بغداد "المسلة"…. حذرت مجلة امريكية من الصعوبات التي تعترض قطاع السياحة في العراق واصفة مهمة وزارة السياحة والاثار بالمهمة الصعبة والمعقدة . ونقلت مجلة الاتلانتك الاميركية التحديات التي تواجه السياحة في العراق على لسان وزير السياحة لواء سميسم وهو طبيب أسنان سابق، بقوله ان "السياحة معقدة في العراق وهناك العديد والعديد من التحديات امامها".
يذكر ان العديد من الفنادق في العراق لم يتم تجديدها منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والطرق السريعة مليئة بالحفر ومحطمة، وزيارة المتاحف والمواقع التاريخية تتطلب حراسة مسلحة، فبطاقات الائتمان غير مجدية عمليا في العراق، ويتوجب على الزوار حمل كميات كبيرة من السيولة النقدية معهم بشكل غير مريح.
وتقول المجلة ان سميسم يعمل حول هذه القيود من خلال حث السياح المحتملين للتركيز على الحضارة العراقية التي تمتد لآلاف السنين وليس على "الصعوبات الاخيرة". واشار الى ان العراق بلد المقدسات المركزي للديانات الثلاث الرئيسية في العالم، بما في ذلك مسقط رأس إبراهيم في مدينة أور، ومرقد النبي يونان (المعروف للمسلمين الذين يزورونه باسمه العربي، يونس) في مدينة الموصل الشمالية، وهناك بعض أقدم الكنائس في العالم المستمرة و الأديرة. وقال سميسم ان العراق، مع تاريخ جميع الحضارات فيه ، فإنه لا يحتاج الى إعلانات للسياحة" ، مشيرا إلى نماذج مصغرة في مكتبه، من الزقورة في سامراء وهي واحدة من المعالم المشهورة ، واضاف "كل العالم يعرف تاريخ العراق".
ويعلق سميسم ايضا آماله على البصرة، المدينة الغنية بالنفط جنوب بغداد، وكان قد قال للمجلة في عام 2009 انه يعول على استضافة كأس الخليج في 2013، وهي بطولة بكرة القدم تحظى بشعبية كبيرة هناك . وفي رحلة لاحقة الى المحافظة، قال كاتب الموضوع يوشي دريزن "رأيت رافعات البناء الصفر تطفو على هيكل لملعب لكرة القدم الذي يضم 65000 مقعد يجري بناؤه لاستضافة البطولة. وتباهى مسؤولون محليون بانهم يتوقعون الكثير من الزوار بحيث أنهم كانوا يخططون لارساء السفن السياحية على طول الممر المائي الرئيسي في البصرة لاستضافة هذا التدفق.
وقالت المجلة الامريكية انه خلال مقابلة في أواخر عام 2004، مع أحمد الجبوري، مدير السياحة في العراق في ذلك الوقت، قال بشكل قاطع ان العراق كان خطرا جدا بالنسبة للزوار الاجانب. "أنا أفهم كل شيء عن الرغبة في المغامرة ، ولكن العراق يمكن أن يكون رحلة في اتجاه واحد"، "هذا ليس مكانا للسياح".لكن سميسم، نفى مخاوف تتعلق بالسلامة وقال "هذا ليس عام 2004، أو حتى 2010 ".
ويمكن أن يشير إلى بعض النجاحات التي تحققت مؤخرا. فالوزارة تساعد سيلا من شركات القطاع الخاص في بناء 70 فندقا جديدا في المدن الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء، التي تجذب أعدادا كبيرة من الزوار. وكانت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي قد انفقت أيضا 50 مليون دولار لاعادة تأهيل ثلاثة من اكبر الفنادق في العاصمة بغداد هي، فلسطين وعشتار شيراتون وفندق بغداد مع خطة بـ 195 مليون دولار لتجميل مساحات واسعة من المدينة استعدادا لقمة الجامعة العربية التي كان من المقرر عقدها في شهر ايار/مايو الماضي والتي اجلت الى اذار/مارس المقبل. وبدات الوزارة بطبع نشرتها الاولى عن السياحة في عام 2011، وبدأت بإرسال نسخ بالالاف من الكتيب المكون من أربع صفحات الى وكالات السفر في المنطقة. فيما يخطط مسؤولون لشراء كميات متزايدة من الإعلانات المطبوعة في الصحف الناطقة باللغة العربية والمجلات الرئيسية في وقت لاحق من هذا العام.
وتعتقد المجلة انه في بعض النواحي، فإن هذه الجهود يبدو أنها بدأت تؤتي ثمارها. حيث ان عدد السياح الذين يزورون العراق بدأ يشهد نموا سريعا. ويقدر سميسم أن 1.5 مليون شخص زاروا البلاد العام الماضي، بزيادة من 1.25 مليون في عام 2009 و 266000 شخص فقط في عام 2006. وقال انه يأمل في كسر حاجز المليوني زائر.
والغربيون لا يزالون الى حد كبير يتجنبون زيارة العراق؛ وتقدر الوزارة أن أقل من 200 سائح من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ودول غربية أخرى سوف يزورون العراق العام الحالي.
على صعيد متصل تستشهد المجلة بتفاؤل جيف هان وهو بريطاني يملك شركة للسفر تقدم جولات في العراق تبدأ من بغداد الى قصور صدام في تكريت إلى الدير القديم مار متي في شمال العراق وبرج الملوية في سامراء.
وتنقل عنه قوله "لقد كان العراق مكونا لثقافة العالم وكذلك أخبار العالم منذ آلاف السنين، وهذا ما يجذب الناس اليه وسوف يظلون كذلك دوما". وأضاف أن عام 2011 كان أفضل عام للسياحة منذ بدء الحرب، وأن عام 2012 بدأت الحجوزات تبدو فيه اكثر من العام السابق".
ويأمل سميسم كما تسرد المجلة، في جذب المزيد من السياح الغربيين عن طريق إرسال المعرض الجوال للآثار العراقية إلى المدن في أوروبا وأمريكا وهو المشروع محكوم بالبيروقراطية والميزانية.
المصدر: المدى العراقية