Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

باحثة آثار أميركية توثق فنون حياكة «السدو» في السعودية

الرياض " المسلة " … يعد نسيج السدو من أبرز ما يميز خيام البدو في شبه الجزيرة العربية، فهو يستخدم للوقاية من حرارة الشمس في النهار وبرد الصحراء في المساء، ويتم تحضيره من غزل الصوف ووبر الجمل، ثم حياكته لصنع الخيام والبسط والوسائد، بنقوش مميزة.

 

بدأت مسيرة جوي هيلدن، الباحثة الأميركية، مع النسيج البدوي وبالتحديد السدو منذ عام 1982م، من خلال عدد من الرحلات في أنحاء مختلفة من السعودية، بحثا عن أساليب الحياكة والنسيج، كممارسة وحرفة بدأت بالزوال، بل كان لها دور في توثيق هذا التراث وتسجيله من خلال البحوث الميدانية التي كانت تجريها في رحلاتها.

واستفادت هيلدن في بحثها من التصوير وتوثيق الرحلة في أفلام وتسجيلات لحواراتها مع النساجين، وتملك جوي مجموعة خاصة من المنسوجات التراثية، كانت موضوعا لمعرض أقيم مؤخرا في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا بعنوان «الخيام، الجمال، والمنسوجات من السعودية».

وأنهت الباحثة الأميركية ومؤلفة كتاب «النسيج البدوي في السعودية والدول المجاورة» زيارتها للسعودية بعد غياب يقارب 18 عاما، وذلك بعد أن عاشت فيها في الفترة ما بين 1982 – 1994م، شملت رحلتها آنذاك سبع مناطق وعدة مدن سعودية في الرياض والقصيم، ومدينة جدة بالمنطقة الغربية، والدمام والأحساء بالمنطقة الشرقية، وكذلك زارت هيلدن منطقة الجوف (شمال السعودية) لتغذي رغبتها بالاطلاع على تاريخ المناطق وحرفها، وكان لانبهارها بصناعة نسيج السدو دور في تحويل هدفها من هذه الرحلة إلى تسليط الضوء على المهتمين ومحترفي حياكة السدو والنسيج وتحسين منتجاتهم، إضافة إلى تقديم هذه الحرفة ومنتجاتها الفنية لدراسات تاريخ الفنون والتراث والتصميم بالجامعات السعودية.

وجرى عرض ذلك في محاضرة قدمتها جوي هيلدن في البيت الطيني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض، برعاية من الأميرة عادلة بنت عبد الله، تحدثت فيها هيلدن عن تجربتها الميدانية التي عرضتها بالصور للحضور من خلال زيارتها للنساجين وأبرز مشاهداتها للتغيرات التي شهدتها الحياة الثقافية والتراث في السعودية بعد 18 عاما، والتي أظهرت لها عدة تغيرات طرأت على حياة البدو، أبرزها تغير استخدام الخيمة أو «بيت الشعر» من مكان للمعيشة، إلى تشييدها بجوار البيوت السعودية كبديل ممتع وجلسة مختلفة خارج البيت، فضلا عن تحول استخدام خاماتها إلى خيوط صناعية مستوردة تشترى من السوق بعدما كانت أيدي البدوي تغزلها من شعر الماعز وصوف الغنم.

تنوع التراث الكبير في مناطق السعودية جذب هيلدن لمقارنة أنواع حياكة نسيج السدو، فذكرت أن أهم ما تعلمته من بحثها أن النساجين البدو على الرغم من استمرارهم في استخدام التقنيات التقليدية عند الرحل فإنهم يكيفون هذه التقنيات اليوم لإنتاج أعمال تنتمي إلى ثقافة تراثيه مستقرة. وترى من منظورها أن حياكة السدو هي فن ينسج تحفا فنية معبرة بحد ذاتها عن أصالتها، حيث تذكر هيلدن لـ«الشرق الأوسط» أن السدو قطعة فنية لا تحتاج إلى أن تدمج في فنون بصرية حديثة كالكولاج، ورغم أن الفنان له الحرية في التعبير عن ذاته بالفنون، فإنها ستشجعه على عرض نسيج السدو كجزء من أجمل الفنون.

وذكرت الأميرة عادلة بنت عبد الله رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، أثناء كلمتها التي ألقتها، أن محاضرة الباحثة هي احتفاء بالجهود المبذولة للمحافظة على هذه الحرفة وتطويرها، وهذا ما تسعى إليه الجمعية لتكون محركا فاعلا ومؤثرا في مجال حفظ التراث السعودي ورفع مستوى الوعي بأهميته وقيمته الوطنية والاستفادة منه، لحفظ الإرث الحضاري من خلال رصد وتوثيق وتطوير التراث السعودي وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى العناية والاهتمام، وتحفيز المجتمع والمؤسسات المعنية بإحياء التراث، كونه يشكل الهوية الوطنية السعودية.

وصرحت الأميرة عادلة لـ«الشرق الأوسط» بأن باحثي الآثار السعوديين يقومون بمثل هذه الرحلات، ولكن كان الهدف من هذه المحاضرة هو عرض رؤية مختلفة للإرث التاريخي عبر باحثة غربية، لتشاهد وتوثق تطور منتج السدو وسعي الحائكين لتطويره ليصبح مواكبا للحياة المعاصرة. وأردفت بالقول: «هدفنا الأساسي في الجمعية هو رفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الإرث الحضاري، فمن المهم بالنسبة لنا إيجاد نشاطات ومراكز ثقافية في المواقع الأثرية والتراثية، فإن بقيت صامتة دون نشاطات ستحفظ لكن ستندثر، لذلك عقدنا هذه المحاضرة، وسيكون لدينا معرض فوتوغرافي في مايو (أيار) القادم خاص بسباق الهجن في مهرجان الجنادرية الماضي، حيث استفاد الشباب والشابات وذوو الاحتياجات الخاصة من ورش عمل التي عقدتها الجمعية آنذاك، فسيكون معرضا جامعا بين التراث والفنون».

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله