وادي عيا.. وعورة الطريق تعزل الآثار
أبها "المسلة" أحمد الأحمري …. كثيراً ما يتداول أهالي "بللسمر" و"بللحمر" شمال منطقة عسير موضوع آثارهم الموغلة في القدم والمنتشرة على ضفتي وادي عيا الشهير بآثاره التي ارتبط وجودها بوفرة الماء منذ مئات السنين.
العديد من عوامل الجذب السياحي يتمتع بها وادي عيا، وعلى رأسها ما يحتويه من آثار تحكي قصص من مروا بذلك المكان، التي تمتد في الأجيال وراء الأجيال. ولكن الراغب في الوصول إليها لابد أن يستقل "سيارة ذات دفع رباعي" لتمكنه من عبور تلك المسالك العسيرة التي لا يوجد سواها لبلوغ آثار وادي عيا.
ما أن تصل إلى هذا الوادي إلا والمياه الصافية الرقراقة الجارية في انتظارك، تمازجها رائحة النباتات العطرية الفواحة في الأرجاء، فيما أشجار السدر المعمرة التي يتجاوز نصف قطر ظلالها في العديد منها إلى حوالي 8أمتار، حتما ستغريك بظلالها.
ومما اشتهر به وادي عيا، انتشار مربي النحل. حيث تتوفر البيئة المناسبة لتربية النحل هناك إلى الحد الذي جذب النحالين إليه من أماكن بعيدة للاستقرار فيه.
من جانبه أكد مدير مركز سمارت ليرن للدراسات الاقتصادية والسياحية خالد بن عبدالرحمن آل دغيم أن المحافظة على الآثار التاريخية والقلاع والحصون القديمة من شأنه أن يكون داعما ورافدا مهماً في التنمية الاقتصادية.
وقال: إن التنمية المستدامة للسياحة يقصد بها توريث الموارد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، تعتبر رأس مال الأجيال.
وأضاف أن هناك جانبين مهمين جدا بهذا الخصوص، الجانب الأول أن التراث الاقتصادي والعمراني يدل على عمق ثقافة الشعوب وهذا مهم في تكوين هوية شبابنا وشخصياتهم، أما الجانب الثاني فهو المستوى الاقتصادي في السياحة كصناعة لها أسس، أهمها هو النشاط السياحي في الفترة الحالية وهذا يكمن في أهمية القرى التراثية التي تضم آثارا وتراثا ومباني ذات طابع أثري حيث يتم اختيارها وتمويلها وتنميتها ومشاركة المجتمع المحلي في إدارتها والمساهمة في تنفيذ المشاريع الصغيرة في مجال الحرف وبيع المنتجات المحلية والإيواء والمطاعم وغيرها من العوامل التي تساعد على نهضة وتطور صناعة السياحة في المملكة.
ويؤكد أل دغيم على أن القلاع الحربية والحصون والآثار والمقابر القديمة ذات قيمة تراثية يجب المحافظة عليها من خلال مسؤولية مشتركة بين هيئة السياحة والآثار والبلديات والمجتمع المحيط بها.
وقال: من الملاحظ في آثار عيا التاريخية الإبداع الذي سطره الإنسان حيث طرز المباني بأحجار المرو الأبيض في تخطيط هندسي متناسق، وعمل يدوي متقن مضت عليه مئات السنين في ظل قلة الآلات التي تساعد في البناء.
ويرى آل دغيم أن هذا الإرث معرض للاندثار ما لم نقم جميعا بالمحافظة عليه بدءا بتوعية المجتمع المحلي بأهمية هذه القلاع والآثار وتوجيهه للمحافظة عليها، واستثمارها وتهيئتها لزيارات الباحثين والسياح وطلاب الجامعات وخصوصا طلاب الهندسة وطلاب التاريخ والآثار والسياحة.
وذهب آل دغيم إلى أن للإعلام دورا هاما كذلك في نشر المعلومات حول هذه المواقع والتعريف بها وبتاريخها.
المصدر: الوطن