بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
مطلوب من وزير السياحة يحيي راشد والقطاع الخاص السياحي أن تكون مشاركتهم في ملتقي دبي للسياحة العربية فاعلة ومجدية للتخفيف من أزمتنا السياحية
وسط الغيوم التي تحيط بعودة حركة السياحة من روسيا وبريطانيا تنتعش الآمال بموسم سياحي عربي ناجح هذا الصيف. التوقعات تشير إلي إمكانية أن يعوض ارتفاع معدلات السياحة العربية جانبا من الخسائر التي لحقت بقطاع السياحة المصري بعد حادث سقوط الطائرة الروسية الذي مازال يحيطه الغموض. في هذا الشأن لا جدال أن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان وعلاقات مصر المتنامية مع دول الخليج سوف تعطي دفعة قوية لإقبال السياح السعوديين والعرب علي زيارة مصر.
ووفقا لما يقدره سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة فإن عدد السياح السعوديين وعلي ضوء ما شهدته من زيادات في الشهور الماضية يمكن أن يصل إلي ٦٠٠ ألف سائح في مقابل ٤٠٠ ألف في العام الماضي. وكما هو معروف فإن التطور الايجابي للعلاقات المتشابكة بين البلدين الشقيقين وكل الدول العربية تاريخيا واقتصاديا واجتماعيا تعد ركيزة أساسية لما هو متوقع سواء للسياحة السعودية بشكل خاص أو السياحة العربية بشكل عام.
> > >
إن من أهم التأثيرات الايجابية للسياحة السعودية والعربية أن عائدها تعم فائدته علي قطاعات واسعة في مصر نتيجة ما تتمتع به العلاقات المصرية العربية من قيم مشتركة وروابط التزاوج والترابط التي تعود لسنوات وسنوات.
لا تقتصر فائدة السياحة العربية علي هذا الأمر فحسب وإنما وعلي ضوء الاحصائيات والأبحاث فإنها تتميز بارتفاع إنفاق السائح العربي بما يساوي ثلاثة أضعاف وأكثر لما يمكن أن ينفقه أي سائح أجنبي. وتعد جاذبية زيارة مصر عنصرا أساسيا في برنامج أي مواطن عربي للقيام برحلة سياحية استنادا لما تمثله من قيمة في وجدانه وتفكيره. إن إحساسه بعدم الغربة وانه بين أهله يعطيه شعورا بالأمان والطمأنينة والاستمتاع بزيارته. ولعل ما يمكن أن يزيد من معدلات هذا الشعور أن يكون هناك اهتمام من جانب كل من له صلة بالخدمات السياحية المطلوبة للعمل علي توفير المزيد من الاهتمام والرعاية الاخوية مع الاستعداد للتصدي لأي سلوكيات تسبب أي ضيق أو مشاكل.
> > >
في هذا الشأن فإنه لابد أن يوضع في الاعتبار دعوات التشجيع الصادرة من القيادات السياسية في المملكة السعودية خاصة من ملكها وامرائها وقادة دول الخليج بأن تكون لمصر الأولوية في رحلاتهم السياحية. هذه الدعوات شملت أيضا إصدار الأوامر لشركات الطيران الوطنية بتنظيم رحلات لمواطنيها إلي كل المقاصد السياحية المصرية باعتبارها فريدة في إمكاناتها وتسهيلاتها إلي جانب ما يمثله ذلك من دعم ومساندة للعلاقات الأخوية مع مصر.
بقي وللمساهمة في جذب السياحة السعودية والعربية أن يكون هناك تحرك إيجابي من جانب كل أجهزة السياحة المصرية خاصة الفنادق لإعداد خطة طموح تستهدف الترويج لبرامج مشتركة وأسعار خاصة للإقامة تضع في اعتبارها عدم الإحساس بالتفرقة في المعاملة مع باقي الجنسيات السياحية الأخري.
في هذا الإطار فإنني أرجو أن يكون الإعداد لمشاركتنا في ملتقي دبي السياحي الذي يبدأ منتصف الأسبوع القادم علي أكمل وجه سواء من ناحية وزارة السياحة تحت قيادة وزيرها يحيي راشد وكذلك كل المسئولين من القطاعين السياحي والفندقي. لابد أن يجري ويصاحب هذه المشاركة تفعيل برنامج التسويق والدعاية الذي تم تجهيزه للمنطقة العربية. من المؤكد أن وجود وزير السياحة المصري ومعه أعضاء الوفد المشارك سوف يكون فرصة ليعظم حملات الدعاية والترويج إعلاميا من خلال ما سوف ينشر في الصحف وما تتناوله محطات التليفزيون في إطار اهتمامها بهذا الحدث السياحي العربي.