36 % زيادة في طاقة «جبل علي» الاستيعابية بحلول 2014
دبى : هادي فاروق
يشهد القطاعان التجاري والسياحي في دبي نمواً ملحوظاً خلال الآونة الأخيرة، لاسيما عقب الخروج من تداعيات الأزمة المالية العالمية التي لا تزال آثارها واضحة المعالم على عدد كبير من الاقتصادات العالمية القوية.
وارتبطت دبي منذ القدم بالبحر عن طريق عمليات الصيد وجمع اللؤلؤ من الخليج العربي، وهو ما أسهم بشكل كبير في خروج أفكار لتطوير الموانئ في خضم عمليات النهضة الحديثة التي شهدتها المدينة، والتي وضعتها في مصاف الوجهات السياحية والتجارية الضخمة ليس على مستوى المنطقة فقط، وإنما على مستوى العالم بأسره.تجارة دبي
وتشير الأرقام إلى نمو كبير في تجارة دبي مع العالم الخارجي، حيث أظهرت آخر إحصائيات التجارة التي أعلنتها جمارك دبي إلى أن تجارة دبي المباشرة غير النفطية مع العالم الخارجي خلال النصف الأول من العام الجاري وصلت إلى 345 مليار درهم، بنمو قدره 24% مقابل الفترة المماثلة من العام الماضي 2010 التي وصلت خلالها تجارة المدينة مع العالم الخارجي إلى 279 مليار درهم، وهو ما يدل على تزايد هائل في كم البضائع التي تدخل وتخرج من المدينة، سواء للاستهلاك المحلي أو حتى لإعادة التصدير.
وكان لقطاع السياحة البحرية المرتبط بالموانئ وتحديداً ميناء راشد دور كبير في تنشيط السياحة البحرية في دبي وجذب أعداد متزايدة من السائحين للمدينة عن طريق البحر، حيث بلغ عدد السفن السياحية التي وصلت إلى دبي عام 2009 ( 100 سفينة) حملت 250 ألف راكب وبلغ العدد بنهاية العام الماضي 120 سفينة تحمل390ألف راكب.
101 سفينة
وتتوقع دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي أن يبلغ عدد السفن البحرية التي تصل إلى دبي بنهاية العام الجاري 101 سفينة تحمل 412 ألف راكب وسيبلغ الرقم عام 2012 ( 115 سفينة ) تحمل 450 ألف راكب وسيرتفع عام 2013 ليصبح 165 سفينة تحمل 475 ألف راكب ثم يرتفع عام 2014 إلى 180 سفينة تحمل 525 ألف راكب ليصل العدد عام 2015 إلى 195 سفينة تحمل 575 ألف راكب.
وقال خبيران في قطاعي الموانئ والسياحة البحرية بدبي إن النمو المتسارع في القطاعين كان له الأثر الكبير في البدء بتنفيذ الخطط التطويرية لموانئ الإمارة، إذ أن أحجام المناولة المتزايدة وأعداد السائحين البحريين وزيادة عدد شركات الرحلات البحرية التي تتخذ من دبي مقراً لها يبشر بنمو مضطرد لقطاع الموانئ في دبي.
وأضافا أن موقع دبي في قلب المنطقة يسهم بشكل كبير في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية وتجارية متميزة بالدرجة الأولى وبوابة تربط بين شرق العالم وغربه، كما أن ارتباط دبي بالبحر منذ قديم الزمان يعطيها تميزاً وطابعاً خاصاً في قطاع الموانئ والنقل البحري سواء السياحي أو التجاري.
دراسات مسبقة
وقال محمد المعلم، نائب الرئيس الأول ومدير عام موانئ دبي العالمية في منطقة الإمارات، إن موانئ دبي العالمية لا تقوم باستثمارات أو توسعات جديدة في أي مكان إلا إذا كانت هذه التوسعات مبنية على دراسات مسبقة وأسس متينة، مشيراً إلى أن هذه التوسعات يجب أن تدر مردوداً على الشركة.
وأضاف أن دبي تعد إحدى أهم المراكز التجارية منذ قديم الزمن، لافتاً إلى أن الموقع الحيوي للمدينة والذي يؤهلها للعمل كبوابة تجارية تربط بين الشرق والغرب يسهم بشكل كبير في النمو المتزايد لعمليات التجارة فيها، كما أن المدينة قامت باستغلال ذلك الموقع أفضل استغلال عن طريق البنى التحتية المتطورة التي توفرها والتسهيلات التجارية الموجودة، والاتجاه نحو عمليات الأتمتة بغرض تسريع العمليات التجارية، وتوفير الوقت والجهد بالنسبة للتجار، وذلك ما يؤهلها لجذب المزيد من العمليات التجارية التي تمر عن طريقها بين الشرق والغرب.
البنك الدولي
وأشار المعلم إلى أن البنك الدولي يتوقع نمواً في الناتج الإجمالي المحلي لدولة الإمارات ودول الخليج العربي، كما أن بعض التصريحات والدراسات التي تشير إلى أن منطقة الخليج تعد إحدى أقوى مناطق العالم اقتصادياً في الوقت الحالي وأيضاً في المستقبل تبشر بمرور مزيد من التجارة عن طريق المدينة، لافتاً إلى أن النمو في أحجام المناولة الذي حققته موانئ دبي العالمية الإمارات خلال العام الجاري يشير إلى مزيد من النمو في التجارة القادمة عبر دبي، وهو ما يدعو إلى التوسع في الموانئ بشكل كبير.
