القاهرة "المسلة" د. عبدالرحيم ريحان …. بعد غربة المصريين فى بلدهم طوال العهد البائد الذى تفنن القائمين عليه فى محاربة العلماء والبحث العلمى انطلاقاُ من مبدأ "تجهيل عقول الأمة هو أسهل الطرق لحكمها ونهب ثرواتها دون أن تشعر" فتم إبعاد العلماء الأكفاء عن المناصب القيادية واختيار عناصر مضمون ولائها للنظام الحاكم مما ساهم فى قتل المبدعين وتدمير عقولهم.
وأسوأ ما يمر به العالم هو أن يتحكم فيه الجهلة الذين حرصوا على اختيار بطانة تجيد العزف على أوتار الآلات التى تصنعها السلطة وكانت مسوغات تعيينهم تتوقف على درجة ولائهم ونفاقهم وتم إبعاد النابهين فتكدست الأبحاث على أرفف مكتبات الجامعات ومراكز البحوث تعشش بينها الفئران وبعد ثورة يناير المجيدة عاد النبهاء من علماء الأمة ليطردوا الفئران ويلملموا أوراقهم القديمة ومشاريعهم القومية لتظهر لشعب مصر العظيم ليكون شاهداً عليها مؤيداً لها واضعاً نصب عينيه على اختيار من هو قادر على تنفيذها ليكون معيار اختيار من يتولى أمر هذا البلد هو من يحرص على تحقيق أحلام شعبها العظيم.
وتبارى علماء الأمة فى عرض مشاريعهم التنموية لتعمير سيناء وصحراء مصر للخروج من الوادى الضيق فكان مشروع المهندس سيد الجابرى لإنشاء قناة طابا- العريش والآن يتقدم العالم الجليل أ.د رزق طه ياسين الأستاذ المتخصص فى المعادن بمعهد التبين للدراسات المعدنية بفكرة مشروع سكة حديد لربط سيناء بالبحر الأحمر ومن ثم إلى دول منابع النيل من أجل أمن مصر القومى والاقتصادى.
سكة حديد غرب سيناء
كما أن مشروع قناة طابا العريش سيؤدى لتنمية شرق سيناء فإن مشروع سكة حديد شرق قناة السويس سيؤدى لتنمية غرب سيناء وتتلخص فكرة المشروع كما يعرضها أ.د رزق طه ياسين فى إنشاء خط سكة حديد يمتد بمحاذاة قناة السويس ويبعد عن شرق قناة السويس 30كم فى أرض سهلة بسيناء وحتى شرق بور سعيد بطول يمتد 130كم ويتميز المشروع بأنه أرخص تكلفة وأكثر أماناً ويربط سيناء بدلتا مصر لتسهيل حركة النقل والتجارة.
كما يمكن عمل خط أنابيب بترول موازى للسكة الحديد ويمثل هذا المشروع حماية لقناة السويس وتحويل خليج السويس لمنطقة عمرانية ذات كثافة سكانية ويوفر هذا المشروع التكاليف الباهظة لتعميق القناة وييسر استغلال أرض سيناء ومحاجرها وإمكانية إنشاء الكثير من المصانع مما يؤدى لإنشاء إقليماً جديداً اقتصادياً ودفاعياً يحد من الأطماع الصهيونية فى سيناء ويحبط المشروع الصهيونى لخط سك حديد إيلات – تل أبيب بطول 350كم.
أهداف المشروع
جاءت فكرة المشروع لتحقيق عدة أهداف منها إنشاء سكة حديد سريعة لنقل التجارة الجافة وخط أنابيب بترول لنقل أكثر من ثلث التجارة العالمية واستغلال خليج السويس تجارياً وعمرانياً وصناعياً بشكل أفضل وحماية قناة السويس وسهولة الانتقال البشرى شرقاً لتعمير سيناء وحمايتها من الفكر الصهيونى العدوانى واستغلال إمكانيات سيناء الهائلة من محاجر وأراضى صالحة للزراعة لزراعة الأشجار المثمرة والخضروات والنخيل والزيتون باستخدام الرى بالتنقيط ويؤكد أ.د رزق طه ياسين أن المشروع سيؤدى إلى توسعة بور سعيد لتستوعب 5 مليون نسمة وتوسعة مدن القناة شرقاً مما يؤدى لتعمير سيناء واستغلال المميزات التى لا تحصي بها وتعمير غرب سيناء ( شرق القناة وخليج السويس ) تعميرا يظل مع الزمن منطقة انطلاق لتعمير سيناء جميعها .
أما الخط غرب القناة فقط الموجود حالياً فقد أنشئ لخدمة القناة نفسها وموقعه لا يؤهله لحماية القناة وسيناء ولم يكن له دور فى حماية القناة فى حربى 1967 ، 1973 والمطلوب تعمير منطقة شاسعة خالية من الإشغالات والخط الجديد المقترح سيكون مؤهلا للأحمال الثقيلة كما أنه بهذه المنطقة غرب سيناء وشرق القناة بمسافة 30 كم تقريبا يمكن إنشاء الموانى المحورية الضخمة بها سواء على خليج السويس محور التجارة العالمى وميناء شرق بور سعيد أو ميناء ينشأ فى خليج الطينة فى البحر المتوسط أيهما أسرع وأسهل .
