Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الصينيون يودعون عام “الأرنب” لاستقبال عيد الربيع غداً

وسط ترقب لتجاوز مشاكلهم ومحنهم، وهواجس الأرواح الشريرة والاستعداد لنهاية العالم


بكين "المسلة"  …. يحتفل الصينيون طبقا لمعتقداتهم بالعام التقليدي الجديد بعد غد "الأثنين"، حيث يودعون عام "الارنب" ويستقبلون عام "التنين المائي"، وأيضا يطلقون على هذه الفترة كل عام "عيد الربيع"، ويعد العام الجديد بالنسبة للصينيين، عام الرخاء والنجاة، والقادر على إزالة غبار الركود الاقتصادي وغلاء الأسعار التى خلفها "الأرنب"، لاستقبال "التنين"، الشجاع الواثق بنفسه والذى يعتقدون فى قدرته على تجاوز المحن وحل المشكلات والنجاة من المهالك.

وعيد رأس السنة الصينية الجديدة، أو رأس السنة القمرية أو عيد الربيع الصيني، له مكانة خاصة لدى الصينيين فهو يعد تقليد احتفالي يعود تاريخه إلى نحو ثلاثة آلاف سنة، وهناك من يقول إنه بدأ في عهد أسرة هان (206 ق.م حتى 220 م )، وهو أحد أهم المناسبات الاحتفالية التقليدية وأكبرها في الصين، وفي عدة دول آسيوية أخرى، مثل الكوريتين الشمالية والجنوبية، وميانمار وتايلاند، ولاوس. ويسمى أيضا بعيد لم الشمل، حيث يلتقي أفراد العائلة بعد فراق قد يمتد لسنة أو أكثر، بسبب ظروف العمل وبعد المسافات .

وخلال الأيام الأولى من العام 2012 وحتى يوم العيد الذى يوافق يوم بعد غد "الأثنين" 23 يناير الجاري، تشهد محطات القطار والمطارات والحافلات تدفق مئات الملايين من العمال وأبناء الفلاحين وطلاب الجامعات فيما يوصف بأكبر "هجرة داخلية" في العالم، يتوقع خلالها أن تقوم خلالها هذه المواصلات العامة مجتمعة داخل الصين بنقل حوالى 3 مليارات مسافر ذهابا وعودة، خلال فترة ذروة الموسم التى تبلغ 40 يوما، حيث أن بعض العمال والطلبة الفقراء يقومون بالسفر أكثر من يومين مستقلين القطار ثم حافلة ثم قطار آخر للوصول من العاصمة بكين لبلدتهم النائية عابرين الآف الكيلومترات بعرض دولة الصين، وبذلك يمكن للشخص الواحد شراء 3 تذاكر للذهاب و3 للعودة وبذلك يكون قد نفذ الفرد الواحد 6 رحلات .

من جانبه يقول هو يا دونغ نائب وزير سكك الحديد الصينية إن حجم الدخول اليومي على الموقع الوحيد في الصين لحجز تذاكر القطارات، كان أكثر من مليار مرة، ليصبح أكثر المواقع ازدحاما في العالم ، قبل 7 أيام من موسم ذروة السفر السنوي لعيد الربيع، مشيرا إلى أن الموسم الذي يطلق عليه موسم "تشونيون" في الصين شهد حجز للتذاكر عبر الانترنت أو الهواتف بلغ ملايين التذاكر كل يوم، هذا غير مئات الملايين من المواطنين الصينيين الذين يصطفوا كل يوم في الشتاء البارد لمدة طويلة أمام شبابيك التذاكر في محطات القطارات والحافلات في كافة المدن الصينة لشراء التذاكر للعودة إلى مسقط رؤوسهم وقضاء عيد الربيع مع باقى أفراد أسرتهم.

ووفقا للأبراج الصينية، فإن 2012 أو عام "التنين الأسود المائي" الذي يبدأ يوم 23 يناير، له طابع خاص، فالتنين، هو الحيوان الوحيد الخرافي الممثل في الأبراج الصينية, فالبقية حيوانات حقيقية، ويتصف مولود هذا العام بطبع الودود والحساس، والصدق والشجاعة، ويتوافق مع مواليد أبراج "الفأر، والافعى، والديك، والقرد، حيث يرمز التنين للسلطة فى الإمبراطورية الصينية القديمة، كما يرمز اللون الأسود إلى الطاقة القوية والإعتدال، أما العنصر المائي الملازم للتنين الأسود هذه السنة، فهو عبارة عن تغييرات ديناميكية وحركة لها طابع غامض، فيما يقول خبراء صينيون في علم النفس، عبر مقالات نشرت بالصحف الصينية المحلية، إن الإتجاه السائد في عام التنين سيكون حل النزاعات والخصومات للشعب الصيني، وإنهاء مشاكل الملاك والقضايا بالمحاكم، مشيرين إلى أن سنة "الأرنب" كانت حبلى بالمفاجآت وستكون سنة التنين 2012 هي عام ضبط هذه المفاجآت وحلها.