أحجام المناولات
وأوضح أن إدارة موانئ دبي العالمية الإمارات تلمس زيادة ملحوظة في أحجام المناولات خلال العام الأخير، لا سيما مع شراء عدد من الشركات الملاحية بواخر ضخمة جديدة تتراوح طاقاتها الاستيعابية بين 10 آلاف و14 ألف حاوية نمطية، وهو ما يشير إلى نمو مستقبلي للتجارة في دبي، مؤكداً على الدور الهام الذي يلعبه ميناء جبل علي في المنطقة كمركز للتجارة الإقليمية.
ولفت إلى أن التحسين المستمر لكفاءة الخدمات المقدمة في موانئ دبي العالمية الإمارات يعد أحد الأعمدة التي تعتمد عليها استراتيجية الشركة، وهو ما أدى إلى استفادة العملاء من هذه المبادرات التي توفر عليهم الوقت والجهد، مشيرا إلى أن الخطط التوسعية التي توفرها الشركة تتضمن توفير مستويات عالية من الكفاءة بالنسبة للخدمات المقدمة للعملاء.
النمو المستمر
وأكد المعلم على النمو المستمر في أحجام المناولة وأحجام البواخر التي تأتي إلى ميناء جبل علي، مشيرا إلى أن منطقة الإمارات قامت بمناولة 9.5 ملايين حاوية نمطية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بنمو وصل إلى 11% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي 2010.
وقال المعلم إن زيادة طاقة مناولة الحاويات أتت استجابة للعملاء واحتياجاتهم، حيث أخذت موانئ دبي العالمية آراء العملاء بعين الاعتبار حول موقع ميناء جبل علي الذي يستمر بلعب دور رئيسي كبوابة للشحن ومركز حيوي لتسهيل نمو التجارة في المنطقة، وبالتالي أهمية تأهيله لمناولة الجيل الجديد من سفن الحاويات.
سياحة الأعمال
من جهته، قال حمد بن مجرن، المدير التنفيذي لقطاع سياحة الأعمال بدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي إن هناك نموا في أعداد السائحين المقبلين على دبي لا سيما عن طريق البحر، وهو ما دفع لتطوير ميناء راشد بالشراكة مع موانئ دبي العالمية، إذ أنه لا بد من تطوير الميناء لاستيعاب هذا العدد المتزايد من السائحين الذين أضحوا يأتون لدبي عن طريق البحر أو يتخذون من دبي نقطة بداية لرحلاتهم البحرية إلى المنطقة والعالم.
وأضاف أن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي تهدف إلى جعل المدينة محطة ومركزا للسياحة البحرية في المنطقة عن طريق الترويج الدائم لها كوجهة للسياحة البحرية، حيث قامت الدائرة بالترويج لها في معرض للسياحة البحرية بهامبورج، كما أن الدائرة تشارك في معرض للسياحة البحرية بميامي في الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن دائرة السياحة تسعى إلى استقطاب مزيد من شركات السياحة البحرية بعد استقطاب شركات كبرى مثل كوستا وآيدا ورويال كاريبيان، وهو ما سوف يعزز أعداد السائحين البحريين المقبلين على المدينة بشكل كبير.
السياحة البحرية
وأشار إلى أن موقع دبي المتميز في قلب المنطقة يلعب دورا كبيراً في تعزيز مكانة دبي كمركز للسياحة البحرية، فضلاً عن الخدمات التي تقدمها المدينة من بنية تحتية وطرق ومواصلات متميزة، بالإضافة إلى الفنادق والشواطئ الموجودة والمزارات السياحية التقليدية منها والحديثة، والمطارات المتميزة التي استقطبت أعداداً متزايدة من السائحين على مر الأعوام الماضية، مؤكداً على أن هناك عددا كبيرا من السائحين الذين يأتون لدبي بالطائرة للقيام بالرحلات البحرية بدءاً منها لعدد من مدن المنطقة، وهو ما تسعى دائرة السياحة لتعزيزه بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
وأكد بن مجرن على أن دائرة السياحة تجتمع بشكل دوري مع شركات السياحة والوكلاء المحليين لمناقشة أوضاع السياحة البحرية وبحث سبل تعزيزها، متوقعا أن ينضم عدد آخر من شركات السياحة البحرية في العالم للسوق السياحية في دبي خلال السنوات المقبلة.
موانئ دبي تنجز توسعة ميناء جبل علي العام المقبل
أعلنت موانئ دبي العالمية مؤخراً عن مشروعين لتوسعة ميناء جبل علي، كان أولهما في سبتمبر الماضي عندما كشفت الشركة عن مشروعها التوسعي لمحطة الحاويات رقم 2 في ميناء جبل علي، والذي سيرفع طاقة الميناء مليون حاوية نمطية (طول 20 قدما) لتصل إلى 15 مليون حاوية نمطية سنوياً. ومن المتوقع انجاز التوسعة بنهاية 2012.
وتمكن هذه التوسعة ميناء جبل علي من مناولة 6 بواخر عملاقة تتسع الواحدة منها لنحو 15 ألف حاوية نمطية في الوقت نفسه، حيث تضيف 400 متر إلى رصيف المحطة 2 للميناء، ليصل إجمالي طول الرصيف إلى 3 آلاف متر، في ما يصل عمق غاطس الرصيف إلى نحو 17 متراً، وهو ما يمكن المحطة من مناولة أضخم البواخر عالميا.
واتخذت إدارة الميناء قرار التوسعة على خلفية دراسات موسعة لتلك العملية، لا سيما بعد أن شهدت أحجام المناولة في الميناء نمواً بنسبة 11% خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مع مناولة 6.1 ملايين حاوية نمطية.
المصدر : البيان الاقتصادى