Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

بيان أنصار ثورة 14 فبراير حول دعوة الجمعيات السياسية المعارضة لحوار جاد للخروج من الأزمة في البحرين

المنامة " المسلة" – يأتي إستنكار الجمعيات السياسية الخمس المعارضة لما تقوم به السلطة الخليفية من جرائم حرب ومجازر إبادة منظمة وممنهجة بدعوتها لحوار جاد للخروج من الأزمة السياسية المستعصية في البحرين من أجل تمرير مشروع البسيوأمريكي الصهيوني البريطاني الذي بدأ منذ شهور وطبخت مؤامراته على نار هادئة بين بعض الجمعيات والجانب الامريكي والبريطاني والسلطة.

أنصار ثورة 14 فبراير

ففي الوقت الذي تطالب الأغلبية الساحقة من شعب البحرين يوميا في مظاهراتها وإعتصاماتها وتشييعها لجنائز الشهداء بسقوط الطاغية حمد وسقوط حكمه الديكتاتوري الخليفي ، فإننا نرى الجمعيات السياسية تطلع علينا بالتأكيد على وثيقة المنامة التي إعتبرناها وإعتبرها شعبنا وثيقة العار والإستسلام للسلطة والطاغية وتبرأة ساحته وساحة كبار المسئولين في الأسرة الخليفية وحكمها الذين سيفلتون من العقاب إذا ما تم القبول والموافقة على المشروع الإصلاحي للبيت الأبيض المدعوم بريطانيا وغربيا.

إن تأكيد الجمعيات الخمس وأبرزها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بأنها مع فتح حوار جاد مع السلطة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة على أن يقوم الحوار على تنفيذ إصلاحات سياسية ودستورية شاملة وجذرية (؟؟!!) ، هو تنفيذا لتلك الحوارات السرية التي جرت ولا تزال تجري خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة وبعيدا عن أعين الشعب والشفافية المطلوبة.

فالحوارات السرية مع ولي العهد وشخصيات من السلطة بدأت منذ اليوم الأول لتفجر الثورة في 14 فبراير رغم أن رموز جمعية الوفاق إنكروا في البداية الحوار ، إلا أنهم وبعد شهور إعترفوا بالحوارات السرية مع ولي العهد. والحوارات السرية لا زالت مستمرة من أجل التوصل إلى صفقات سياسية مع السلطة بدعم أمريكي بريطاني ، وكأن الجمعيات السياسية وعلى رأسهم الوفاق هم الممثلين الشرعيين للشعب وأنهم هم الذين فجروا الثورة في فبراير الماضي وإنهم هم الذين يجب أن يقرروا نيابة عن شباب الثورة وجماهيرها المطالبة بإسقاط الطاغية وحكمه الديكتاتوري.

إن سفر رموز الجمعيات السياسية المعارضة ورموز الجمعيات السياسية الموالية للسلطة ، ومن ضمنها سفر أمين عام الوفاق ونائبه الذان مددا مدة السفر للخارج إلى 10 أيام زيادة والإنتقال من لندن إلى واشنطن للقاء مع مسئولين هناك ، حيث كان من المقرر أن يعود الشيخ علي سلمان والوفد المرافق له إلى البلاد بعد غدٍ ، كل هذه الإجتماعات تأتي في إطار إعداد الطبخة السياسية للمشروع الأمريكي البريطاني من أجل تمريره في ظل غياب الرموز والقادة الدينيين والوطنيين في السجن.

إن الحملة القمعية والأمنية والعسكرية التي قامت بها السلطة الخليفية مدعومة بقوات الإحتلال السعودي جاءت في منتصف شهر مارس الماضي من أجل تغييب شباب الثورة والرموز السياسية المطالبة بسقوط النظام ، لتصفى الساحة للسلطة والجمعيات السياسية المعارضة بزعامة الوفاق حتى تستطيع السلطة ومعها الأمريكان والبريطانيين والسعوديين أن يملون شروطهم ومرئياتهم للإصلاح السياسي على الوفاق التي تطالب بإصلاحات في ظل الشرعية الخليفية ، وإن تغييب الرموز وشباب الثورة يساعد البيت الأبيض وعملائه في البحرين من أن يفتحوا حوار إستراتيجي من أجل مصادرة الثورة وحرفها عن مسارها الصحيح المطالب برحيل الحكم الخليفي وبناء نظام سياسي جديد.