ورغم هذا التفاؤل الذى يشوب عام التنين، يعتقد الكثير من المواطنين الصينيين البسطاء أن عام 2012، أو "تنين هذا العام" هو التنين الذي ستاتي معه (نهاية العالم)، فطبقا للآحداث التى رصدها فيلم أمريكي بعنوان "2012" وتنبأ خلالها بنهاية العالم، وبأنه لا نجاة لسكان الأرض سوى ما أطلق عليه داخل أحداث الفيلم "سفينة نوح"، التى شيدتها الصين في منطقة التبت، والتي تبلغ سعر تذكرتها بالفيلم 10 ملايين يورو، فإن بعض المستغلين للفرصة، كرسوا هذه الخرافة والاعتقاد، وقاموا بطبع وبيع تذاكر لهذه السفينة الوهمية على مواقع التسوق الالكتروني الصينية وفى الاسواق والمحال فى بعض الاقاليم الصينية بسعر 5 يوانات للتذكرة والتي سرعان ما تحول اقتناؤها أو إهداؤها إلى ظاهرة شعبية بين الصينيين.

وطبقا لموقع (تاو باو) وهو أحد أكبر مراكز التسوق الالكتروني في الصين، أنه تم بيع عشرات الآلاف من هذه التذكرة خلال أيام معدودة فة بداية العام الحالى، ولزيادة تكريس فرضية الخرافة، حرص بائعي هذه التذاكر على أن يطبع على التذكر نفس المعلومات الواردة في الفيلم حول مكان وزمان المغادرة التى ستنطلق منها السفينة وشكل السفينة والتنويه على مكان المقاعد وغيرها، إضافة للختم الدولى لضمان ان التذكرة لسيت مزيفة، فيما يتم مع التذاكر بيع معدات الإنقاذ كمواد الاسعافات الأولية واسعافات الزلازل وحبال الانقاذ والمستلزمات الطبية وسكاكين الرحالة التي صنعت جميعها خصيصا لهذه لاستقبال نهاية العالم" .

وخلال فترة العيد المليئة بأزهى ألوان المهرجانات والاحتفالات، يتمتع الصينيون، وكل من يعمل أو يعيش معهم، بعطلة تمتد لسبعة أيام، تتنوع خلالها الأجواء الاحتفالية والمرح وتناول أطيب أصناف الطعام والشراب وتبادل الهدايا بكل أنواعها الكبيرة والصغيرة، التي تتنوع بين السيارات الفاخرة إلى المجوهرات الثمينة والساعات ذات العلامات المميزة والبدلات الفاخرة من أشهر دور الأزياء العالمية والمحلية، حيث تشهد المتاجر والمحال خلال فترة العيد، أعلى نسبة مبيعات طوال العام، حيث يعمل الجميع بلا استثناء، أغنياء كانوا أم فقراء، في الريف أو في المدينة، على تهيئة الأجواء الاحتفالية الملائمة من التزين وأقتناء كافة الأشياء التى من شأنها إدخال البهجة والسعادة في قلوب جميع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء في هذه المناسبة التي تأتي مرة بالسنة .

ورغم أن الاحتفالات الرسمية تستمر أسبوعا، إلا ان الصينيون فعليا يحتفلون لفترة شهر على الأقل، تمتد من فترة الاستعداد إلى الاحتفال الحقيقي الذي يبدأ من اليوم الأول لظهور هلال الشهر الأول إلى أن يصبح بدرا في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول للسنة الجديدة، وعندها يبدأ مهرجان مهم آخر يمثل نهاية عيد الربيع، وهو عيد الفوانيس ( يوان شياو)، حيث تعلق الفوانيس الحمراء الزاهية بأحجام مختلفة أمام المنازل أو المحلات التجارية أو الساحات العامة، حيث تتلألأ أنوارها وألوانها، أو يحملها الصغار ويتجولون بها في مسيرات احتفالية بهيجة.

