بقلم : محمود كامل
بعض الفيالق المتأسلمة التي اعتلت -أو تصورت أنها اعتلت- السلطة، جاءت لهدايتنا إلى الدين القويم، وتعريفنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 14 قرناً، في تصور أبله بأن أفراد الشعب المصري هم «كفار قريش»، وبدأت موجة الهداية تلك بطلب «تغطية التماثيل» المقامة في بعض الميادين تخليداً لأفراد، أو أحداث كانت علامة في الحياة المصرية، ويعد طلب تغطية التماثيل المرحلة الأولى السابقة لطلب هدمها باعتبارها «رجساً من عمل الشيطان» ضمن تصور مرضي باحتمال أن يفتن بها المصريون فيعبدوها من دون الله، ليصبح «اُعلُ..هُبَل» هو نشيد الصباح في كل المدارس، كما يجبر جميع المصريين على تقديم القرابين -كل جمعة- إلى «اللات والعزى.. ومناة».. وما يستجد!وأعتقد أن هذه الدعوة هي مقدمة لعودة «نظام المقايضة» بديلاً للتجارة الحالية، بحيث تستبدل «شوال قمح» بشوالين «فول حيراتي» و»قُفّة خروب»، كما يعود مهر العروسة إلى «مائة من الجمال الحمر»، ويسحب معه العريس ليلة الدخلة قافلة من «الماعز والجديان»، ويصبح النشيد الرسمي للجيش هو «على الهيجا هيا يا رجال»، يعقبه: «طول يا عرب ما معانا سيوف.. فن الحرب إحنا بدعناه»!وقد نسي هؤلاء «المفلطحين» أن للإسلام تاريخاً طويلاً مع مصر منذ فتحها «عمرو بن العاص» حاملاً إليها رسالة محمد التي احتفى بها المصريون كما لم يحتف بها شعب آخر، لتصبح مصر أنموذجاً «للإسلام الوسطي» الذي أتى به رسول الله ويرفع «أزهر مصر» ألوية الإسلام إلى كل مكان يصل إليه على مدى ما يزيد على ألف عام.. ومازال!ويعتقد هؤلاء أن الإسلام هو لحية وجلباب قصير، مع التظاهر بالتقوى والصلاح ضمن منظومة للخداع، بينما الكثيرون منهم لا يحسنون الوضوء، كما أنهم لا يفهمون أن الإسلام هو «ما وقر في القلب، وصدَّقه العمل». ومن سوء حظهم أنهم -باختيارهم الصحراوي هذا- قد وقعوا وسط شعب مسلم، ومسلم جدا، لا يدخل في قلبه غير ما جاء به محمد منذ حمل عمرو بن العاص دعوته إليهم، وإلى يوم يبعثون!