بغداد "المسلة" … أتفق رئيس لجنة التعاون الثقافي والتعليمي في اتفاقية الإطار الإستراتيجي العراقية الأميركية علي الأديب، مع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون التعليم والثقافة آن ستوك، على تكثيف الجهود المشتركة بين البلدين للحفاظ على التراث الآثاري العراقي ومنها موقع بابل الأثري، فضلا عن الاتفاق على زيادة الفرص المتاحة للطلبة العراقيين للدراسة في الجامعات الأميركية وتفعيل برنامج زمالات فولبرايت وبرنامج القادة الزائرين الدوليين الذي يتضمن إرسال مئات الأساتذة والطلبة والشباب والحرفيين سنويا إلى الولايات المتحدة الأميركية.
جاء هذا خلال الاجتماع الذي عقدته اليوم في العاصمة الأميركية واشنطن، اللجنة المشتركة لتنسيق التعاون الثقافي والتعليمي في اتفاقية الإطار الاستراتيجي العراقية الأميركية، برئاسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الاديب، ومساعدة وزيرة الخارجية الأميركية، وهو الاجتماع الثاني الذي تعقده اللجنة لتفعيل بنود الاتفاقية التي تنظم العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين، بحسب مدير اعلام وزارة التعليم قاسم محمد جبار.
وقال جبار ان الاجتماع ناقش ما تم انجازه منذ الاجتماع الاول الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد في اذار من العام الماضي، وكيفية تفعيل كل البنود التي تضمنتها اتفاقية الإطار الاستراتيجي والمتعلقة بعمل ست وزارات يرأس الأديب لجنتها العليا هي كل من وزارة التعليم العالي ووزارة التربية ووزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة ووزارة العلوم والتكنولوجيا ووزارة السياحة والآثار.
وأضاف جبار ان المباحثات التي حضرها عن الجانب العراقي وزير التعليم العالي والسفير العراقي في واشنطن جابر حبيب جابر والمستشار الثقافي عبد الهادي الخليلي وعدد من مسؤولي وزارة التعليم العالي، وعن الجانب الامريكي مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية وتسعة من كبار مسؤولي وزارة الخارجية، اسفرت عن وضع خارطة طريق للتعاون الثقافي والتعليمي بين العراق والولايات المتحدة، تضمنها بيان صدر في ختام المباحثات.
وجاء في البيان المشترك الذي صدر عقب المباحثات، أن الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية العراقية ملتزمتان بتوسيع وتعزيز الشراكة في مجالات التعاون التعليمي والثقافي. وطبقا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق للعام ( 2008) فإن اجتماع اليوم هو ثاني اجتماع للجنة المشتركة لتنسيق التعاون التعليمي و الثقافي التي عقدت آخر اجتماع لها في آذارمارس 2011 في بغداد. وقد واصل الطرفان منذ ذلك الحين توسيع جهودنا المشتركة في مجالات التعليم العالي والتعليم الابتدائي والثانوي والتراث الثقافي والمبادرات الشبابية والرياضية.
و اشترك في رئاسة الاجتماع الأخير للجنة التنسيق التعاون الثقافي والتعليمي، وفقا للبيان، كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب، ومساعدة وزيرة الخارجية لشؤون التعليم والثقافة آن ستوك، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على التنسيق البناء لتعزيز جهود الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق من خلال التبادل الأكاديمي والثقافي والجهود المشتركة للحفاظ على تراث العراق الأثري الفريد.
وتابع البيان، بالإشارة الى الجهود الهامة والفرص المتاحة لابتعاث الطلبة العراقيين للتحصيل العلمي في الدراسات العليا في الولايات المتحدة، يؤكد الجانبان أهمية تزايد الروابط الأكاديمية والتبادلات بين الولايات المتحدة والعراق كعنصر هام في قيام علاقة ثنائية متينة مثمرة، وأكدا أيضا التزامهما بتعزيز الروابط بين الشعبين العراق والأميركي من خلال التبادل والحوار المهني والتعليمي والثقافي.
وذكر البيان أن الطرفين لاحظا بارتياح أن الروابط بين الشعبين الأميركي والعراقي مستمرة في زيادة متانتها، مبينا أن برنامج زمالات فولبرايت وبرنامج القادة الزائرين الدوليين يعملان على إحضار مئات الأساتذة والطلبة والشباب والحرفيين الى الولايات المتحدة في كل سنة. وقد تم تكوين روابط مع سبع جامعات تعمل بنشاط في سبيل تعزيز التعاون الأكاديمي.
وأضاف أن فرص تعلم اللغة الانجليزية في العراق تشهد تزايدا مطردا مع إنشاء فرع لمنظمة معلمي الانجليزية لغير الناطقين بها ، مما يشكل معلما تاريخيا هاما. كما تستمر الجهود الحيوية للحفاظ على موقع بابل القديم وذلك من خلال منحة أميركية كبيرة لصندوق المعالم العالمية، علاوة على الدعم لمساندة البرامج التعليمية في المعهد العراقي للحفاظ على التراث الأثري وإحضار مجموعة من الطلاب الخريجين العراقيين إلى واشنطن العاصمة في صيف 2012.
ووافق الجانب الأمريكي، بحسب البيان، على زيادة نشاطات إرشاد وتوجيه الطلبة بما فيها المعارض الجامعية للتعليم في أمريكا (اديوكيشن يو اس ايه) (EducationUSA)، وتدعم هذه المعارض هدف الحكومة العراقية لرفع نسبة الطلبة العراقيين الذين يدرسون في الكليات والجامعات الأمريكية الى 25% على الأقل.
وشدد الوفدان، وفقا للبيان، على أهمية المشاورات الجارية والمعلومات المتبادلة على كل المستويات، وتعهدا بعقد اجتماع للجنة تنسيق التعاون مرة أخرى هذا العام من اجل تقييم التقدم الذي يتم إحرازه في تحقيق أولوياتها المشتركة.
وكان وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب بدأ زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في اجتماعات اتفاقية الإطار الإستراتيجي العراقية الأمريكية، فضلا عن المشاركة في مؤتمر الجامعات العراقية والأميركية الذي سيناقش برنامج الابتعاث الحكومي والفرص التدريبية والدراسية للطلبة العراقيين وإبرام مذكرات التوأمة بين المؤسسات التعليمية العراقية والأميركية.
وستتضمن الزيارة بحسب ما أفاد به مدير إعلام الوزارة قاسم محمد جبار، مباحثات يجريها وزير التعليم العالي مع وزارة الخارجية الأميركية حول ما توصل اليه الجانبان في اجتماع اللجنة التنسيقية العليا لتنفيذ بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين العراق والولايات المتحدة والتي تنسق العراقي الاميركي التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وإبرام مذكرات التوأمة بين المؤسسات الاجتماعية والأكاديمية العراقية والأميركية، فضلا عن تشجيع برامج التبادل الشبابي والدراسي.
المصدر: إيبا