اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

فنادق الحيوانات رفاهية 5 نجوم

القاهرة " المسلة " … قطة سيامية ذات لون عاجي ووجه بني فاتح، تطل من وسطه عيناها البرونزيتان الجميلتان. إنها من سلالة عريضة وأسرة ذات صيت رفيع. والسمك والحليب والشوفان طعامها الأصلي، وهي لا تحيد عنه، وإذا قدم لها غيره، تجدها تدير عنقها بإيماءة فيها شموخ وعظمة، ومن ثم تنشغل بتنظيف فرائها الثمين. ليس هذا فعلياً، نمط تصوير قصصي او خيالي، بل انه بات واقعاً نعايشه ونشهده، راهنا. ووصل الأمر حد تدليل الحيوانات الاليفة ورعايتها بوجهة رفاهية مميزة، أصبح يخصص لها، في ظل ذلك، اجنحة فندقية، بل فنادق كاملة، ذات مستويات راقية.
 

ربما باتت حكايات ألفة معايشاتنا ورعايتنا للحيوانات الاليفة، في منازلنا، قصصا من الماضي، أصبح لزاما علينا ان ننظر اليها كنمط قديم، وذلك بعد بروز اشكال رعاية عصرية بها، تقدمها فنادق ذات مستوى عال، موزعة في مختلف دول العالم. وهنا تشتد ذكريات رعاية خاصة لتعودنا برتم محدد.

فنأخذ معها في تذكر كلب الحراسة الذي ينحدر من أصول بريطانية «دابرهام» ظهره أسود أبنوس وجسمه رمادي، شكله يدل على قدرة هائلة من الهيمنة والسيطرة، حين كان يجلس طوال اليوم، أمام كوخه الخشبي في حديقة الباشا، وكان على الراعي الرسمي أن يقدم له الطعام المكون من حساء «الموسير» بخلاصة نخاعها المقوي، ويضاف إليه خبز أسود حتى لا يزيد وزن «الحارس الأمين».. كلب الباشوات.

وكما نستذكر، في ذاك القفص الأبيض الكبير، المصمم على الطراز المغربي، والذي يحوي عصافير الكناري الملونة المعروفة بحنجرتها التي تصدر مجموعة أصوات كالكمان، ففي الصباح تغرد، وقبيل نومها بعد غروب الشمس، تغرد العصفورة المايسترو، ثم ترد عليها «الجوفة» من داخل القفص. وليس ببعيد عن ذلك، حال الأرانب الصغيرة والدجاجات ذات الريش الأحمر. وأيضاً الأوز والبط داخل حظيرة متسعة في حديقة «أهل القمة»، إذ تعيش بمجملها في أمان مطلق.

وما على «السفرجي» أو مساعد الطباخ الا أن يقدم لها الحبوب والذرة والعدس الأسود وماء كوجبة إفطار صباحية. وأما «مينو» الغذاء فهو أرز مخلوط بالخضروات والـ «نخالة»، وبعض من البرسيم للأرانب، ذات العيون الحمراء التي تدل على أصالتها.كل هذا كانت معرفتنا بالحيوانات والطيور التي تشاركنا حياتنا ونملؤها بهجة، نرتبط بها. ومن جانبها تحبنا وتهب في صياح محبب عندما ترى أحد سكان البيت الكلاسيكي العريق.

إنه زمن فات وأيام جميلة ولت ربطت بين الانسان بعلاقة حميمية محددة مع الحيوانات الاليفة. ولكن اليوم، أصبح الزمن مختلفا في كل شيء، فهو زمن معقد بمفردات أكثر. مفردات قد يلفظها هؤلاء الذين يتمسكون ولو بالذكريات بزمنهم الجميل.. غرائب مفرداته متعددة تزاحمنا في حياتنا الساكنة نسبياً، ولكن أحداً لم يتصور أن تقام لتلك الحيوانات الأليفة، فنادق خمس نجوم ، أنيقة مجهزة بكل وسائل الراحة والأمن والأمان، طهاة وندلاء، وأطباء وعلماء في مجال السلوكيات، وفيها تربويون، وآخرون للتنظيف ووضع بخاخ تنبعث روائح العطر وأيضاً للتعقيم. وكذا سوبر ماركت وعيادات وحمامات سباحة في الهواء الطلق، وأخرى مغلقة، مياهها تحت سيطرة نسبة الحرارة النموذجية للنزلاء…!
 

