كتب … وليد عبد الرحمن
لم أصب بالدهشة أو الصدمة بعد علمى بإن أعضاء المجلس العسكرى اجروا حوارات مع الصحفى عماد أديب خاصة وأن أديب هو المتخصص فى تجميل اوجه النظم المختلفة فى مصر ، وكان له من قبل لقاء مطول لسبع ساعات مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى العام 2005 وكان هو حديث السبع ساعات.
وعدم وجود دهشة أو صدمة نابع من إن العسكرى بات واضحا انه يبحث عن طوق نجاة من الحفرة التى أوقع نفسه فيها بعد العديد من المصادمات المتتالية مع متظاهرين من الشعب المصرى سواء فى ماسبيرو أو مجلس الوزراء وتراخيه فى التدخل فى أحداث محمد محمود .
ويأتى سعى العسكرى لهذا العمل نظرا لان كل المؤتمرات الصحفية التى كان يعقدها أحد قياداته بعد الاحداث لتبرئة ساحته كانت تأتى بنتائج عكسية نظرا لقلة الخبرة فى التعامل الاعلامى أو عدم تقبل الشعب نظريات العسكرى فى التعامل مع المواقف المختلفة .
وبعد علمى بأن العسكرى قام خلال اللقاءات مع أ
ديب بالحديث عن الفترة التى حمت فيها القوات المسلحة الثورة المصرية والتضحيات التى بذلها العسكرى من أجل الحفاظ على تلك الثورة والتى ساعدت على إنجاحها بالاضافة إلى تذكير الشعب بمواقفة الايجابية حتى يبقى العلاقة كما هى بين الشعب والجيش وعدم تعرضها للتصدع بفعل المعارضين للعسكرى .
ويبدو إن أعضاء المجلس العسكرى لايعلمون إنه ليس بالاحاديث التليفزيونية فقط يمكن أن يصفح الشعب ، ويمكن أن يتعامل الشعب مع الامر كما لو انه لم يكن هناك أي مشكلات وقعت من بين الشعب والعسكرى وخلفت ضحايا ومصابين وعاهات مستديمة.
ورغم أن العسكرى يبدو أنه ضد الاعلام المضلل فى ظل حالة من الضبابية والانبطاح للعديد من وسائل الاعلام والفضائيات بصفة خاصة ، الا أنه يبدو فجأة أنه وجد ضالته فى علاج مشاكلة مع ذات الاعلام الذى يهاجمه ولكن من بوابة أخرى يبدو انها بوابة الرئيس المخلوع حسنى مبارك رغم أنه خسر منها ولكن ليبدو أنه لا أحد يتعلم من اخطاء الماضى .
ويترك هذا التسجيل العديد من علامات الاستفهام الجديدة لماذا اختص العسكرى أديب بهذه الحوارات فى الوقت الذى يمتنع جميع الاعضاء عن الظهور الاعلامى ؟، ومن الذى أصدر لهم تلك التعليمات بالظهور مع أديب ؟، وما الذى قدمه لهم أديب لاقناعهم كما أقنع المخلوع من قبل للظهور معه ؟.
السؤال الاهم وهو الموجه لمستشارى المجلس العسكرى الذين يقدمون النصيحة لاعضائه هل من سبيل أخر لديهم لحل مشكلاتهم مع الشعب المصرى بعد التدهور الذى أصبحت عليه بعد مصادمات عديدة غير تلك الرسائل الاعلامية الموجهة التى لاتسمن ولاتغنى من جوع فالشعب الان يريد نتائج على الارض وليس أحاديث تليفزيونية لتجميل وجه الحاكم.
يجب أن يعلم الجميع أن الشعب المصرى قام بثورة من اجل التغيير الحقيقى والحرية الحقيقية وليس من أجل عدد من المتحولين والمتلونين من الاعلام أو من غيره من القطاعات الاخرى الذين يبحثون عمن ينافقون فى أى عصر من العصور .