بيروت "المسلة" …. سلم وزير الثقافة كابي ليون، اليوم في مقر المتحف الوطني في بيروت، السفير العراقي عمر البرزنجي 78 قطعة اثرية عراقية كان تم ضبطها في لبنان بعد ان تم تهريبها من العراق.
وكانت للوزير ليون كلمة بالمناسبة جاء فيها: "نرحب بالسفير العراقي عمر البرزنجي في المتحف الوطني، ونرحب بالإعلاميين الموجودين معنا، ان هذ اللقاء على درجة عالية من الاهمية لما يرمز إليه بأن لبنان يفي بالتزاماته، يحترم القوانين والأنظمة المتعلقة بالآثار وحمايتها على اعتبار ان الاثار قيمة انسانية ولا تخص شعبا معينا وبلدا ودولة معينة".
واضاف ليون: "في اطار التعاون بين لبنان والعراق وفي اطار التزامات لبنان بالقوانين والأنظمة الدولية التي ترعى الكنوز الوطنية، وفي إطار المحافظة على المكنوز باعتباره املاكا للبشرية جمعاء، اليوم وبعد صدور قرار قضائي بملكية العراق ل78 قطعة اثرية ضبطت في لبنان منذ فترة ليست قصيرة، ولكن كنا بانتظار تثبيت الحقوق (رغم معرفتنا المسبقة بذلك) الا انه كان لا بد من الحذر وانتظار الكلمة الفصل بهذا الموضوع من القضاء وهذا ما حصل ليعود الحق الى اصحابه ونسلم هذه القطع الثمينة الى مرجعها الاصلي".
وأضاف: "لبنان الذي يفي بالتزاماته مع اصدقائه ومع دول العالم، لبنان الدولة المحافظة على الآثار والتي تلتزم القوانين والأنظمة الدولية، لبنان يسلم العراق اليوم 78 قطعة اثرية تعبر عن الروائع التي هربت من المتحف الوطني العراقي ويعود تاريخها الى القرن الثالث قبل الميلاد، هذه الآثار تدل على عراقة بلاد الرافدين. نهنئ العراق لاسترجاعه هذه القطع ونتمنى له استعادة كامل المفقودات الأثرية خلال الأزمات الأخيرة التي شهدها لانه كما هو معروف ان ارض العراق هي ارض الانسان والثقافات والحضارات والكنوز".
وختم ليون بالقول: "كما تعلمون ان المتاجرة بالآثار اليوم هي جريمة كبرى، نتمنى ان تهتم كل الدول بهذا الشأن كما يهتم به لبنان، المتاجرة بالآثار جريمة بحق الدول والإنسان، والمتاجرة ليست دائما متاجرة سياسية، ونحن في الاونة الاخيرة نشهد في بيروت مع الأسف بعض المتاجرة، ليست تجارة مادية فقط بالآثار، بل نشهد بعض المتاجرة السياسية والتضليل من البعض (عن معرفة او غير معرفة) المتاجرة بموضوع الاثار لاسباب سياسية وشخصية ومصالح فردية.
نجدد التهنئة للسفير مع تحياتنا الى العراق قيادة وشعبا.
البرزنجي
بدوره، عقب السفير البرزنجي بالقول: "نشعر بسعادة كبيرة اليوم، ونشكر لبنان رئيسا وحكومة وشعبا ونخص بالشكر وزير الثقافة المهندس كابي ليون والقضاء اللبناني النزيه والذي لمسنا منه كل العدل في إعادة هذه الآثار الى العراق، فأزف بشرى استلامنا هذا اليوم ل78 قطعة اثرية عراقية ازفها بشرى الى العراق رئيسا وحكومة وشعبا والى وزير الخارجية هوشيه زيباري ووزير الثقافة وكذلك اصحاب السعادة اعضاء اللجنة البرلمانية الخاصة بالاثار ابشرهم جمعيا وانقل لكم في لبنان شكر وتقدير العراق و35 مليون عراقي يشكرونكم على هذا الموقف الاخوي النبيل الذي يصدر من الشقيق.
وأضاف:"الاثار ليست شيئا يباع ويشترى وانما قيمة انسانية عالية جدا وهو دلالة على عمق وتاريخ وحضارة وثقافة هذا البلد وعودة هذه الاثار الى العراق ليس قوة فقط للعراق وانما قوة لكل من العراق و لبنان البلد الذي اعاد قضاؤه الينا هذه الاثار والى كل العالم العربي والانسان بشكل عام.
وأردف: "ان ما حدث في العراق من عمليات سطو ونهب وتخريب للمتاحف والمواقع الاثرية تشكل سابقة خطيرة في التاريخ الانساني وهذه الاعمال تعد من ابشع صور التدمير في المنظور الحضاري والاخلاقي وقد تعرض متحفنا الوطني وعدد من المتاحف للنهب بعد سقوط النظام السابق في العام 2003، وقد تم تهريب غالبية القطع الى خارج العراق من قبل عصابات متخصصة بسرقة الاثار وبيعت في مزادات عالمية.
وختم السفير العراقي: "نحتفل اليوم باسترجاع ارث تراثي انساني لا يقدر بثمن وال78 قطعة اثرية تتنوع ما بين (رقم مسمارية طينية، أواني متنوعة، تماثيل وأختام وجداريات تعود الى ثلاثة الاف عام قبل الميلاد)، ومن هنا اتى حرصنا على استرجاع هذه الآثار، اذ ان فرحتنا باسترداد هذه الرموز التاريخية العظيمة هي فرحة باسترداد جزء من حضارة وادي الرافدين.اذ ان البلد الذي ليس له تأريخ وحضارة ليس له حاضر ومستقبل".
المصدر: وطنية