القاهرة "المسلة" كتب د . عبد الرحيم ريحان …. ندخل لأعماق التاريخ فى موقع فريد لا يتكرر إلا فى مصر بمنطقة الدرب الأحمر التى تحتضن أجمل الآثار الإسلامية والصناعات المصرية الأصيلة التى ارتبطت بشوارع لها تاريخ مثل شارع الخيامية وتضم أحد أبواب القاهرة وهو باب زويلة الشهير ببوابة المتولى وأجمل نموذج للعمارة الفاطمية بمصر جامع الصالح طلائع ومجموعة من الآثار الإسلامية المتنوعة منها الدينية والحربية والمدنية لنجد وجوه مصرية مشرقة بالأمل رغم ما تحمله فى جوفها من هموم توقف السياحة وهى المورد الرئيسى لهم ويضم شارع الخيامية خمسون محلاً لصناعة وبيع منتجات الخيامية كل محل يعمل به أربعة أفراد ويعمل لحسابه أكثر من خمسون عامل فى تجهيز وصناعة المنتجات الخاصة بالمحلات أى ما يعادل 2750 عامل منهم أصحاب أسر حياتهم متوقفة تماماً مع توقف حركة السياحة بمصر يفتحون محلاتهم يومياً انتظاراً لعودة السياحة أو لمن يحل لهم مشكلتهم على وجه السرعة .
صناعة الخيامية
ويضيف الحاج فوزى نونو صاحب محل بالخيامية أن السياحة أيام أن كانت هناك سياحة كانت تتوجه لمنطقة الأزهر والحسين لاهتمام الحكومة بهما وإهمال الخيامية والإعلام يتجاهلنا فلا توجد قناة تليفزيونية أو صحفى يعبر هذا المكان ولو تائهاً وكأننا خارج حدود مصر ويطالب بسرعة تنشيط السياحة وهدوء الأوضاع فى مصر لنعطى فرصة للعمل وتنشيط السياحة والأسواق وصعود البورصة فهبوط البورصة دمر صناعتنا تماماً فأصبحنا ننتج ولا نبيع والمنتجات متكدسة بالمحلات ويتوجه محيط إلى كل الجهات المعنية من حكومة ولجنة السياحة بمجلس الشعب ومحافظ القاهرة بمعالجة مشاكل الخيامية فى أسرع وقت خشية تشرد أسرهم وتدمير موهبتهم وتنمية هذه الصناعة بعمل دورات تدريبية للخريجين بالخيامية ومنح المدربين من تجار الخيامية أجور عن ذلك والإعلام يجب أن يقوم بدوره فى إلقاء الضوء على كنوز الخيامية والإسهام فى تنشيط السياحة بشكل عام .
وعن المنتج المتميز عالمياً بشارع الخيامية يوضح أحمد جمعة صاحب محل حاصل على ليسانس الحقوق دفعة 1999 ان المنتج المصرى لا مثيل لع عالمياً فكل المنتجات التى تعرض بمعارض أوروبية هى عمل ماكينات ولا يوجد مثيل للمنتج المصرى المتميز بالشغل اليدوى والتصميمات الفريدة وجميع الخامات المستخدمة هى خامات محلية قماش القطن من المحلة الكبرى والذى يستخدم فى الدك أى أرضية التصميم وقماش اللينوه والديسكو (القماش اللميع) من الخيامية نفسها والداكرون من سوق الحمزاوى بالأزهر وعن طريقة الصناعة يوضح محمد فوزى شاب دبلوم صنايع يعمل مع والده فى الصنعة أن التصميم يتم بالخبرة الذاتية والتعلم من الآباء ويتم التصميم على ورق تصميمات خاص له تطبيقه معينة فى الرسم ويتم الرسم على الداكرون وتثبيت القماش بشغل الإبرة
مشاكل الخيامية
عمرو حسن محمود صاحب محل بالخيامية حاصل على ليسانس الآداب قسم فلسفة دفعة 2000 توارث المهنة عن والده ويعمل بها منذ طفولته بابتسامة على وجهه وتكرار الحمد لله على كل شئ أشار إلى الشارع قائلاً هل يليق بهذا الشارع أن يكون شارع سياحى والصورة تكفى وأضاف بأن شارع المعز فى الجانب الآخر عند مسجد قلاوون وجامع الأقمر تحفة فنية رائعة تليق بسمعة مصر وهذا الجانب من الشارع هو الجانب الحزين وطالب عمرو بفتح قنوات لتصدير منتجاتهم بتنشيط المعارض الخارجية وكذلك حملات إعلامية لتسويق المنتج حالياً للمصريين والزوار من الدول العربية وأوضح ياسر بدر صاحب محل منتجات الخيامية بشرم الشيخ ويأخذ منتجاته من شارع الخيامية لبيعها بشرم الشيخ أن هناك مشاكل أمنية فى السياحة وهناك أشخاص يطلق عليهم (الخريتية) أى سماسرة السياحة يصاحبون المجموعات الخاصة أثناء تجوالهم للشراء بالمواقع السياحية بالقوة ويقومون بالسمسرة على السائح والتاجر فيرتفع سعر المنتج ويزرع الشك لدى السائح بأن المصريين ينصبون عليه ويطالب بوجود أفراد أمن مع كل المجموعات الخاصة أو تكثيف التواجد الأمنى بالمواقع السياحية ويشير حسام فاروق صاحب محل بالخيامية الذى لم تفارقه الابتسامة طوال الحديث معه رغم توقف عمله تماماً إلى أن المحلات بشارع الخيامية زادت ولا يخشى على الصناعة من الاندثار ولكن يخشى على العاملين بها من الإفلاس مع نزيف النفقات دون بيع للمنتج ويطالب بفتح أسواق جديدة لمنتجاتهم .