ومع أن السلطة والأمريكان ومعهم آل سعود قاموا بهجمة قمعية أمنية شرسة ضد الثورة من أجل إجهاضها إلا أن الشعب لا زال مع شباب الثورة والإئتلاف ويمقت دعوات الحوار النشاز مع السلطة ويرى شعب البحرين بأن مطلقي هذه الدعوات أصبحوا منبوذين ومتقوقعين على أنفسهم وينتحرون إنتحارا سياسيا يوما بعد يوم بدعواتهم للمصالحة السياسية مع الديكتاتور الممقوت شعبيا والذي يسمع يوميا صرخات الشعب وهتافاته الداعية الى سقوطه ومحاكمته.

إن الأحداث السياسية في البحرين وما جرى من هجمة أمنية عسكرية شرسة على المظاهرات والمسيرات ومسيرات تشييع الشهداء ، وما قامت به السلطة من إستهتار بالقيم الدينية والأخلاقية بالإعتداء السافر على المتظاهرين وأبناء الشعب داخل منطقة أبوصيبع والشاخورة وبني جمرة وجدحفص والسنابس والدراز والمقشاع وغيرها من المناطق ، والتعرض للنساء بالضرب والإعتقال والإعتداءت الفاضحة على الشباب من أعلى أسطح المنازل وسحلهم في الشوارع والإعتداء عليهم والتنكيل بهم أدت إلى إجهاض مشروع الحوار بين الجمعيات السياسية المعارضة والسلطة الذي طبخته أمريكا وبريطانيا لتمريره بالقوة على الشعب.

كما أن التصعيد الأمني والعسكري ضد مطالب الشعب وحراكه السياسي خصوصا حول الدعوة التي وجهها إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين تحت عنوان:"إحتلوا شارع البديع" ، وما رافقه من بيانات لأنصار ثورة 14 فبراير الداعمة لهذه الفعالية وإطلاقها تحت عنوان:"إحتلوا شارع البديع ..على خطى إحتلوا والستريت" ، جاء في هذا السياق من أجل ثني السلطة للإئتلاف وفصائل ثورة 14 فبراير وشبابها الثوري وجماهيرها الثورية من الإستمرار في مثل هذه الفعاليات المطالبة بحق تقرير المصير وإسقاط النظام ، والقبول بمشروع الجمعيات السياسية المطالب بإجراء حوار سياسي والقبول بتقرير بسيوني والإستسلام للضغوط السياسية لأمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة لحل الأزمة بما يخدم السلطة ويعفي مسئوليها من العقاب والمحاكمات بتقديم تنازلات سياسية لا ترقى إلى مستوى مطالب الجمعيات السياسية ، وبهذا يكون الحل السياسي ناقصا ومبتورا ويرواح الحراك السياسي مكانه وكأننا في الأردن أو المغرب.

إن مطالب الجمعيات السياسية ليس إسقاط النظام ، وإنما الإكتفاء بدوائر إنتخابية عادلة وحكومة منتخبة وأمن للجميع ؟؟!! وبرلمان كامل الصلاحيات (…) ، وهذه المطالب تأتي ضمن الصفقة التي إنكشفت من خلال اللقاءات مع المبعوث الأمريكي "بوسنر" ، تلك الصفقة التي جابهت إعتراضات شديدة من قبل فصائل المعارضة السياسية وفصائل شباب الثورة وجمعية العمل الإسلامي "أمل" من خلال بياناتها المهاجمة لبوسنر وتصريحاتها ضد الأمريكان بقوة وتصريحات قيادات تيار العمل الإسلامي في الخارج.

يا جماهير شعبنا المجاهد والبطل
يا شباب ثورة 14 فبراير

لقد كثر اللغط وعلامات الإستفهام حول اللقاء الذي جمع "بوسنر" والجمعيات السياسية المعارضة ، والحوار الذي دار بينهم ، وهو نفس اللغط مع علامات الإستفهام والإستنكار التي دارت حول اللقاء الذي دار حول ما قاله وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان والحوار الذي دار بينهم وبين الجمعيات المعارضة ، وإلى حد هذه اللحظة لم نعلم علم اليقين ماذا قال لهم المبعوث الأمريكي "بوسنر" وماذا قال لهم وفد المفوضية ، وإلى حد هذه اللحظة لم نرى أي معلومات أو تصريحات من قبل الأطراف التي أجرت اللقاء ، إلا السكوت والصمت الذي يطغى على الساحة السياسية حول الزيارتين المفصليتين حاليا ،وهو أمر غير صائب ولا يدل على وجود حالة سليمة ولا حالة من الشفافية مع الشعب ،

