الإمارة تستحوذ على 21% من خطط تطوير الفنادق في المنطقة
دبى "المسلة"…. تستحوذ دبي على نسبة كبيرة من الغرف الفندقية المخطط لإنشائها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يبلغ عددها في دبي 26 ألفاً و642 غرفة فندقية جديدة، من أصل 126 ألفاً و90 غرفة فندقية مخطط لإنشائها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو ما يعطي دبي نسبة 21% من إجمالي عدد الغرف الفندقية المخطط لإنشائها في المنطقة، بحسب إحصائيات صادرة عن مؤسسة «إس تي آر جلوبال» المتخصصة في أبحاث القطاع الفندقي.
وأكد عدد من الخبراء والمسؤولين في القطاع السياحي، أن دبي نجحت في تحقيق مفهوم النمو المستدام في القطاع السياحي، لا سيما بعد خروجها من الأزمة المالية العالمية، التي عصفت بالأسواق السياحية في العالم وأثرت عليها، لكن دبي استطاعت وبكل قوة مقاومة الأزمة، وظل عدد السائحين فيها يشهد نمواً مستمراً منذ العام 2009، وهو ما يشجع بشكل كبير على ضخ مزيد من الاستثمارات السياحية في المدينة.
وقال الخبراء إن هناك 5 دوافع قوية تشجع على ضخ مزيد من الأموال والاستثمارات في القطاع السياحي بدبي، أهمها انخفاض تكلفة بناء الفنادق الجديدة في الوقت الحالي، حيث أصبحت تكلفة الإنشاءات في دبي معقولة بعد حدوث عملية تصحيحية للأسعار، بالإضافة إلى أعداد السائحين المتزايدة في المدينة، وسرعة الإجراءات التي تتم مع المستثمرين والتسهيلات المقدمة لهم، بالإضافة إلى المعارض والفعاليات العالمية التي نجحت دبي في استقطابها وتنظيمها، والأحداث التي تمر بها المنطقة والتي تجعل من دبي ملاذاً آمناً للاستثمار.
أعداد السائحين
وأضافوا أن أعداد السائحين تشهد نمواً متسارعاً في دبي، حيث وصل إجمالي عدد نزلاء فنادق دبي خلال العام 2010 إلى نحو 8.68 ملايين نزيل مقابل 7.84 ملايين نزيل في العام 2009، في ما وصل عدد زوار دبي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، بحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري، إلى 6 ملايين و641 ألف نزيل بزيادة قدرها 11% على الفترة المقابلة من العام الماضي الذي بلغ فيه العدد 5 ملايين و991 ألفاً و660 نزيلاً.
وأشاروا إلى أن سرعة الإجراءات في دبي والتسهيلات التي يتم تقديمها للمستثمرين في القطاع من قبل دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، في عمليات ترخيص المنشآت الفندقية وتصنيفها، تشجع على جذب مزيد من المستثمرين الأجانب في القطاع، وذلك نظراً لسهولة تلك الإجراءات وسرعتها، بالإضافة إلى المساعدة في إيجاد أية معلومات تختص بالقطاع السياحي في المدينة.
أحداث المنطقة
وأوضح الخبراء أن الأحداث التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، تجعل بوصلة الاستثمار السياحي تتجه إلى دبي باعتبارها إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية في المنطقة والعالم، إذ إن دبي تعد الآن الملاذ الأكثر أماناً للاستثمار في القطاع السياحي بالمنطقة، حيث تتميز المدينة بالاستقرار السياسي والأمني، والذي يخلق بيئة خصبة لتزايد أعداد زوار ونزلاء الفنادق في المدينة.
وذكروا أن الفعاليات التي تقوم دبي بتنظيمها مثل مهرجان دبي للتسوق ومفاجآت صيف دبي، شجعت مزيداً من السائحين على القدوم إلى المدينة، لا سيما هؤلاء الذين يأتون برفقة أسرهم للاستفادة من العروض الترويجية الموجودة بالمدينة، والقيام بعمليات التسوق، في ما تأتي المعارض والمؤتمرات التي يتم استضافتها في المدينة لاستقطاب سياحة الأعمال التي تمثل نسبة 60% من إجمالي السياحة في دبي، مشيرين إلى أن هناك عدداً من المعارض العالمية التي يتم إقامتها في المدينة مثل معرض جيتكس للإلكترونيات ومعرض سيتي سكيب ومعرض الخمسة الكبار، وسوق السفر العربي، ومعرض دبي للطيران.
العديد من الفرص
وأكد حمد بن مجرن، المدير التنفيذي لقطاع سياحة الأعمال بدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، أن هناك نموا دائما في الاستثمار بالقطاع في دبي، إذ إن المستثمر لا يمكن أن يضخ أموالاً بدون عمل دراسات مسبقة للمردود الذي يعود عليه من هذه الأموال، وهو ما يدل على أن السوق السياحي في دبي لا يزال يحظى بعدد كبير من الفرص بالنسبة للمستثمرين وإلا ما كانوا ليضخوا كل هذه المبالغ في الاستثمار.
