موسكو " المسلة " … أعلنت مراسم افتتاح "عام السياحة الروسية"، التي أقيمت في بكين يوم الجمعة، بدء برنامج مدته عام يهدف إلى تدعيم العلاقات السياحية والتبادلات الإنسانية بين البلدين.في إعقاب إقامة "العام الوطني بين الصين وروسيا" و"عام اللغة بين الصين وروسيا"، تعد المبادرة الخاصة بإقامة عام السياحة التي اقترحها زعيما البلدين بمثابة دفعة لشراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة بين البلدين .
*المكان الصحيح والتوقيت المناسب:
تتشارك الصين وروسيا في خط حدودي يبلغ طوله 4300 كم يمتد عبر جبال وبحار. ويجعل هذا الترابط الجغرافي الوثيق البلدين مقصدين سياحيين مفضلين بالنسبة لشعبيهما.وتتمتع الصين وروسيا، الغنيتان بالموارد السياحية، بسمات مميزة تجذب السائحين حيث تشتهر بكين بطابعها الشرقي فيما تشتهر موسكو بالأبنية المعمارية المقامة على الطراز الأوروآسيوى.
وعند اخذ الميزة الجغرافية في الاعتبار ، نجد أن "عام السياحة" سيتكلل بالنجاح وسيعطى دفعة جديدة للتبادلات السياحية الثنائية.ومن ناحية أخرى، أرست التبادلات الشعبية والثقافية المتزايدة بين الصين وروسيا أساسا سليما للتبادلات السياحية بين البلدين.
وقد أصبحت الصين ثاني اكبر مصدر للسائحين الأجانب بالنسبة لروسيا، فيما أصبحت روسيا ثالث اكبر مصدر للسائحين الأجانب بالنسبة للصين.وتظهر الإحصاءات انه في عام 2011 زار نحو 2.5 مليون سائح روسي الصين وزار 800 ألف سائح صيني روسيا .
وقال ياكوف برجر الأستاذ في معهد الشرق الأقصى في موسكو إن "السياحة في الصين تشهد ازدهارا ، وتعد احد الصناعات الوطنية الأكثر تطورا هناك "، مضيفا أن "صناعة السياحة الروسية مازالت في مرحلة المهد نتيجة البنية التحتية غير المتطورة. ولهذا، هناك أمل في أن يعطى "عام السياحة" دفعة لصناعة حسن لضيافة ".
وهناك قول روسي مأثور يقول إن التمتع بزيارة منطقة سياحية خلابة لمرة واحدة أفضل بكثير من السماع عنها لمئات المرات.وبعد "العام الوطني" و"عام اللغة"، سمع شعبا الصين وروسيا بالفعل الكثير عن بلد كل منهما الآخر. وقد حان الوقت كي يتمتع افراد الشعبين بزيارة الصين وروسيا.
* مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية:
تعد السياحة قناة جيدة لفهم أي بلد. إذا يتعرف المسافرون على ثقافة وتاريخ وعادات وتقاليد البلدان الأخرى ويقارنون بينها وبين ما يجدونه في بلادهم . وهذا نوع آخر من التبادلات الثقافية.ومن ثم، فان ما يزيد على مئات الأحداث المقرر إقامتها خلال "عام السياحة" ستعزز بالقطع التبادلات بين الأفراد ، وتعمق الفهم المتبادل والصداقة بين البلدين.كما سيتيح الحدثان المزيد من الفرص أمام الاستثمارات .
وقد قال نائب رئيس الوزراء الروسي فلاديسلاف سوركوف إن "روسيا ترحب بمجئ الشركات الصينية للاستثمار في السياحة والبنية التحتية، وتأمل في الوقت نفسه في تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا الفائقة بين البلدين من خلال السياحة".
ومن ناحية أخرى، يهدف الحدثان إلى توسيع التعاون الاقتصادي والثقافي ، الأمر الذي سيعزز شراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا .وقال سفير الصين لدى روسيا لي هوى إن "التعاون في مجال السياحة سيعزز الفهم المتبادل والصداقة التقليدية بين الشعبين، وهى مسألة ذات أهمية بالغة لتعاوننا الشامل المستقبلي في مختلف المجالات ".
فقد شهدت السنوات الأخيرة قوة دفع لنمو العلاقات الصينية – الروسية من خلال الثقة والدعم السياسيين المتبادلين ، والزيارات المتكررة رفيعة المستوى، والنمو السريع للتجارة، والتنسيق الوثيق في الشؤون العالمية.
وذكر برجر أن "الاهالى في غرب روسيا ليسوا على دراية بما يكفى بالقدرات السياحية للصين. ومن ثم، سيعمق "عام السياحة" الشراكة الإستراتيجية بين موسكو وبكين، ويعمق الصلة بين الشعبين الروسي والصيني ".وقد قال رئيس الوزراء والرئيس المنتخب الروسي فلاديمير بوتين إنه من الأهمية بمكان توسيع "الأساس الاجتماعي " من اجل تدعيم العلاقات الثنائية.
المصدر : شينخوا