خصوصا إذا ما علمنا أن هذه الزيارة لها أهمية على ما يجري في الساحة البحرينية ، فالصمت الذي يسود الساحة من قبل الأطراف التي إلتقت بهؤلاء الوفود لا يعبر عن وجود مبدأ الشفافية بين الجمعيات السياسية المعارضة والجماهير الذي يعتبر من أهم المبادىء الأساسية في العلاقة بين تلك القوى وبين الجماهير في الشأن السياسي ، ويختلف كثيرا عما يتمتع به إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير وسائر فصائل الثورة وفصائل المعارضة السياسية والقيادات السياسية المتواجدة في الخارج والرموز المغيبة في السجن الذين يتمتعون بالشفافية مع جماهير الثورة ولم يدخلوا في نفق المشروع الأمريكي البريطاني المريب من أجل الإصلاح وإفلات الطاغية ورموز حكمه من العقاب والمحاكمة.

إن لجماهير الشعب وجماهير الثورة الحق في معرفة ما حدث وما يحدث في تلك اللقاءات ، ولها الحق في معرفة ما يجري ، خصوصا وأنها تعلم بأن الأطراف التي زارت البحرين لها دور رئيسي فيما يجري من أحداث في البلاد ، ولهذا فإنه يتعين على الجماهير أن تشكل بكل ما تمتلك من أدوات ضغوطا على الجمعيات السياسية المعارضة المعنية بالحوارات السرية والمشروع البسيوأمريكي لمعرفة ما يجري حولها وأمامها على الساحة السياسية.

إن السلطة الخليفية وبعد بيان الجمعيات السياسية المعارضة المطالبة بحوار جدي مع السلطة من أجل حل الأزمة قامت بسلسلة من الإفراجات عن المعتقلين ، والتي نرى بأنها ستستمر تنفيذا للمشروع الأمريكي في الإصلاح من أجل إجهاض الثورة بعد التهديدات التي تلقتها الجمعيات السياسية بأن لا تربط مصيرها مع شباب الإئتلاف ولا مع المعارضة السياسية التي أتهمها "بوسنر" بالإرتباط بإيران ،

 ولكننا نقول يا حمد .. أيها الساقط .. ويا يزيد العصر في البحرين .. ويا فرعون أوال .. ويا هيتلر البلاد .. إسمع أيها الديكتاتور بأن الإفراجات تأتي غصبا عن أنفك وغصبا عن أنف آل سعود ، وإن الإفراج عن المعتقلين والحرائر والرموز الدينية والوطنية وإرجاع المفصولين والموقوفين إلى أعمالهم يثنينا من مواصلة النضال والجهاد عن إسقاطك وإسقاط حكمك ولن نهدأ ولن نتنازل عن مطالبنا وشعاراتنا التي أطلقناها منذ اليوم الأول لتفجر الثورة في 14 فبراير بميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) والتي هي:

الشعب يريد إسقاط النظام
يسقط حمد .. يسقط حمد
يبقى شعاري للأبد يسقط حمد يسقط حمد
شعارنا إلى الأبد يسقط حمد يسقط حمد
بحق واحد الأحد يسقط حمد يسقط حمد
لا حوار لا حوار حتى يسقط النظام
لا حوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين

إن الجمعيات السياسية المعارضة ومنذ اليوم الأول لتفجر الثورة وبعد أن إنسحبت جمعية الوفاق من البرلمان وهم يعزفون على وتر الحوار مع السلطة ولم يجنوا من حواراتهم وتصريحاتهم وطلباتهم مع السلطة من أجل الإصلاح الحقيقي والجذري إلا سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءً ، وأوقفوا عجلة الثورة بتصريحاتهم ومواقفهم وبياناتهم خصوصا فيما يتعلق بالإضرابات والعصيان المدني ، ولا زالوا يعزفون على وتر الإصلاح من أجل الحصول على مكاسب وصفقات سياسية مع السلطة في مجالس البلديات والمجلس النيابي والحكومة القادمة ، فمطالبهم مطالب سياسية دنيوية ، وليست مطالب قيم ومبادىء ونهج فكري رسالي كما كان في حركة الإمام الحسين عليه السلام ضد الطاغوت اليزيدي الأموي ،

