فهم الركوبة فتم استردادها منهم حيث لم يتوقعوا، بل إن بعض هؤلاء الراكبين مودعون في السجون عقاباً لهم على احتقار الآخرين، وقطع أرزاقهم، ومثال لهم مبارك الذي كان يجهز الوريث لنفس الركوبة، فأخذه الوريث الوارث للظلم معه حيث كان المصير.

ورغم قصر عمر الإنسان مهما طال، فإن البعض يتصور أن «عمره هو وحده» بلا نهاية، ومن ثم فلا حساب للسنين ولا للبشر الذين سلط أوهامه عليهم، إلى درجة أن مبارك -مع بدء طوفان ثورة التحرير- علّق على ما نقله إليه أتباعه عما يجري في الميدان -اعتماداً على جهنّميّة جهازه الأمني- بقوله: «خليهم يتسلوا»، وعندما زاد التسالي في ميدان التحرير من شعار «الشعب يريد إصلاح الأحوال» إلى «الشعب يريد إعدام الرئيس» أيقن أن الموضوع جادّ وأن النهاية تقترب، وأن مئات الألوف من المطحونين في طريقهم لاقتحام المقر الرئاسي لإعدام الرئيس، ومن ثم فرّ إلى شرم الشيخ ليستريح قبل العودة لكرسي العرش، وبالفعل عاد ليقضي هو وأفراد الأسرة في السجون ما تبقى، إلا أن أحداً حتى الآن لا يعلم ما هو المصير، ومن ثم فعلى كل منا أن يعمل ألف حساب لدورة الأيام.. حتى لو كان رئيساً!

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله