بقلم : محمود كامل
نحتاج الآن إلى “سيف القانون”، و”ميزان العدالة” أكثر من أي وقت مضى في حياتنا، فبذلك وحده نستطيع أن نعدل “الحال المايل”، الذي ازداد ميلا طبقا للفوضى الدائرة في مواقع مصرية كثيرة والجاري الآن ضبطها إلا أن جهود الانضباط أقل كثيرا من قدرات الفوضويين، كما أن الإفساد الطويل للعدالة -بتحويلها إلى “أحكام الإهداء”- التي تولاها فاسدون من جهاز القضاء ذي القدسية المستمدة من أحد أسماء الله الحسنى الذي هو ” العدل”، مع صيحة تعلمناها منذ الصغر يسمعها كل خلق الله “يوم الحساب” بأنه: لا ظلم اليوم!
ويحتاج سيف القانون “ليد غير مرتعشة” تهوي به معصوبة العينين على كل رقاب الظالمين بصرف النظر عن المنصب أو كثرة “المال الحرام” وهو ما يثير في المجتمع إحساسا بالأمن والأمان في “حضن العدالة” يجعل الأفراد يتفرَّغون للعمل والإنتاج ضمن إحساس يضيء داخل كل منهم بأنه سوف يتقاضى مقابل جهده دون إجحاف أو ظلم، وهو ما يضمن “البركة للمُنتج، والمنِتج” ومنهما تمتد “البركة” للحياة نفسها حيث البنين والبنات، والآباء والأمهات وهو ما يمكن أن نطلق عليه “مجتمع البركة” الذي يعيش في رعاية إلهية، تضمن له -مهما كانت قلة الأموال- تغطية لكل الاحتياجات مهما كانت ضخامتها، حيث “البركة” إحساس رابط لا واسطة فيه بين “العبد الصالح والرب الرحيم”!
صحيح أن المجتمع يموج بالكثير من اللصوص، إلا أن كشف غطاء الحماية عن هؤلاء يعد بادرة لبدء التطهير حيث يكون بدء الحساب الذي لابد وأن يكون عسيرا استجلابا لرضا الناس الذي هو من رضا الرب، ضمن إيمان عميق بأن: كل ما نتج عن “حرام” .. فالنار أولى به، ونحن في انتظار تمام “عصر للتطهير”، يعقبه “عصر من البركة”، وهل يكون جزاء الإحسان إلا الإحسان؟