 فثورة سيد الشهداء كانت ثورة قيم ومبادىء ، ثورة بين الحق والباطل، بين من يمثل خط الشيطان ومحور الشر وبين من يمثل المنهج الإلهي الرباني ومنطق الحق ، فالإمام قال قولته التاريخية :"ومثلي لا يبايع مثله" .. و"هيهات منا الذلة" ، ولم يبايع ولم يتفق مع يزيد على صفقة سياسية بأن تكون له على سبيل المثال ، المدينة والحجاز واليمن وغيرها ، ويكون ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان بقية مناطق البلاد الإسلامية ، وإنما تصدى للطغيان اليزيدي الأموي بالقلة القليلة من أهل بيته وأصحابه وإنتصر الدم على السيف في كربلاء.

أما ما نراه على الساحة السياسية في البحرين ، فكما عهدناه في السنوات العشر الماضية من قبل بعض الجمعيات السياسية المعارضة التي ترى كما كان يرى الرئيس الأمريكي السابق "بوش الإبن" الذي قال للعالم :"إما أن تكونوا معنا أو ضدنا ، فقط إختاروا المسار ونحن من سيرسم الطريق" ؟؟!! ، فكما كان البعض ينتهج منهج التهميش والإقصاء ، فإنه وبعد الثورة يرى بأنه صاحب الساحة وأنه هو الذي ينظر لها ويصدر أوامره لشبابها وجماهيرها بأن تتبع أوامره ، وكأن الثورة التي إنطلقت في 14 فبراير هي ملك له ،

 والغريب أنه لم يقم بتفجيرها بل قبل بالدخول في إنتخابات البلدية والمجلس النيابي قبل شهور معدودة في أواخر عام 2010م ، في الوقت الذي كان يتعرض قياداتنا ورموزنا الدينية والوطنية لأبشع التعذيب في قعر السجون ومنها الإغتصاب الجنسي ، ومفارز ونقاط التفتيش التي نصبتها القوات الأمنية في البلاد وما تعرض له الشعب من إهانات على يد السلطة الخليفية.

إن ما تعرضت إليه جمعية العمل الإسلامية "أمل" من رفض الجمعيات الخمس لمشاركتها في الوفد الذي سيسافر إلى تونس ، يأتي في هذا السياق ، فجمعية سياسية رسالية لها تاريخها السياسي الطويل ، وبما تمتلك من قيادات ورموز سياسية وطلائع رسالية وأكثر من 300 شخص من كوادرها وقياداتها وزعمائها في قعر السجون ، تتعرض لأبشع أنواع التهميش والإقصاء ، والذين يديرون العملية السياسية في الجمعيات السياسية المعارضة لا يمتلكون تاريخيا سياسيا وجهاديا ونضاليا طويلا كما تمتلكه هذه الجمعية "أمل" ، وهل ننسى تاريخ الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين ونضالها وجهادها الطويل في زمن الصمت وزمن السكوت ، ولابد من قول الحقيقة للتاريخ ، فإن الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين وبقياداتها ورموزها وطلائعها الرسالية وعلى رأسهم وفي مقدمتهم سماحة آية الله العلامة السيد هادي المدرسي كانوا رواد الصحوة الإسلامية في البحرين والعالم الإسلامي.

لقد كان آية الله العظمى الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) مجدد القرن ومفجر الصحوة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي والعالم ، وهو الذي فجر الثورة الإسلامية في إيران وأصبحت هذه الثورة منطلقا للصحوة الإسلامية والصحوة العالمية التي نشهدها الآن في عالمنا العربي والإسلامي والدول الغربية. وكان الخط والتيار الرسالي في البحرين هو التيار الفاعل والنشط على نهج الإمام الخميني الراحل (قدس سره) ، وحتى يومنا هذا وهي شهادة للتاريخ فإن التيار الرسالي وتيار العمل الإسلامي هو أحد التيارات السياسية والإسلامية الرائدة والفاعلة على الساحة البحرينية والعربية والإسلامية.

