بقلم : محمود كامل
تتلاعب بنا تيارات الإسلام السياسي، باستغلال فقر ملايين المصريين البسطاء لجذبهم إلى حماس الولاء لهم بـ”كيلو سكر”، و”قزازة زيت”، مع ما تيسر من المكرونة قليلة الثمن سيئة الصنع! وعند أي استفتاء تضع تلك التيارات علامة “نعم” باللون الأخضر، وعلامة “لا” باللون الأسود مع إقناع للجميع – من هؤلاء البسطاء – بأن كل من يؤشر على العلامة الخضراء “سوف يدخل الجنة”، وأن الذي يؤشر على “العلامة السوداء” فله جهنم وسوء المصير، وبذلك يكسبون كل استفتاء شعبي، دون أن يدري الطامعون في الجنة – بالتأشير على الأخضر- بأنهم قد دخلوا “جهنم الدنيا” بأرجلهم بتحولهم من مواطنين إلى رعايا! ولأن تلك التيارات تملك – بشطارتها – كثيرا من الأموال في مواجه كثير من الفقر، فإنهم – في أغلب الأحوال – فائزون، إلا أن لي عليهم عتابا – ضمن ادعاء بأنني أحد المثقفين الثائرين على لعبة الخداع، وهو ما دفعت ثمنه طوال حكم العسكر منذ يوليو 52 وحتى سقوط مبارك – حيث كنت أطمع في أن تصل إلينا – اليومين دول- منح تلك التيارات بس من غير سكر ولا مكرونة، وإنما بإدخال تغيير طفيف على النوعيات يضمنون به ولاء المثقفين، ذلك أننا لا نطمع في أكثر من “السيمون فوميه”، ومعه تموين شهري – طبقا لعدد أفراد الأسرة – من “الفواجرا” التي هي “كبد الأوز” مع بعض صدور البط المخلي، وكام كيلو “جمبري جامبو” وكمية مناسبة من “الاستاكوزا” على أن يحاط ذلك كله بعدد من الأرغفة الفرنسية المستوردة الشهيرة بـ”الباجته” ذلك أننا – كمثقفين – زهقنا من رغيف الحكومة المدعوم بسبب كثرة الحديد فيه الذي أغلبه مسامير مصدية، وعدد مناسب من عيدان الكبريت. فهل يا ترى نطلب الكثير في وسط هوجة الرشاوى المستهدف بها فقراء المصريين دون غيرهم؟ لا أظن! ومن ثم فإننا في الانتظار، ضمن “الانحراف على كبر”!