وقال بن مجرن إن انخفاض تكلفة البناء يلعب دوراً في زيادة الاستثمارات في القطاع السياحي، كما تلعب دائرة السياحة والتسويق التجاري دوراً مهماً في جذب المزيد من الاستثمارات للقطاع عن طريق العمليات الترويجية في كافة مناطق العالم، وتعزيز صورة دبي كوجهة عالمية للسياحة، وملاذ آمن للاستثمار السياحي.
وأضاف أن الدائرة تلعب دور الجهة الداعمة للمستثمرين في القطاع السياحي، حيث تقوم بتوفير المعلومات المناسبة للمستثمر بالإضافة إلى توفير الكوادر والكفاءات التي تتناسب ومجال استثماره، بغرض المساعدة على تأسيس صرح فندقي يتناسب والمعايير العالمية الموجودة في المدينة.
طلب مرتفع
وقال معين سرحان، مدير عام فندق ميلينيوم بلازا في دبي، إن الاستثمار في بيئة تتميز بالطلب المرتفع والمتزايد يعود بالنفع على المستثمرين في هذه البيئة، لافتاً إلى أن دبي تزخر بالفرص الاستثمارية العظيمة في القطاع السياحي، والتي تأتي بسبب تزايد أعداد السائحين والإشغالات الفندقية، حيث يتوقع ألا يقل متوسط الإشغالات الفندقية في المدينة خلال العام الماضي 2011 عن 79%، لا سيما بعد الإشغالات المرتفعة التي تم تحقيقها من قبل الفنادق في الربع الأخير من العام الماضي، مدفوعة بانطلاقة الموسم السياحي القوية وموسم الأعياد الذي اشتمل على رأس السنة وعيد الميلاد المجيد.
وأضاف سرحان أن انخفاض تكاليف البناء في دبي بنسبة كبيرة تصل إلى 50% مقارنة بفترة ما قبل الأزمة يشجع على ضخ مزيد من الأموال في القطاع، فتكلفة إنشاء فندق الآن تصل إلى نصف تكلفة إنشاء ذات الفندق في العام 2007، وذلك في ظل ارتفاع أعداد السائحين بشكل كبير خلال تلك الفترة، وهو ما يدل على ارتفاع المردود من الاستثمار في الوقت الحالي.
استقطاب أعداد متزايدة
وأشار إلى أن الأحداث التي تم بها المنطقة العربية والتي يطلق عليها الربيع العربي، تسببت بشكل كبير في خلق حالة من الضبابية تجاه المناطق التي شهدت حالات عدم استقرار، وهو ما جعل المستثمرين يتجهون إلى دبي باعتبارها وجهة شابة لا تزال تستقطب أعداداً متزايدة من السائحين، مؤكدا أن دبي تعد البيئة الخصبة للاستثمار في المنطقة خلال الوقت الراهن.
وأكد أن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، وهي الجهة المسؤولة عن القطاع السياحي في المدينة تمد يد العون لكافة المستثمرين الجدد عن طريق تقديم كافة الدراسات والمعلومات التي يحتاجها المستثمر عن مدينة دبي، مشيرا إلى أن فندق ميلينيوم بلازا دبي الذي تم افتتاحه مؤخراً حصل على تصريح التشغيل من قبل الدائرة خلال فترة زمنية تقل عن أسبوعين.
الأمن والأمان
وقال مدحت برسوم مدير فندق كابيتول دبي، إن الأحداث السياسية التي تجري في المنطقة تؤثر على الاستثمارات السياحية فيها، في ظل تميز دبي بالاستقرار السياسي والأمني وحتى الاقتصادي، الأمر الذي يشجع على جذب مزيد من الاستثمارات إلى المدينة.
وأضاف أن الأمن والأمان الذي تتميز به دبي يعمل بشكل كبير على جذب الاستثمارات السياحية ويشجع مزيد من المستثمرين على ضخ الأموال في القطاع، كما أن سهولة الترخيصات والإجراءات واستخراج الوثائق تلعب دوراً مهماً في جذب الاستثمارات الجديدة وتكرار الاستثمارات الموجودة من قبل المستثمرين الحاليين.
سياحة الحوافز والمؤتمرات
وقال سيد ذو الفقار مهدي، مدير إدارة التسويق في فنادق ومنتجعات سمايا، إن الحركة السياحية في دبي شهدت نمواً ملحوظاً خلال العام الماضي، كما نجحت دبي وبكل سرعة في دخول مرحلة التعافي من تداعيات الأزمة المالية العالمية التي أثرت على عدد كبير من الوجهات السياحية في العالم.
وأضاف أن دبي كانت ولا زالت وسوف تظل وجهة لقطاع سياحة الحوافز والمؤتمرات كونها بوابة العالم الغربي على العالم الشرقي والعكس، حيث تربط دبي الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى أن من يزور دبي يشعر وكأنه يزور العالم بأسره بسبب الثقافات المتنوعة التي تتواجد بها.