ومن المؤسف أنك إن إتخذت منهج الشفافية وإنتقدت إنتقادات بناءة وصحيحة لبعض القوى والجمعيات السياسية المعارضة ، فإنك تتهم بأنواع التهم التي تعرضت لها فصائل ثوار 14 فبراير وتنعت بمختلف النعوت ، بأن هذه الفصائل مخابرات وبلطجية ويحذرون جماهير الثورة من شباب 14 فبراير ، ويسعون لضرب فصائل الثورة ببعضها البعض بقولهم إحذروا من هذا الفصيل فإنهم مخابرات وبلطجية وإن الساحة فقط فيها الإئتلاف والوفاق ، حتى ندخل في نفق الخلافات المظلم ، ولكن فصائل ثورة فبراير يتشرفون بأن ينعتوا بهذه النعوت كما نعت وإتهم الإمام الحسين بأنه خارج على إمام المسلمين (يزيد) فقتل بسيف جده ، وكيف أتهم سيد الشهداء بأنه خارجي وأن ذريته التي سبيت إلى الكوفة والشام بأنهم خوارج من الترك والديلم وغيرها.

إننا فخورون بأن نتهم بمثل هذه التهم وتكال لنا مثل هذه الإتهامات الواهية التي تذكرنا بالعقلية القديمة والسقيمة التي لا حاجة لذكرها هنا وكيف إتهم المناضلون والشرفاء الرساليين عبر دعوات للناس التي أطلقت لمقاطعتهم وعدم الزاوج منهم وتزويجهم وغيرها كالتي أسس لها حزب البعث والصداميين في العراق حينما جاؤا على السلطة وقالوا:"من لم يكن معنا فهو ضدنا" وكما أسس لها "بوش الإبن" وتؤسس لها الولايات المتحدة الأمريكية واللوبي الصهيوني ، الذي يرى أن الذي ليس معهم فهو ضدهم وهو ينتمي إلى محور الشر كالجمهورية الإسلامية في إيران وسوريا وكوريا.

ومن هنا ما هذا الهراء الذي نسمعه هنا وهناك ؟؟ وهناك من زعماء الجمعيات قد صرح من وقت قصير جدا على أحدى الفضائيات العربية وهو يتبجح بالديمقراطية أمام الرأي العام العربي وكأنه عراب هذه الأمة حيث قال في مقابلاته السابقة بكلامه المنمق وعباراته العاطفية الرنانة :"من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه في إصلاح أو إسقاط النظام وإختيار النهج الذي يراه" ،وحينما نرجع للواقع ، نراهم يرجعون لعصبية الجاهلية وفرض مواقفهم بالقوة كما فرضوها من قبل إندلاع الثورة ، كما هوالحال مع بوش الإبن ((إما معنا أو ضدنا)) وكأنه لا يوجد شعب وجماهير تراقبهم ويحفظون كلماتهم ، وينصدمون حينما يرون الهوة بين أقوالهم وأفعالهم ، فالمسافة بين النظرية والتطبيق هي كالمسافة بين الحلم والواقع ،

وواقع جمعياتنا السياسية في البحرين متقلب كشمس الشتاء التي لا تعرف متى تظهر حقيقة أهدافهم ومتى تختفي حقيقة نواياهم التي تعبر عن رأي أفراد وليس أعضاء ومنتسي وجمهور تلك الجمعيات إن لم نقل مطالب الشعب ، لأننا لغاية الآن لم نرى أي إستفتاء حقيقي من قبل أي جمعية سياسية في البحرين قد عرضته على جمهورها حول أحد خياراتها السياسية بما فيها وثيقة المنامة التي تعبر عن رأي جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في أغلب الضن ، لأن بقية الجمعيات هي تحصيل حاصل ولا تمثل إلا أقل من خمسة بالمئة من جمهور المعارضة.

فلماذا لا نضع النقاط على الحروف ونقول بدون لف ولا دوران بأن الخلاف في الحقيقة والواقع بين إئتلاف شباب 14 فبراير وسائر فصائل شباب الثورة ومعهم تيار الممانعة المتمثل بالتحالف من أجل الجمهورية وتيار العمل الإسلامي الذين يطالبون بإسقط النظام وجمعية الوفاق التي تطالب بإصلاح النظام ونعرض الأمر بشكل إستفتاء على الشعب الذي هو مصدر السلطات ، كما هو الحال وكما تبجح بعض زعماء الجمعيات المعارضة منذ زمن قريب ، وما يقرره الشعب سيوافق عليه الجميع كما هو معمول في جميع الأنظمة الديمقراطية.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله