الشارقة "المسلة" ….. اختتمت مساء امس فعاليات أيام الشارقة التراثية في نسختها الرابعة عشرة في مدينة الشارقة والتي نظمها معهد الشارقة للتراث وشهدت العديد الفعاليات والبرامج والأنشطة النوعية والحيوية الجاذبة للجمهور وذلك خلال الفترة من 7 حتى 23 من أبريل الجاري.
واستضافت أيام الشارقة التراثية عبر فعالياتها المتنوعة فرقا وأعمالا متنوعة من 17 دولة عربية وأجنبية قدمت برنامجا حافلا ومميزا في مختلف المجالات بهدف رئيسي كبير هو التعريف بالتراث وكيفية حفظه وصونه ونقله للأجيال وتبادل التجارب والمعارف والخبرات بما يسهم في التأكيد على أهمية ومكانة التراث على المستويات المحلية والعربية والإقليمية والعالمية.
وشكلت فعاليات الأيام مشهدا بانوراميا مميزا ولا يمكن لزائر الأيام إلا أن يعرج على كافة المواقع والأركان والساحات متنقلا من موقع إلى آخر فمن البيئات الإماراتية بكل ما فيها من تنوع وثراء كالبيئة الجبلية والبيئة البحرية والبيئة الزراعية إلى قرية الحرف التراثية إلى الساحات التي تعج بأداء الفرق الشعبية إلى فعاليات السوق العربية لفنون العرائس والفرجة الشعبية ومسرح الأيام والحي المقدوني وقرية الطفل ومكتبة الموروث ومستشفى سارة هوسمان – أول مستشفى ولادة في الشارقة منذ خمسينيات القرن الماضي .
وكانت لدى عشاق الفن والرسم والتشكيل فسحة من الوقت للتنقل بين خمسة معارض متنوعة هي معرض ذاكرة الشارقة وأماكن أخرى للفنان الألماني كريستوف ومعرض إضاءات عن التراث الثقافي في العالم العربي ومعرض حصاد التراث الذي يلقي الضوء على ما تم إنجازه من فعاليات في معهد الشارقة للتراث ومعرض كلية الفنون الجميلة وهو عبارة عن مجموعة من مشاريع طلبة جامعة الشارقة وجدارية تراثية لمجموعة من الفنانين تتضمن مجموعة من الأعمال التي تهدف إلى التعريف بالتراث والمساهمة في توثيقه وتقديمه للأجيال.
وللطفل حصته الوافية في الأيام فهو دوما يمتلك قرية في ساحة الأيام يتوافر فيها الألعاب التراثية وكل ما يساهم في الارتقاء بوعيه وتعريفه بالتراث واهميته ومكانته أما المقهى الثقافي في "البيت الغربي" فهو أحد أبرز عناوين أيام الشارقة التراثية ومكون هام وفاعل وحيوي في أيام الشارقة التراثية ومحطة بارزة يتم خلالها لقاء أصحاب الفكر والثقافة وعشاق التراث والجمهور حيث يبحر الجميع في رحلة في عوالم الثقافة والتراث.
ومن بين مفاجآت الأيام لهذا العام كانت مجلة الموروث الفصلية التي أطلقها معهد الشارقة للتراث وتعنى بشؤن التراث وتركز على التراث الإماراتي خصوصا والخليجي والعربي عموما كي تسد فراغا في المكتبة العربية بهذا الشأن والتطلع نحو العالمية بما يليق بها وبالتراث العربي ..وجاء انطلاق المجلة تزامنا مع عام القراءة واحتفاء باليوم العالمي للتراث الذي يصادف في الثامن عشر من إبريل كل عام.
وكان لمركز التواصل الاجتماعي حضور مهم في الأيام وشهد إقبالا يوميا كبيرا من الجمهور والزوار الذين كانوا يتفاعلون بشكل حيوي مع الأنشطة والمبادرات والأفكار التي يطرحها المركز وهو أحد العناوين البارزة التي يبحث عنها زوار وضيوف وعشاق هذه الحدث التراثي الكبير.
وكانت مقدونيا ضيف شرف الأيام لهذا العام وكان لها "حيها" الذي أدهش الجميع ولاقى استحسان زوار الأيام وكان يضم محلات لحرف تراثية مقدونية ومأكولات شعبية تشبه كثيرا المأكولات العربية وكان بإمكان زائر الحي أن يكتشف ويتعرف على الكثير من ملامح التراث المقدوني الغني والمتنوع سواء في مجال الحرف والمهن التراثية أو المأكولات الشعبية أو الفنون والرقصات التقليدية المقدونية التي تؤديها فرق مقدونية جاءت للشارقة خصيصا للمشاركة في فعاليات الأيام.
