بقلم : جـلال دويــدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
بعد الهالة غير المسبوقة التي احاطت بمصر كمقصد سياحي علي ضوء شراكتها الرسمية في بورصة برلين الدولية للسياحة – اكبر حدث للترويج السياحي علي مستوي العالم- اصبح لزاما التواصل اعلاميا ودعائيا ومهنيا مع شركات السياحة العالمية ومنظمي الرحلات لتحقيق اكبر استفادة من هذا التواجد الذي كان له اصداء واسعة. وفي هذا المجال اقول ان ممثلي الشركات السياحية والفندقية الذين شاركوا في فعاليات هذه البورصة باحترافية نجحوا في تحقيق نتائج ايجابية مباشرة وغير مباشرة من خلال اتصالاتهم ولقاءاتهم مع نظرائهم القادمين من كل انحاء العالم. أهمية المتابعة لما تم تستهدف تفعيل أي انجازات يمكن ان تتمثل فيها ثم التشاور والاتفاق علي برامج مشتركة لصالح السياحة المصري.
<<<
يمكن النظر الي فاعلية هذه الاتصالات المباشرة لاعضاء قطاع الاعمال السياحي من خلال الاقبال علي زيارة الجناح المصري للمشاركين السياحيين في البورصة. وبالطبع فانه وفي مثل هذه الحالات تكون هناك منجزات عالية الايجابية تقابلها اخري متوسطة واخري سلبية كل حسب الجهد المبذول والعروض المقدمة ومدي تناسب وحرفية وسيلة العرض والترويج. المهم.. هو التوصل الي النجاح المأمول في استغلال الشراكة الرسمية التي وضعت مصر وبصورة منفردة تحت الاضواء المبهرة امام كل المحترفين والمزاولين لمهنة تنظيم الرحلات السياحية في العالم. من المؤكد ان كل ما جري وسوف يجري سوف تكون له انعكاسات ايجابية علي حركة السياحة الي مصر وعلي اساس تحركها نحو الاستقرار السياسي وتوقف مظاهر الفوضي والانفلات الامني. ولابد ان يوضع في الاعتبار ان الانبهار بأحداث ثورة 25 يناير والمدعومة بامكانيات تراثية وتاريخية وطبيعية غير محدودة سوف يساهم في تصاعد التدفق السياحي.
<<<
ليس جديدا القول ان الرواج السياحي يمثل ركيزة اساسية لدعم الاقتصاد القومي وتلبية متطلباته من العملات الحرة اللازمة لسد الاحتياجات واصلاح الميزان التجاري وكذلك التصدي لمشكلة البطالة من خلال فرص العمل الوفيرة التي توفرها الانشطة السياحية المباشرة وغير المباشرة. من ناحية اخري فإن هذا التحرك من جانب القطاع الخاص السياحي ما كان يمكن ان يحقق اي نتائج دون اعتماده علي الارضية التي يمهدها دور القطاع الرسمي قبل واثناء هذه المناسبات بما يملكه من ثقل ومسئولية في اتصالاته ولقاءاته العالية المستوي مع كبار المسئولين في القطاع الرسمي والخاص علي مستوي العالم. ان جانبا كبيرا من هؤلاء المسئولين كانوا متواجدين في بورصة برلين.. وفي هذا المجال اقول ان منير فخري عبدالنور وزير السياحة واعضاء الوفد الرسمي بوزارة السياحة الذي ضم عمرو العزبي رئيس هيئة التنشيط ومساعد الوزير هشام زعزوع التقوا بشخصيات سياحية عالمية كثيرة لينقلوا اليهم صورة ايجابية عن الاوضاع في مصر وضرورة العمل علي زيادة الحركة السياحية الي مصر.
<<<
شملت اتفاقات الوزير تسيير رحلات للطيران التركي من البرازيل لنقل سياحها وسياح امريكا الجنوبية الي مصر وكذلك تكثيف حركة الطيران التركي لنقل السياح الاتراك. كما اعلن من التقي بهم من المسئولين عن شركات الشارتر في المانيا عن نيتهم زيادة هذه الرحلات خاصة الي الغردقة وشرم الشيخ والاقصر ومرسي علم. وتطرقت هذه اللقاءات ايضا الي سبل تنمية سياحة السفاري »الصحراء« التي تجذب اهتمام الشركات المتخصصة العاملة في هذا المجال.
<<<
وعلي الجانب الاعلامي فقد اكدت الاسئلة الموجهة من مئات الصحفيين الذين حضروا المؤتمرات الصحفية التعاطف وايجابية مواقفهم تجاه مصر كما جاءت الاجابات من جانب الوزير علي نفس المستوي وبصورة مقنعة لاقت الاعجاب والتقدير. وليس خافيا ان الشراكة الرسمية لبورصة برلين سيكون لها دور كبير في اعطاء دفعة قوية للسياحة المصرية في الفترة القادمة باذن الله. ولا يمكن التغاضي عن هذه النتائج المستقبلية للمظاهرة العالمية التي كانت مصر محورها في برلين. لاجدال أن حضور وفد مجلس الشعب المصري برياسة محمد الصاوي رئيس لجنة الثقافة والسياحة والاعلام وعضوية النائب حسن عبدالعزيز والنائبة ماريان ملاك لجميع الفعاليات المصرية في بورصة برلين ترك أثرا ايجابيا. كما كان لاجادة الصاوي اللغة الالمانية وحديثه الي الالمان بلغتهم اكبر الاثر في التجاوب والترحيب. كل التوقعات تتحدث عن الامكانية المتاحة لاستعادة السياحة المصرية لدورها في الاقتصاد القومي بعد بورصة برلين.. والامر الان مرهون بتطورات الاحداث علي الساحة المصرية.
ان محصلة مشاركة مصر كشريك رسمي في بورصة برلين.. حاليا ومستقبلا.. تدفعني للاشادة بشجاعة الوزير منير فخري عبدالنور فيما يتمتع به من روح التحدي الامر الذي يؤكد التحيز للصالح الوطني في مواجهة بعض الضغوط لمضاعفة خسائر مصر.
ان اكبر شهادة لفاعلية التواجد المصري في بورصة برلين تمثل في حضور رئيسة وفد اندونيسيا التي ستكون شريكا رسميا في العام القادم الي جناح مصر للسؤال والاطلاع علي ما تم القيام به لتحقيق هذا النجاح والابداع الذي اثارا اهتمام العالم.
وللحديث بقية