روما " المسلة " … يبدو أن «الربيع العربي» أخذ يغير من عادات السياح الإيطاليين الذين يتوجه كثيرون منهم لقضاء شتاء أعياد الميلاد ورأس السنة في حرارة مصر وبحرها ونيلها أو في واحات تونس الجميلة. فاليوم «لا تنصح» وزارة الخارجية الإيطالية مواطنيها بالتوجه إلى سورية وتفضّل «تجنّب» أحياء معينة في القاهرة، وتدعو إلى «توخّي الحذر» في تونس والمغرب… ما يدفع كثيرين، على الأرجح، إلى إعادة اكتشاف القارة القديمة، أوروبا.
وتخصّص وزارة الخارجية منذ سنوات موقعاً يحمل اسم «الرحلات الآمنة» ينصح هذه الأيام بـ «تفادي أو تحديد كبير للتحرك» في ميدان التحرير وبالقرب من المتحف المصري أيضاً، وفي المناطق المركزية المحيطة تحسباً من تظاهرات أو صدامات بين المتظاهرين وقوى الأمن. ويحذر الموقع الراغبين في التوجه إلى القاهرة من ظاهرة الجرائم الصغيرة «الجديدة في مصر»، ويشير أيضاً إلى تزايد حوادث السير بينما تبدو الأمور «طبيعية» في المناطق السياحية الشهيرة مثل البحر الأحمر والأقصر وأسوان.
وانهارت تقريباً حركة الرحلات النهرية التي تجوب مناطق تاريخية وأثرية مهمة، بينما تصمد شرم الشيخ أمام هذا التراجع وذلك وفق المتخصصين، حيث «تستمر في جذب السياح الإيطاليين نظراً الى تمتّع هذا المكان بأسعار جيدة على رغم الارتفاع السنوي التقليدي خلال فترة الأعياد».
وتشير الأرقام إلى تراجع الإقبال على دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط بينما تستمر السياحة في البحر الأحمر. وفي خصوص سورية، فإن وزارة الخارجية الإيطالية دعت مواطنيها إلى تجنب حمص وإدلب وجنوب البلاد وسواحلها الشمالية. ويدعو موقع الوزارة إلى الحذر في المناطق الداخلية في تونس أو تلك القريبة من الحدود الليبية.
ويؤكد الخبراء أن عدداً كبيراً من السياح قرروا تأجيل رحلات الاستمتاع بأعياد الميلاد في أماكن لا تضاهيها أخرى، مثل نيل مصر أو البتراء الأردنية، إلى العام المقبل، وهكذا يزيد الإقبال على العواصم الأوروبية الأكثر قرباً والأقل تكلفة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرقام تستثني الإيطاليين غير المتضررين من الأزمة الاقتصادية، فأغنياء إيطاليا لا يترددون بالطبع في الاستعاضة عن دول «الربيع العربي» بجزر الكاريبي أو بالإمارات العربية بحثاً عن الدفء والبذخ.
المصدر : دار الحياة