بقلم : محمود كامل
نحتاج مشروعا للطاقة المتجددة في الشباب لتحويل «حماس السن» إلى طاقة متجددة بالـ«ميجا شباب» أسوة بتلك المتجددة من الرياح وأشعة الشمس بالـ«ميجاوات» ورغم الأهمية البالغة للنوعين، إلا أن الحاجة للـ«ميجا شباب» في ظروف التطورات بالغة التسارع على عالم اليوم أكثر أهمية، ذلك أن الكهرباء التقليدية يمكن أن تسد الحاجة، بينما الحاجة إلى الـ«ميجا شباب» لا يستطيع سد حاجتنا إليها بغير إبداعات تلك السن المفتوحة أمامها كل نوافذ الدنيا بالتصاقهم الدائم بدنيا المعلومات التي توفرها الشبكة العنكوبتية!
وبغير التدريب العالي، ورفع الكفاءات لن نحصل علي ما يضيء حياة الوطن من «ميجا الشباب» الذين يمثلون طاقة إمداد لا تنضب، خاصة في أوطان ما زالت مساحات شاسعة منها خاصة في الأرياف والقرى تضاء بـ»لمبة الجاز» والكلوبات في أفضل الأحوال، بينما تموج تلك الأرياف بشباب ذكي بالفطرة، نستطيع بالتدريب وحسن التوجيه أن نحول ذكاءه الفطري هذا إلى عبقرية إبداع تسد للوطن حاجات كثيرة.
ولقد آن الأوان لأن نقطع «الحبل السري» الذي يربطنا بكل جديد يصنعه الغرب، فلقد طال عيشنا «عالة» على إبداعاته واختراعاته وقدرته على تطوير كل ما لديه ليكون – وحده – القادر عسكريا، واقتصاديا على الإتيان بكل جديد، ومن الغريب أن عدداً لا يستهان به من عقول وسواعد شباب العرب قد ساهمت بقدر كبير في تلك الإبداعات الغربية عندما هاجرت إلى بلادهم بحثا عن مناخ يسمح بالتقدم وتقدير العبقرية مما هو غير متوفر في أوطانهم، ليكون ذلك القرار هو النافذة التي فتحوها لنطل نحن منها على ما يفعلون لننقل عنهم بدلا من أن نقتدي بهم! ولعل ما لا يمكن فهمه ولا استساغته هو لماذا نظل «حائرين علميا» بدلا من أن نخلق في بلادنا مناخا يسمح بتنمية مواهب شبابنا، وبينهم كثير من الواعدين رغم أن بلادنا هي الأكثر شوقا إلى التقدم والأكثر حاجة إليه، ولماذا نظل ننتظر السنين حتي تأتينا النفايات!