كما أنه يمكن إنشاء طريق قوى مجاور لخط السكك الحديدة ومد خط أنابيب لنقل البترول على مسافة معقولة منه ولهذا فإن هذا الخط سينشئ منطقة حضارية صناعية عظيمة وضخمة تكون نقاط ارتكاز لحركة السكان شرقا فى سيناء وتكون حماية لقناة السويس نفسها وينقل حدود مصر الشرقية إلى شرق سيناء لإنشاء منطقة حضارية عظيمة ستمتد من أقصى جنوب سيناء حتى أقصى شمالها ف بور سعيد ومميزات هذا الخط باختصار.
* تعمير سيناء وهذا هو الهدف الأول لتحويل سيناء من منطقة قاحلة جرداء إلى منطقة مأهولة ، حماية قناة السويس العالمية بأسلوب فعال وكذلك حماية خليج السويس ( خليج البترول ) وكذلك مدن القناة كلها ولنتذكر إخلاؤها عام 1967 – 1973، إنشاء منطقة حضرية تجارية صناعية ضخمة يمكن تحرك البشر فيها إلى شرق سيناء لتعميره أيضا ،استغلال إمكانيات سيناء من محاجر ومناطق تعدين ومواقع صالحة للزراعة ،إمكانية مد الخط جنوبا مستقبلا لاستكمال تعمير شرق خليج السويس واستغلاله سياحيا صيفا وشتاءا مع تقليل حوادث الأوتوبيسات ،ضمان تفضيل التجارة العالمية لهذا الخط وعدم التحول لغيره بالمنطقة ،يمكن لدول المشرق العربى تمويل هذا الخط لأهميته بالنسبة لهم وكذلك دول شرق آسيا اليابان والصين والهند لأنه أقصر الطرق بالمنطقة وأقلها تكلفة ، يمكن للشركات المصرية القيام بمعظم الأعمال المطلوبة منها هيئة قناة السويس وقوتها البشرية العظيمة ومعداتها الهائلة وشركات السكك الحديدة المصريةومهندسيها العظام وشركة المقاولون العرب وخبراتها مع اعتبار هذا المشروع مشروعا قوميا مثل حفر قناة السويس والسد العالى بحيث يتم اختيار الكوادر المصرية أو العالمية كمستشارين للمشروع.
ربط سيناء بالبحر الأحمر
يضيف أ.د رزق طه ياسين بأن الجزء الثانى من المشروع يتمثل فى إنشاء خط سكة حديد غرب القناة يبدأ من غرب السويس و لا يعبر قناة السويس حتى لا تزيد التكلفة لأضعاف ويمتد هذا الخط من غرب السويس إلى غرب خليج السويس والبحر الأحمر حتى حدود مصر مع السودان بطول 850كم والمرحلة الثانية منه ربط هذا الخط بسكك حديد دول منابع النيل أى بامتداد الساحل الشرقى لأفريقيا وسيحقق هذا المشروع ربط سيناء بمحافظة البحر الأحمر والصحراء الشرقية وتنمية سيناء والبحر الأحمر بتنشيط السياحة والصناعة واستغلال المناجم وبناء مدن عمرانية جديدة وتوسيع المدن القديمة وتنشيط التجارة مع السودان ودول منابع النيل ودول وسط وشرق وجنوب أفريقيا مما يؤدى لنقل العمالة المصرية لأفريقيا المتميزة بأجود الأراضى الزراعية ووفرة المياه من مصادر عديدة منها الأمطار والأنهار والمياه الجوفية.
ربط مصر بأفريقيا
نظراً لمعيشة صاحب الفكرة بأفريقيا سنيناً عديدة أستاذاً بجامعة زامبيا بالمركز المصرى للتعاون الفنى لأفريقيا التابع لوزارة الخارجية المصرية فهو عالم بثرواتها وإمكاناتها ويشير إلى أن المشروع سيؤدى لسهولة نقل المنتجات الأفريقية مثل الحبوب واللحوم لتوفيرها بمصر كما يساهم فى تنشيط التجارة مع شرق البحر الأحمر بالسعودية واليمن والأردن وحتى الخليج العربى لنقل الأفراد والمنتجات الصناعية وسيتحقق الربط الكامل بين الشرق والغرب خاصة مع تنفيذ جسر مصر السعودية بسيناء بنهاية خليج العقبة عند جزيرة تيران والذى سييسر رحلات الحج والتجارة لكل دول أفريقيا .
كما يساهم فى تنشيط السياحة وذلك بمنع الحوادث المتعلقة بالسياحة نتيجة السير فى مناطق شاسعة ممتدة عبر صحراء وبتعميرها سيحقق الأمن للمصريين وضيوفهم كما أنه يوفر فرص عمل فى مجال السياحة بدخول استثمارات جديدة على طول شاطئ البحر الأحمر المجاور لخط السكة الحديد المقترح ويقترح صاحب الفكرة أن تقوم شركة قناة السويس بتولى الجزء الخاص بالمشروع شرق القناة مع الاستعانة بشركات السكة الحديد المصرية وشركة يابانية لتنفيذ المشروع بأقل التكاليف كما يدعو علماء مصر لدراسة الجوانب الهندسية والفنية والبيئية والجيولوجية والاستراتيجية وعلماء الآثار للتأكد من خلو خط السير من الآثار لاستكمال كافة الجوانب العلمية للمشروع وتحديد التكاليف والتمويل وإمكانيات التنفيذ.