الناصرية "المسلة" …. كما تتباهى دول أوربا بكاتدرائياتها وكنائسها الموغلة كثيرا في عمق التاريخ ، يحق للناصرية حاضرة الدنيا منذ الحرف الأول ان تفتخر بإرث مساجدها وقديم معالمها العمرانية ، لكن عراك الساسة في القمة حول مناصبهم ، وانشغال رعيتهم بلقمة العيش ، جعل النسيان والإهمال يلف الكثير من تلك المعالم الاثارية الهامة .
وليس اقرب هنا من قصة مسجد الخميسية في مدينة الناصرية ، فذاك الصرح المعماري المتقن الذي أسسه أمراء قبيلة ال خميس في القرن التاسع عشر للميلاد ، لم يشهد منذ الركعة الأولى التي أقيمت على أرضه وحتى الآن أية حملة أعمار او ترميم ، والانكى ان ( الذي قاريين ) بما عرفوا عن حب للتاريخ ومعرفة بمواقعه ، لم يسمع كثير منهم بالمسجد رغم ما يشكله من معلم آثاري تراثي هام .
مراسل شبكة اخبار الناصرية زار المسجد واستمع لحديث الناس هناك ، قبل ان يطرح موضوعه على طاولة مفتشية اثار ذي قار ذات الصلة بالمواقع الاثارية والتراثية والتي وعدت من جانبها بمفاتحة الجهات المختصة لبذل المزيد من الاهتمام بالمسجد .
يقول المواطن حسن داخل من أهالي منطقة الخميسية ان المسجد بني تحديدا عند العام 1883 ، غير انه لم يخضع لأي أعمال صيانة او ترميم وانه لم يشهد سوى زيارات من جهات إعلامية تقوم بتصويره دون ان تقدم له شيء يذكر .
اما المواطن حسن البعاج فأوضح ان قبيلة ال خميس هي التي أسست المسجد في حقبة ما قبل الثورات القومية والعربية ، وبقي تحت إشرافها حتى ثورة 1968 ، حيث اضطر زعماء القبيلة آنذاك التخلي عن إقطاعياتهم وأراضيهم والهجرة نحو مدن الخليج العربي .
وبين ان منطقة الخميسية التي يقع فيها المسجد التراثي شهدت تهميشا واضحا منذ ذلك الوقت حتى الآن ، في اقتصر الاهتمام الحكومي بالمسجد بزيارة تفقدية للوقف السني قبل عام من الان ، دون ان يقدموا شيء يذكر.
في المقابل قال عامر عبد الرزاق الزبيدي مدير مفتشية اثار ذي قار ان المسجد اسس في بداية إنشاء إمارة الخميسية في العام 1881 ، وقد تعرض هذا المبنى التراثي الى تقصير وإهمال واضح ، عازيا الأمر إلى بعد المسجد عن مركز المحافظة .
وأوضح ان منطقة الخميسية تحولت في زمن النظام الصدامي البائد الى منطقة عسكرية ومقرات لخزن الأسلحة والعتاد وهدمت اغلب مبانيها التراثية ورموزها المعمارية .
وبين ان مسجد الخميسية هو المعلم الوحيد المتبقي من اثار تلك المدينة ومعالمها ، والذي يعد تحفة فنية معمارية بما يحتويه من أروقة وعناصر زخرفية إسلامية ، فضلا عن منارته المميزة التي تضررت بالقصف الأمريكي في تسعينات القرن الماضي .
وأكد ان مفتشية اثار ذي قار سترفع طلبا إلى وزارة السياحة والآثار لدعم المسجد والاهتمام به لاسيما بعد اقرار قانون الوزارة ومنحها المزيد من الصلاحيات .
شبكة اخبار الناصرية من مرتضى حميد