وأشار إلى أن العروض الخاصة التي تقدمها فنادق دبي باستمرار ساعدت بشكل كبير في جذب المشاركين في المؤتمرات والمعارض، حيث بدأت الكثير من الشركات أن تنظر في القدوم إلى دبي لحضور المؤتمرات والمعارض فيها وللقيام بالأعمال، لا سيما عندما أصبحت أسعار الفنادق معقولة وفي متناول الجميع، حيث أصبح لدى الزائر الآن عدد كبير من الخيارات المختلفة التي يقدمها القطاع السياحي في المدينة.
6 ملايين و641 ألف نزيل فندقي في 9 أشهر بزيادة 11%
بحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية بالمدينة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي 6 ملايين و641 ألف نزيل بزيادة قدرها 11% على الفترة المقابلة من العام 2010 الذي بلغ فيه العدد 5 ملايين و991 ألفاً و660 نزيلاً.
وبلغ إجمالي العائدات الفندقية خلال الفترة نفسها 10 مليارات و964 مليوناً و559 ألف درهم بزيادة قدرها 19% على الفترة المقابلة من العام 2010 التي بلغت فيها العائدات 9 مليارات و236 مليوناً و29 ألف درهم.
ووصل عدد الليالي السياحية إلى 23 مليونا و683 ألف نزيل بزيادة قدرها 26% على نفس الفترة من العام 2010 التي بلغ فيها العدد 18 مليونا و731 ألفا و488 نزيلا وبلغ متوسط الإقامة في المنشآت الفندقية في دبي خلال الفترة المذكورة 3.6 ليال بزيادة قدرها 14% على نفس الفترة من العام 2010 التي بلغ فيها متوسط الإقامة 3.1 ليال.
وبلغ متوسط إشغال الغرف الفندقية 72% بزيادة قدرها 5% على نفس الفترة من العام 2010 الذي بلغ فيه المتوسط 67% وبلغ متوسط إشغال الشقق الفندقية 74% بزيادة قدرها 7% على نفس الفترة من العام 2010 الذي بلغ فيه المتوسط 67%. وشكلت جودة المنتج السياحي في دبي دعماً كبيراً للقطاع، حيث أجمع خبراء ومسؤولون في القطاع السياحي، على أن المدينة نجحت بامتياز في تنويع منتجها السياحي ليتناسب مع كافة الأذواق والجنسيات، مشيرين إلى أن التعاون بين القطاعين العام والخاص وصل بالسوق المحلية إلى التغلب على تحديات الأزمة المالية العالمية في قطاع السياحة، حيث نجحت دبي في التكيف مع ظروف الأزمة بتوفير منتج سياحي يتناسب وتلك الظروف، وهو ما أدى بالنهاية إلى زيادة أعداد زوارها عاما بعد عام حتى في ظل الأزمة المالية العالمية.
ويتناسب المنتج السياحي في دبي وكافة الأنشطة التي يعشقها محبو السفر والسياحة، حيث تمتلك المدينة مقومات سياحية رائعة وأنواعاً مختلفة من السياحة، مثل سياحة التسوق وسياحة الاستجمام والسياحة الترفيهية، وسياحة الحوافز والمؤتمرات، وسياحة المعارض، وسياحة المهرجانات، بالإضافة إلى السياحة العلاجية والرياضية والسياحة البحرية، حيث يؤدي ذلك التنوع لجذب الشرائح المختلفة من السائحين، وهو ما نجحت دبي في عمله بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية.
ونجحت دبي في تعزيز مفهوم السياحة البحرية، حيث شهدت السياحة البحرية طفرة ملحوظة في دبي من خلال ميناء راشد البحري والذي تم التخطيط له لجعل دبي وجهة ومحطة إقليمية للسياحة البحرية، حيث تم الإعلان خلال العام 2011 عن خطط لتوسعة الميناء من قبل شركة موانئ دبي العالمية بهدف تعزيز مكانته كأكبر مركز للرحلات البحرية في الشرق الأوسط.
ومن المتوقع الانتهاء من مشروع توسعة ميناء راشد في الربع الأخير من 2012 لتستوعب المحطة 5 سفن ونحو 20 ألف راكب في آن واحد، حيث تعد المحطة الجديدة الأكبر على مستوى الشرق الأوسط وستعمل على رفع حركة السياحة البحرية في إمارة دبي ستضم مجموعة من المرافق الترفيهية والمطاعم التي تخدم المسافرين وكذلك عامة الشعب.
وبلغ عدد السفن السياحية التي وصلت إلى دبي عام 2009 (100 سفينة) حملت 250 ألف راكب وبلغ العدد بنهاية العام الماضي 120 سفينة تحمل 390 ألف راكب. وتتوقع دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي أن يبلغ عدد السفن البحرية التي تصل إلى دبي بنهاية العام الجاري 101 سفينة تحمل 412 ألف راكب وسيبلغ الرقم عام 2012 ( 115 سفينة ) تحمل 450 ألف راكب، وسيرتفع عام 2013 ليصبح 165 سفينة تحمل 475 ألف راكب ثم يرتفع عام 2014 إلى 180 سفينة تحمل 525 ألف راكب ليصل العدد عام 2015 إلى 195 سفينة تحمل 575 ألف راكب.
المصدر : البيان الاقتصادى- هادي فاروق