وتعود جذور هذه المعتقدات الاحتفالية لدى الصينيين الى آلاف السنين، حيث يعتقد أن وحشا يدعى ( نيان) والذي يرمز للعام الجديد، كان يهاجم الناس في رأس السنة الجديدة ويلتهمهم، ومن أجل طرد ذلك الوحش الشرير، وإبقائه بعيدا عن الناس في تلك الليلة والليالي القادمة والعام الجديد كله، كان القدماء يكتبون وينشرون أوراقا حمراء اللون بحروف ذهبية أو ملونة تحمل عبارات الخير والتفاؤل والأمل، ويعلقون الفوانيس والمصابيح الحمراء المنيرة، ويطلقون الألعاب النارية لإحداث أصوات عالية ترهب ذلك الوحش الذي قيل إنه يخشى النور والألوان الزاهية، خاصة الأحمر، لذا يحرص جميع الصينيين على ارتداء الملابس الحمراء ليلة العيد، ويطلقون الالعاب النارية بكثافة لطرد الارواح الشريرة وطرد الشر الذي يحمله (نيان) أو العام الجديد.

وتشهد محال الألعاب النارية والمفرقعات، رواجا غير عادي فى هذه الفترة من العام، حيث تصل قيمة مبيعات المفرقعات والألعاب النارية ذات الأصوات العالية جداً والأشكال والألوان الزاهية إلى نحو 100 مليار يوان ( 16 مليار دولار) خلال فترة الاحتفال بالعيد، كما أن من بين العادات هي مأدبة لم شمل العائلة عشية رأس السنة، ففي ذلك المساء، يجتمع أفراد العائلة، المقيمون فيها أو البعيدون عنها، ومهما كانت أسباب الابتعاد للعمل أو للدراسة أو الزواج في أماكن أخرى، يلتقون جميعا على مأدبة واحدة ويكون عشاء تلك الأمسية كبيرا ومنوعا ووفيرا، يتضمن اللحوم البيضاء والحمراء بأنواعها، ومختلف أنواع الحساء والخضر والفواكه، حيث يفضل الصينيون أن يكون السمك بين أطباق ليلة رأس السنة، وأن يكون وفيرا حتى تبقى منه فضلات أو "يوى"، حيث أن بواقى الطعام خلال هذا اليوم تعد بشير خير، وتعني زيادة مالية تقي المرء من الحاجة.

وخلال اليوم الثاني لعطلة رأس السنة الجديدة بعيد الربيع فيخصص هذا اليوم عادة لزيارة عائلة الزوجة بالنسبة للمتزوجين، وهناك وليمة كبيرة يتم تحضيرها في هذا اليوم، وعليه فأن هناك بعض المحظورات المرتبطة في هذه المناسبة فى العادات الصينية، وهي أنه يجب على المرأة عدم مغادرة بيتها في اليوم الأول للسنة الجديدة، كونها مشغولة بإعداد الطعام والحاجيات الأخرى، وإلا سيحالف الأسرة سوء الطالع طوال السنة، كما يتعين على الفتاة المتزوجة عدم زيارة منزل والديها في ذلك اليوم، لأنها أصبحت عضوا في عائلة جديدة، كم أن تنظيف وكنس المنزل خلال اليوم الأول للسنة الجديدة يعد عادة غير مرغوبة أيضا، لأنها تعني كنس الرزق خلال العام الجديد، لذلك يسارع الصينيون إلى التنظيف قبل فترة ملائمة من قدوم السنة الجديدة.

ويحرص الصينيون خلال هذا اليوم على عدم كسر أى شىء من أدوات المنزل كالأواني وأدوات المعيشة، أو زيارة المستشفيات إلا في الحالات الطارئة، والا تصاب الاسرة بسوء الحظ طوال العام، فيما يتم تزيين أبواب المنازل والمحلات، بلافتات ورقية حمراء عليها كلمات مكتوبة بالحبر الأسود أو الذهبي، تتضمن شعر تقليدي يعبر عن التمنيات الطيبة والتبريكات للعام الجديد، وتبقى معلقة لشهرين على الأقل، ومنهم من يبقيها طوال السنة ولا يحبذ رفعها .

