Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الحضارة.. لها ناسها!

بقلم : محمود كامل

بعض هواة «سياسة التسلق» المنتشرة الآن يطلقون على ما يزيد على «نصف المصريين» لقب «حزب الكنبة»، في «تصور قاصر» عن أن أفراد هذا الحزب مشغولون عن الأمر المصري بلقمة عيش العيال، وأنهم بتلك المشغولية الشخصية لا يزيدون عن مجموعة من «المسالمين» الذين لا يدرون شيئاً عمّا يجري من حولهم، فيما يشبه «الدراويش»، وهو ما يمثل «سهواً عاماً» عن أن هؤلاء من «مسلمين ومسيحيين» مؤمنون «بالقلب وبالعمل» لا يحتاجون لذوي «الذقون الطويلة والجلالبيب القصيرة» لتعليمهم أصول الإيمان، ذلك أن الإيمان لديهم بالفطرة التي يكتشفون بها تدليس كل الذين يدعون معرفتهم بأصول الإيمان، وحُسن الإسلام، ومن ثم جاءوا لتعليم الناس ما جهلوا في «جهالة» منقطعة النظير!

و»حزب الكنبة» هذا هو صمام الأمان الحقيقي في مصر، حيث يراقبون -من فوق تلك الكنبة الافتراضية- كل ما يجري على الساحة، لإدراكهم بأن مصر هي المستقبل، وهي قوت العيال بالطعام والعلم والاستشفاء، وحركة المواصلات، وكل ما يدور في هذا الفلك المنتظر على شوق، ومع تلك «المتابعة الحياتية» فإن أذهان هؤلاء تموج بمئات الأفكار الجديدة للإنقاذ، إنقاذ مصر مما يُدبّر لها من هؤلاء الذين يتصورون -خطأً- أن زمانهم قد أتى، وأن بعض المخدوعين بأفكارهم السلفية سوف يظلون طويلاً ضحية لهذا «الخداع المؤقت» لسنين يستطيعون خلالها «إطالة ذقن مصر» وتقصير جلبابها، وتحويل سكانها إلى دراويش بعيدين عن الزمان والعصر، في تجاهل تام -أو تناسٍ- بأن مصر هي «أمة الوسطية» ومنارة التحضر منذ سنين بالآلاف، وأن هؤلاء القادمين من «رحم الغيب» لن يستطيعوا -مهما فعلوا أو طال الزمان بهم- إطفاء أنوار «التحضر المصري القديم»، ذلك أن «البنائين المصريين» ليست لهم أي علاقة بـ»الهدّامين» الذين يسعدهم كثيراً مناخ الخراب، وثقافة «الأرض البور» التي ليس لها مساحة للحركة فوق أرض خلقها الله «للاخضرار» وصناعة الحياة، أما أولئك الذين يحاولون إطفاء الأنوار فسوف يعودون إلى الظلام الذي أتوا منه، ليتواءم الظلام مع الظلاميين!


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله