بقلم : خالد صلاح عطية … على مدى الاعوام العشر الماضية واجه قطاع الطيران المدنى العديد من التحديات نجح القطاع والقائمون عليها والعاملون به فى تخطيها والوصول بالقطاع الى بر الامان … ففى مطلع القرن الجديد كانت هناك العديد من التحديات تواجه هذا القطاع الهام تتمثل فى مطارات تحتاج الى اعادة تطوير لتواكب مستقبل الصناعة وتستوعب حجم الحركة القادمة الى البلاد الى جانب اسطول مصر للطيران الذى كان يحتاج الى تطوير من خلال عمليات احلال وتجديد الطائرات وزيادة عدد الطائرات لتتمكن من الحصول على نصيب عادل من حجم الحركة فى ظل منافسة شرسة من العديد من شركات الطيران التى ولدت عملاقة بالمنطقة من خلال التمويل غير المحدود من قبل الحكومات لتستحوذعلى اكبر قدر ممكن من حجم حركة الركاب ..
وبالتخطيط الجديد وتضافر الجهود والعقول والسواعد المصرية استطاع القائمون على هذا القطاع على قدمين ثابتتين ، وان يحقق معدل متميز وانضمت مصر للطيران الى تحالف ستار وساهمت المطارات المصرية بعد تطويرها ، خاصة مطارات المدن السياحية " شرم الشيخ والغردقة والاقصر وأسوان" فى استقبال الاعداد المتزايدة من السائحين والتى ارتفعت من 4 ملايين سائح تقريباً عام 2004 لتصل الى نحو 15 مليون سائح عام 2010 …
والان يواجه هذا القطاع تحدياً من نوع اخر خاصة وهو يتعرض الى خسائر يومية نتيجة لانخفاض حجم الحركة فى مختلف المطارات المصرية نظراً للاحداث اليومية التى تشهدها البلاد منذ العام الماضى مع نجاح الثورة فى انهاء نظام الحكم الذى استمر 30 عاماً وكان يسعى لتوريث الحكم لولا الثورة المجيدة التى قضت على مشروع التوريث ..
واذا كانت الثورة قد زرعت فينا الامل فى ان الغد افضل من الماضى والحاضر فعلينا جميعاً ان نضع صالح مصر وصالح اولادنا وصالحنا جميعاً امام اعيننا ونبدأ من جديد فى بناء مصر الجديدة التى حلمنا بها جميعاً لتصل الى العالمية فنحن شعب مصر صاحب اقدم حضارة فى التاريخ يجب ان نعمل لنصل فى القريب الى مصاف العديد من الدول التى تمكنت بسواعد ابنائها من الوصول للمكانة التى تليق بها، فلسنا اقل من ماليزيا أو النمور الاسيوية ، فنحن نمتلك الكثير من العقول المتميزة التى يمكنها ان تنير لنا الطريق لنعبر الى المستقبل ، ولكن علينا أن نتحمل قليلاً ونبتعد عن سياسة التخوين التى ان استسلمنا لها ستقضى على الاخضر واليابس ..
علينا الا نفعل كالدب الذى قتل صاحبه ، فمن منا لايريد زيادة موارده المالية ومن منا لايحلم بأن يجد الرعاية الطبية المناسبة عند المرض والكثير من سبل العيش الكريم ، ولكن علينا جميعاً ان نعمل حالياً على ان نزيل أثار الفترة الماضية التى علمتنا البلادة والكسل ونشمر عن سواعدنا ونبدا العمل بدستور حياة جديدة نضع نصب اعيننا المصلحة العليا للوطن وكيف ننهض به ونقف بالعلم والتقدم فى وجه الاعداء والمتربصين بالوطن ، ولننزع جميعاً أثار الماضى من قلوبنا ونبدأ بالعمل وفق ورقة عمل جديدة يكون أول بنودها حب الوطن ، فليحب كل منا عمله مثل حبه لابنائه ، واذا كانت الفترة الماضية قد شهدت العديد من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات فانه يجب على الجميع الكف عن ذلك فورا ويكفى عام مضى ولايجب علينا ان نترك عااما جديداً يمر من بين ايدينا دون ان نحقق فيه ولو جزءاً صغير من حلمنا الكبير فالنبدأ جميعاً فى وضع دستورعمل جديد لبناء مصر الجديدة التى حلمنا بها جميعاً .