الكويت "المسلة" … قال رئيس مجلس ادارة شركة طيران الجزيرة مروان بودي ان السياحة الدينية أصبحت حاليا عنصرا اساسيا ومهما لخدمة سوق النقل الجوي في منطقة الشرق الاوسط عامة وفي دولة الكويت خاصة.
واضاف بودي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم بمناسبة تدشين شركة طيران الجزيرة اولى رحلاتها الى مطار النجف الاشرف الدولي ان الشركة تخدم جميع القطاعات الاقتصادية والسياسية والدينية وتسعى دائما لخدمة وتوفير حاجة السوق الكويتي "ما يحتم علينا خدمة قطاعات المجتمع كافة وتوفير جميع انواع السياحة".
وذكر ان حضور امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه القمة العربية في بغداد نهاية شهر مارس الماضي كان له الاثر الكبير في تعميق الجسر الجوي بين الكويت والعراق "لاسيما انها كانت اول زيارة لطائرة كويتية تحمل علم الكويت الى العراق منذ اكثر من عقدين".
وقال "اننا عمقنا تلك الزيارة لنطبق هذه السياسة ونفتح هذه الابواب مرة اخرى الى الجمهورية العراقية متمثلة في محافظة النجف كأولى وجهاتنا وستتبعها محطات اخرى مستقبلا".
واعرب بودي عن الفخر بأن تكون طيران الجزيرة أول شركة كويتية تدخل مطارات العراق بعد توقف دام 22 عاما مؤكدا ان هذا الجسر الجوي سيفتح المجال للزيارات العائلية والدينية والاقتصادية مشيرا الى ان "جهود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزيارته الى الكويت والتي دعا فيها الى الاستثمار الاقتصادي شجعتنا اكثر للدخول الى العراق" طامحا الى زيادة الاستثمار هناك لمد جسور التعاون بين البلدين.
وقال ان فتح خط محطة النجف جاء من خلال ردة فعل سريعة وفي زمن قياسي معربا عن الامل في زيادة الرحلات الى محافظة النجف تلبية للطلب المتزايد على هذه المدينة وحاجة السوق الكويتي والنقل الجوي.
واضاف ان الشركة تطمح ايضا الى فتح خطوط جديدة في العراق منها بغداد واربيل ومناطق اخرى على خريطة طيران الجزيرة املا تحقيق ذلك في القريب العاجل.
وبين بودي ان افتتاح خط النجف في العراق كان مفاجأة للجميع في الكويت وجاء بطريقة سريعة وغير متوقعة موضحا ان فتح محطات اخرى في العراق يحتاج الى بعض الوقت لتجهيز الشركة من حيث زيادة اسطولها الجوي وطاقم العمل فيها.
واشار الى ان اي اتفاقية تبرمها الشركة مع اي دولة اخرى لفتح جسر جوي وخط جديد بينهما تحتاج الى تحديات كبيرة مبينا ان المحادثات مع المسؤولين في العراق ومن خلال سفيري دولتي الكويت والعراق هي التي ذللت جميع الصعوبات ولم تكن هناك عوائق رئيسية "بل وجدنا تعاونا وتأكيدا على سرعة فتح هذا الخط في فترة قياسية زمنية قصيرة".
وذكر ان اول رحلة الى النجف شهدت اشغال المقاعد فيها بنسبة 83 في المئة "وهذا في حد ذاته يعتبر قياسيا كأول رحلة ومحطة جديدة" مبينا ان الشركة وفرت اسعارا مناسبة تشجيعية لتكون بمنزلة دعوة سامية لفتح لجسر الجوي مع العراق.
وحول فتح محطات اخرى وخطوط جديدة خلال الفترة الحالية افاد بودي بأن شركة طيران الجزيرة ستكتفي خلال العام الحالي بفتح خط النجف ولا توجد نية لفتح خطوط اخرى مستدركا بقوله "لكن من المتوقع ان يفتح خط اخر بعد اجراء المباحثات".
وفيما يتعلق بإعادة جدولة بعض الخطوط خلال الموسم الصيفي اكد انه تمت اعادة جدولة بعض المحطات وحركة الشبكة فيها بناء على الاحداث السياسية التي تعيشها المنطقة مشيرا الى ان جمهورية مصر العربية رجعت الى عافيتها وطبيعتها وتم التفكير في زيادة الرحلات الى مدنها كافة مثل القاهرة والاسكندرية وشرم الشيخ وغيرها.
واشار في هذا السياق الى استفادة محطات اخرى من الوضع السياسي في المنطقة حيث تمت زيادة رحلات الشركة الى دبي بشكل قياسي مضيفا ان "مدينة جدة اصبحت مدينة اساسية بالنسبة لنا".
من جهته قال سفير دولة الكويت لدى العراق علي المؤمن لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان حضور صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه الى العراق للمشاركة في القمة العربية فتح المجال امام الشركات الكويتية في عدة مجالات "وان اول الغيث كان فتح خط النجف من قبل شركة طيران الجزيرة لزيارة المقدسات الدينية".
واضاف المؤمن ان لكل مرحلة زمنية ظروفها وان للعراق والكويت مكانة للمحبة والمودة في قلوب الشعبين الشقيقين مشددا على ضرورة تعميق تلك الروابط من منطلق المصالح المشتركة والجيرة والانتماء العربي والديني.
من جانبه اكد السفير العراقي لدى الكويت محمد حسين بحر العلوم في تصريح مماثل ل(كونا) ان هناك مستقبلا واعدا ويشهد تطورا كبيرا بين دولة الكويت والجمهورية العراقية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والنفطية والسياحية.
واشار بحر العلوم الى وجود اقبال كبير على المشاريع الاستثمارية المشتركة وهي مشجعة على حد قوله بين الطرفين وفي طور التطور طامحا الى الاكثر من الجانب العراقي.
وذكر ان القيادة العراقية تقدم التسهيلات كافة والكثير من الاجراءات لجميع زوار العتبات المقدسة الى جانب تقديمها كل اوجه التعاون مع جميع انواع السياحات الدينية وللمستثمرين والاقتصاديين ورجال الاعمال وشركات النفط داعيا الى تسهيل اجراءات تأشيرات دخول رجال الاعمال العراقيين لاعادة اللحمة بين البلدين وتسهيل حركة الاستثمار بينهما بشكل ميسر.
واشار بحر العلوم الى ان السفارة العراقية في دولة الكويت تقدم جميع التسهيلات لزوار العراق من خلال تقديم تأشيرات الدخول في 48 ساعة وفي بعض الحالات اقل من هذا الوقت مؤكدا ان الوضع الامني والاقتصادي في العراق يشهد حاليا تطورا كبيرا ومستقرا وامنا وان حركة الحياة والاعمار تسير بصورة ميسرة وطبيعية.