وهناك أيضا من الصينيين من يزين المنازل بالرسوم الصينية التقليدية، وغالبا ما تكون "لإله الأبواب"، الذي يعتقد أنه يطرد الأشباح والأرواح الشريرة، إضافة لرسومات للأزهار ونباتات الخضرة والشرائط الضوئية الملونة، يعقبها المظاهر الاحتفالية المسماه بمهرجان المعبد، حيث تقام فيه فعاليات احتفالية كثيرة، أبرزها تمثيل مشاهد من رواية صينية كلاسيكية مشهورة بعنوان ( حلم القصور الحمراء)، أما الصينيون المسلمون الذين يقطنون مناطق نينغشيا وغيرها، فيحرصون على هذه التقاليد العريقة لدى القدماء ويضيفون لها نشاطات ملائمة لهم مثل شراء اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية، أو ذبح أضحية، إضافة للعادات والتقاليد الاخرى الخاصة بمناطقهم من مظاهر احتفالية واغتيات تقليدية وارتداء الالوان المبهجة.

وعلى ذلك فإن كل عام بالنسبة للشعب الصيني يرمز لحيوان معين، ولكن حيوان صفاته السيئة والاخرى الطيبة، وهناك أعوام تسود خلالها التشاؤم،  تقام بها الصفقات الكبرى أو المشاريع المصيرية وأخرى للتفاؤل والحظ ويكثر فيها الاستثمارات وايضا مشاريع الزواج، كعام التنين الذى يفضل خلاله الشباب الزواج، حيث يعتبر الصينيون أنفسهم "أحفاد التنين" فإنهم يتفائلون خيرا بعامه وينصح بالزواج والإنجاب فيه حيث تتوقع مصادر طبية أن يشهد معدل الإنجاب في البلاد ارتفاعا بنسبة 20 % مما دفع بعض المستشفيات إلى زيادة عدد أقسام الولادة، كما شهدت أيضا أسهم شركات تصنيع مواد الأطفال والرضع في البورصات ارتفاعات قياسية باعتبار أن منتجاتها ستشهد رواجا وإقبالا وبأن أرباحها ستكون مضمونة بكل تأكيد .

ومن بين الحيوانات المرتبطة بالسنوات الصينية طبقا لمعتقداتهم " الفأر" الذي يتميز مواليده من أعوام (48 – 60 – 72 – 84 – 96 – 2008)، كل المؤهلات لإنجاز المشاريع والأهداف الموضوعة، ثم "الثور" ويتميز مواليده من أعوام (49 – 61 – 73 – 85 – 97 – 2009) بالصبر والعمل الدؤوب والإرادة القوية والصلبة للوصول إلى الهدف، ثم "النمر" لأعوام (50 – 62 – 74 – 86 – 98 – 2010) ويتميزون بالسعي نحو التغيير وتطوير مشاريعهم، ثم "الأرنب" لأعوام (51 – 63 – 75 – 87 – 99 – 2011) ويفضلون الإبتعاد عن المكر والتلاعب بالآخرين، ثم "التنين" لأعوام (52 – 64 – 76 – 88 – 2000 – 2012) ويتميزون بالتفاؤل والشفافية والمهارة والقوة والصلابة ووفرة الحظ ، ثم "الأفعى" لأعوام (53 – 65 – 77 – 89 – 2001) ويتميزون باستباقهم للأمور والشعور بالخطر الدائم والواقعية في مشروعات التجارة والاستثمار.

وهناك أيضا عام "الحصان" الذي يكون مواليده في أعوام (54 – 66 – 78 – 90 – 2002) والذين يتميزون بالعاطفية وأخذ العبر من الأخطاء، والسفر والاستكشاف، ثم "العنزة" لأعوام (55 – 67 – 79 – 91 – 2003)، وتتميز بالحرص، وعدم المواجهة، ثم "القرد" لأعوام (56 – 68 – 80 – 92 – 2004) ويتميز بالنشاط والبعد عن الغطرسة والسطحية في إنجاز العمل، ثم "الديك" لأعوام (57 – 69 – 81 – 93 – 2005) ويتميز بالطوموح والتقرب أكثر إلى الأعمال ذات المنحى العام لمساعدة الآخرين، ثم "الكلب" لأعوام (58 – 70 – 82 – 94 – 2006) ويتميزون بالروتينية والعمل وفق حدسه الخاص، ثم "الخنزير" لأعوام (59 – 71 – 83 – 94 – 2006) ويتميز بالتركيز على الروابط العائلية.
 المصدر: أ ش أ

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله