ديالى " المسلة " … طالبت مفتشية آثار ديالى، مؤخراً، الحكومة المحلية والهيئة العامة للآثار بالشروع في اعادة تأهيل المواقع الأثرية المتميزة في المحافظة والتي باتت مهددة بالاندثار بسبب غياب دعم عمليات الاعمار والصيانة.
وقال مدير مفتشية آثار ديالى فيصل محمد صالح، ان «المواقع الأثرية في ديالى تعاني من الإهمال ولا توجد أي مساعي جادة من الحكومة المحلية أو الهيئة العامة للآثار لإعمارها وترميمها بالرغم من مكانتها الحضارية وتاريخها الممتد لآلاف السنين».وبين صالح ان «المحافظة تضم أكثر من 800 موقع أثري منتشر بعموم أقضية ونواحي المحافظة»، مشيراً الى انها «لم تتعرض للسرقة وتضررت بشكل بسيط جراء أعمال العنف والتردي الذي شهدته المحافظة في السنوات السابقة».
وتضم ديالى مواقع أثرية أبرزها السد العظيم وهو سد قديم من الحجر ويقع على نهر العظيم ويعود تاريخه الى العهد الساساني 226-637 ق.م ويقع في مدينة الخالص، وقنطرة بهرز الواقعة على نهر خرسان داخل مدينة بهرز وهي مكونة من ثلاث دعامات ويعود تاريخها الى العصر العباسي المتأخر، وقبة ابي إدريس وهي في الأصل قبة اتخذها المتصوفة مكاناً لتصوفهم ومحلاً للتريس وللعبادة وهي عبارة عن جدران شاهقة مربعة الشكل بغير سقف سابقاً وتقع الى الجنوب من بعقوبة.
وأضاف صالح ان «المواقع الأثرية لم تشهد أي عمليات تأهيل من قبل الجهات ذات العلاقة أو الوحدات الادارية المحلية بسبب عدم تخصيص المبالغ اللازمة لها»، لافتاً الى ان» مفتشية آثار ديالى أعدت كشفاً متكاملاً لعمليات التأهيل والأعمار لكنها لم تلق أي استجابة جديدة لمساعيها الداعية للحفاظ على جزء من الإرث التاريخي للعراق».
ودعا صالح الى « تنفيذ حملة جادة لاعمار المواقع الأثرية الشاخصة واعادة افتتاح متحف ديالى الذي طاله الاهمال والذي يعد المعلم الأهم في المحافظ والذي يوثق تاريخ المحافظة الحضاري وايلاء اهتمام أوسع بالبيوت التراثية في بعقوبة التي يمتد عمرها لاكثر من 50 عاماً»، موضحاً ان «معظم سكان المحافظة يجهلون مواقعها الأثرية بسبب افتقارها الى الخدمات وغياب برامج التثقيف والتوعية بالرغم من وجود الكثير من الخانات الأثرية في مناطق ديالى».
وزاد بالقول ان « على الحكومة المحلية دعم كوادر دائرة مفتشية آثار ديالى المتخصصة بعمليات التنقيب لكشف لمواقع الأثرية الجديدة والتي تعود الى العصور الحجرية والعصور الاسلامية»، لافتاً الى ان «أغلب الحكومات المحلية في المحافظات الأخرى تدعم عمليات التنقيب عن الآثار واعادة تأهيلها».
وكشف صالح عن «تلقي المحافظة عروضاً من جامعات بريطانية متخصصة لديها مراكز أبحاث في الشرق الأوسط لاجراء عمليات التنقيب والمسح الأثري وتدريب وتأهيل كوادر الآثار»، مؤكداً ان «العرض تمت الموفقة عليه من الهيئة العامة للآثار وسيتم عقد اجتماعات مشتركة بين الجانبين لوضع آليات العمل والتعاون وفقا ًلقانون الآثار العراقي».
المصدر : الصباح الجديد