وقال عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث منذ اليوم الأول لافتتاح أيام الشارقة التراثية في نسختها الرابعة عشرة من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ونحن نعيش حالة خاصة من التفاعل مع كل حدث ومع كل خطوة في الأيام وتنقلنا خلال الأيام في مناطق ومدن وقرى عدة في الشارقة فكنا في ساحة التراث بقلب الشارقة وفي المنطقتين الشرقية والوسطى ترجمة لتوجيهات سموه في أن نكون حاضرين في كافة مناطق الشارقة نقدم كل ما هو إضافي وجديد من عناصر ومكونات التراث وفعاليات وأنشطة جديدة تلقى الترحيب والإعجاب والمتابعة من قبل كافة الزوار.
وأضاف لـ وام اننا نشعر بالاعتزاز والفخر لما تحقق طوال مسيرة الأيام منذ النسخة الأولى التي رأت النور عام 2003 ونعتقد أننا حققنا إنجازات مهمة على صعيد التعريف بالتراث على مستوى الإمارات وعلى المستوى العربي والمستوى العالمي والتفاعل معه وإن كل ما تحقق لم يكن له أن يرى النور أو يستمر لولا الدعم الكبير واللامحدود من قبل صاحب حاكم الشارقة الذي يتابع كافة التفاصيل بمنتهى الدقة والحرص.
وأكد المسلم أن للتراث أهمية كبرى في دولة الإمارات ويأتي في مقدمة الأولويات دائما فمنذ البدايات الأولى لتأسيس الدولة كان الاهتمام بالتراث يأتي في عمق البرمجة الثقافية كما أن الدعم المادي للتراث كان في ذروته دائما ..موضحا أنه ضمن المشاريع الثقافية الكبرى التي أطلقها حاكم الشارقة كان افتتاح معهد الشارقة للتراث كصرح ثقافي علمي كبير فالتراث يحتل مكانة متميزة عند ودوما هناك مبادرات وإسهامات من طرف في مجال التراث بصفة خاصة والثقافة بصفة عامة بالإضافة إلى الدعم اللامحدود والمتابعة الدقيقة والتفصيلية لعالم الثقافة والتراث والبحث عن كل ما يساهم في استمرار وديمومة تنميتها وتطورها وتميزها وأصبحت الأيام نموذجا يحتذى في تنظيم المهرجانات الثقافية الشعبية الكبرى.
ولفت إلى أن المعهد يسعى من خلال أيام الشارقة التراثية إلى التعرف على الموروث المادي والمعنوي بما يساهم في خلق جيل مرتكز في تطلعاته على الأصالة وعلى خبرات عريقة آخذا بعين الاعتبار أهمية وضرورة تعزيز فرص التواصل بين الأجيال.
من جهة أخرى كرم خميس بن سالم السويدي عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي مدير دائرة الضواحي والقرى المشاركين والمساهمين في إنجاح مشاركة دائرة الضواحي والقرى بحكومة الشارقة في فعاليات أيام الشارقة التراثية بمدينة الشارقة.
وأشار السويدي إلى النقلة النوعية في برامج الدائرة ورؤيتها في المشاركة بالايام التراثية من خلال إقامة ثلاثة بيوت من العريش ..الأول عريش متحف قدمه جاسم حميد آل علي نائب رئيس مجلس ضاحية مويلح ..والثاني عريش مجالس الضواحي ..والثالث العريش الشعبي والتي زخرت بالعشرات من الفعاليات اليومية التي قدمتها للزوار والجمهور وعرفت بدورهها في التراث.
وأوضح أهمية المشاركة في الايام التراثية والتي تمثل امتدادا لحرص دائرة شؤون الضواحي والقرى من خلال مجالسها إلى التواجد في مختلف الفعاليات الوطنية والتي تتلاقى وأهدافها في تعزيز وتحقيق الترابط الاجتماعي بين المواطنين من القاطنين في مختلف الاحياء من خلال دعوتهم للمشاركة في الفعاليات التراثية والتي تعزز من تلك الروابط والاواصر المجتمعية.
من جانبه أعرب الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي عن سعادته بالتواجد اللافت والمميز للدائرة في الفعاليات التراثية والتي لاقت النجاح الكبير واللافت لاسيما ان انشطة دائرة شؤون الضواحي والقرى تتواصل على مدار العام.
وقال الشيخ ماجد اننا قدمنا خلال أيام الشارقة التراثية في مدينة الشارقة ألعابا شعبية وأعددنا الوجبات التراثية والضيافة المحلية بجانب الفلكلور الاماراتي التليد وإتاحة اللقاء بين الاسر والتزاور والمشاركة في المسابقات التي تقدم يوميا وتتناول التراث للجمهور والاطفال مع الهدايا القيمة إضافة الى المتحف والسينما وغيرها من الفعاليات المتجددة التي تقدمها الضواحي يوميا للجمهور.