بقلم : محمود كامل
بعد الزواج تحلم الكثير من العرائس «بالحمل»، بدايةً لتأسيس حياة أسرية تطاردها رغبات الحموات «أم العريس وأم العروسة» في سرعة الإنجاب حتى تستمتع كل منهما بـ»هشتكة» الحفيد وتغيير «كافولاته» -قبل اختراع «البامبرز»- وهو ما يثير الكثير من الضغائن بين الحموات اللاتي كنَّ «أيام الخطوبة» زي السمن عالعسل، حيث كل منهنّ تبدي للأخرى الكثير من رقة «الغُرَيِّبَة»، وهي الرقة التي تتحول مع أول حفيد إلى «حدف بالطوب» غير المرئي، الذي تقع تبعاته على الزوج والزوجة أصحاب المولود، بما يحول حياتهما إلى جحيم قد يؤدي إلى الطلاق أو على الأقل إلى «الخُلع» والنتيجة واحدة!
وفي المناطق الشعبية -بسبب ضيق المساكن- لا تقيم أي حماة مع زوجة ابنها ولا حماة مع زوج ابنتها ومن ثم «يمتنع النكد»، وليس معنى ذلك أن الحياة عندهم «بمبي»، بل هي -لنفس السبب- «إسود غطيس»، حيث تتلاقى على العتبة التي لديها عيال بالتي ليس عندها بعد -رغم السنين- حيث تتم المعايرة اليومية بالحماة -أم الزوج طبعاً- التي تمر يومياً على زوجة ابنها «للتتميم» وقذف جرعة النكد بسؤالها اليومي: برضه لسّه؟! تتمنى العروس المتصور أنها عقيم لو انشقت الأرض وبلعتها، مع حفظ لسانها من الرد «ماهو ابنك السبب»، فذلك الرد عقابه الوحيد هو الطلاق من الرجل العقيم لتصوره أنها «فضيحة بجلاجل» سوف تتناقلها الحارة كلها خلال دقائق!
وترى الزوجة التي لم تنجب بعدُ أنَّ جلوسها على العتبة مع «جارتها الولود» نوعاً من التسرية عن النفس وزوال الغم ولو مؤقتاً، ذلك أن الولود المحاطة بستة عيال لكل منهم طلب لا يُجاب، تستعمل عبارات دائمة من قبيل درء الحسد، مثل: «جتها نيله اللي عايزه خلف»، أو (قُطُعت «الخِلْفة» وسنينها»، أو «اللي عايزه خلف تيجي وتشوف»، لتكتشف الأخرى أن «محدش راضي بحاله»، لا اللي خلّفت راضية، ولا اللي مخلفتش راضية.. وده حال الدنيا!