ميونيخ "المسلة"… تنتهي فعاليات مهرجان ميونيخ السياحي السنوي مساء اليوم السادس والعشرين من شباط/فبراير، بعد إفتتاح استمر لمدة 4 أيام، شاركت فيه 50 دولة، مثلت كل قارات العالم المختلفة، وقدمت عروضًا لأكثر من 1200 عارض سياحي، يمثلون كل الأوجه المختلفة للسياحة في تلك الدول.
صلاح سليمان من ميونيخ: 30 ألف متر مربع هي مساحة المعرض، إفترشتها بالكامل كل أجنحة الدول المختلفة، حيث تبارت في ما بينها لتقديم كل جديد ومتنوع في عالم صناعة السياحة العالمية، أمام أكثر من مئة وخمسة وخمسين ألف زائر من كل دول العالم، حرصوا على مشاهدة أجنحة المعرض المختلفة حتى الآن.
يأخذك التجول بين أقسام وأجنحة المعرض والممتدة على كل تلك المساحة إلى عالم السفر والسياحة الخلاب والساحر، فالعالم كله من مشرقه إلى مغربه.. ومن شماله إلى جنوبه، يحرص علي تقديم كل الجديد في عالم السياحة طمعًا في جذب السياح الألمان إلى بلادهم، حيث يعرف عنهم أنهم رواد السياحة في العالم.
كل الأجنحة تبارت في ما بينها على تقديم كل جديد وأنيق ورائع، فالحرص كبير على جذب الزوار، من خلال تقديم بلادهم بأشكال مبتكرة ومغرية ومميزة، كالرقصات الشعبية، وتنظيم المسابقات، وتوزيع الهدايا بغرض الفوز بأكبر نصيب من السيّاح، خاصة أن هذا المعرض معروف بكثرة التعاقدات السياحية ومبيعات الأجهزة والأدوات التي لها علاقة بالسياحة بمختلف أنواعها، كالسياحة العلاجية والبيئية وغيرها، ففي كل عام يقوم أكثر من ستة وسبعين ألف زائر بإجراء الحجز والتعاقد على رحلاتهم الآتية من خلال هذا المعرض، حيث تتراوح أسعار الرحلات ما بين سبعة إلى 13 ألف يورو.
المعرض يهتم أيضًا بتنطيم رحلات السياحة العائلية، من خلال المخيمات وسيارات الكرافان المتحركة ورحلات الريف، التي تعجب الصغار كثيرًا وهناك أكثر من 30 مليون رحلة عائلية تتم في ألمانيا وحدها في العام الواحد.
من الدول العربية التي شاركت في معرض هذا العام تونس ومصر والمغرب وبعض الشركات السياحية الخاصة الألمانية أو العربية المتخصصة في تنظيم السياحة الألمانية إلى المناطق العربية، كالأردن وسلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة.
في هذا السياق، حرصت الأجنحة العربية على إبراز الجانب الثقافي، المتمثل في الفلكلور الشعبي الراقص، وفي تقديم الشاي والقهوة العربية إلى الزائرين، كذلك تقديم الهدايا، التي تحمل صوراً لأشهر الأماكن السياحية فيها، فعرضت تونس مثلاً نموذجًا للبازارات التونسية الشهيرة، التي يعرض فيها الكثير من الأعمال الحرفية واليدوية التي تشتهر بها البلاد.
تجد البلدان العربية المطلة على حوض البحر المتوسط، مثل تونس ومصر والمغرب، تجد إهتمامًا كبيرًا بها في المعرض. فهي موجودة بقوة على خريطة السائح الألماني، لاسيما هنا في بافاريا، فالتقديرات تشير إلى أن غالبية السيّاح الألمان يتجهون نحو شواطئ الضفة الأخرى من الأطلسي بالنظر إلى قرب المسافة ومساحة الشواطئ الممتدة في الشمال الأفريقي، فتونس تمتد شواطئها إلى نحو 1300 كيلو مترًا، ومصر لديها 2600 كيلو مترًا ممتدة على شواطئ الأطلسي والبحر الأحمر.
آلاف السيّاح من إقليم بافاريا يتجهون هم أيضاً إلى شواطئ المتوسط سنويًا، لكن ثمة صعوبة تواجه السياحة في تلك الدول في الوقت الحالي بعد ربيع الثورات العربية، حيث إن حالة عدم الإستقرار لا تشجّع على السياحة في تلك البلدان في الوقت الحالي.
يقول بيتر كوبلا الواقف أمام الجناح المصري إنه يحب مصر كثيرًا، لكنه غير مستعد للمخاطرة بحياته في ظل ما يسمعه عن عدم الاستقرار في هذا البلد، وهو بانتظار أن تهدأ الأوضاع حتى يعود إليها مرة أخرى، حيث اعتاد على زيارة شواطئ البحر الأحمر.
في معرض هذا العام، كان هناك اهتمام كبير بالسياحة البيئية أو ما يطلق عليها السياحة "البيو" أو الإيكو، حيث يذهب السيّاح إلى مناطق بيئية طبيعية شديدة النظافة، كل شيء فيها طبيعي ونقي وخال من الملوثات، وتكثر هذه السياحة في مناطق بعينها تقع في جبال الألب وفي دول وسط أوروبا، كالنمسا وسويسرا وألمانيا.
دولة سلوفانيا تم اختيارها الدولة المضيفة لعام 2012، فهي الأخرى قامت بتقديم عروض مغرية لسياحة الإيكو أو البيو، حيث دعت إلى زيارة الحديقة الدولية "تريجلاف" ذات السمعة العالمية، والتي تقع في وسط جبال الألب فيها، من أجل سياحة المشي وزيارة الجبال.
السياحة الرياضية وسياحة القوارب والكرفانات والمخيمات حظيت هي الأخرى بنصيب كبير من اهتمامات الزوار، إذ قدمت 50 شركة من شركات الدراجات عروضها لكل أنواع الدراجات التي يستخدمها السيّاح والمغامرون.
المصدر: إيلاف – صلاح سليمان