هنا لابد لنا من وقفة وعلامات تعجب ترتسم على الوجوه، أو ابتسامة جائزة، ولكن سيزول العجب والابتسام معاً عندما نعرف بأن هذه الفنادق الخمس نجوم، ذات الإدارة الأجنبية/ العربية، مخصصة لكل أنواع الحيوانات!

دلال من نوع خاص :

بحذر ندخل فنادق الحيوانات، نقترب.. ونحترم النزلاء فيها.. فما هي تلك الحكاية المدللة؟!

بولاية كاليفورنيا يوجد واحد من أكبر فنادق العالم مخصص للحيوانات الأليفة والطيور، «بت هوتيل»، يشرف عليه كبار الأطباء البيطريين، منهم من تخصص في علم سلوكيات الحيوانات. ويضم خدما وطهاة متخصصين في تحضير وجبات صحية مغذية لا تشتمل على الدهون، حتى لا يزيد وزن بعض الحيوانات، وخاصة كلاب الحراسة، إذ يعتنى بأن تبقى رشيقة وتملك عضلات مبنية جيدا.

وأيضا تتميز بمرونة الجسم. ولكل ذلك يبدأ المتخصصون في الفندق الذي تنزل فيه تلك الكلاب، يبدؤون يومهم معها في الجناح الخاص بها، بعمل تمارين صباحية لتقوية عضلاتها وبنائها، وكذا تمارين عدو وسباحة لمسافات متوسطة؛ ثم تقدم لهم وجبة الإفطار المضاف إليها مكملات غذائية وفيتامينات ومعادن!
 

ونجد ان القطط تحظى بكل الرعاية الصحية والجمالية، في ذلك النوع من الفنادق، حيث يشتمل الفندق الأميركي «بتْ هوتيل» على صالونات لتجميل القطط وكلاب الكانيش وكلاب «الشيواوا»، ذات الطبع المتمرد، داخل الصالون، اذ يفحص المتخصصون شعور القطط والكلاب وجلودها، ثم تبدأ عملية تجميل بعض الأظافر، بأطوال محسوبة.

وكذا غسل الشعر بمستحضرات مطهرة، ويسأل المتخصصون في صالونات تجميل الحيوانات يسألون أصحابها عن نمط قصة الشعر المرغوبة، وشكل التصفيفة المرادة وأيضا الموديلات الحديثة التي يبغونها، ومن ثم، وبعد الموافقة يبدأ العمل التجميلي.
 

الصحة النفسية :

باتت الصحة النفسية للقطط والكلاب، موضع اهتمام علمي ومتخصص، في الوقت الحالي، وأصبحت صحتها النفسية، تنال نصيبا كبيرا من الاهتمام البحثي العلمي. ومن الأبحاث التي قام بها الأطباء البيطريون والمتخصصون في سياق سلوكيات القطط والكلاب، تبين انها تفضل أن تكون بعيدة عن التجمعات الزاخرة بالناس، وتفضل الهدوء.

ومن هنا يخصص الفندق الأميركي الأول في هذا السياق على مستوى العالم، حجرات خاصة لمفضلي الهدوء والرومانسية من القطط والكلاب، ويبلغ ثمن الليلة الواحدة مع وجبة الإفطار، 200 دولار اميركي، مع تقديم الرعاية الصحية واللياقة البدنية، ولكن لا تحسب تدريبات الكلاب «دابرهام» المتخصصة في الحراسة من ضمن الـ200 دولار في الليلة الواحدة.
 

كما يوجد ضمن المستشفيات، في داخل هذه الفنادق، قسم للطوارئ خاص بالنزلاء من حيوانات الفندق، وأيضاً من الحيوانات التي يؤتى بها من الخارج. وهناك حجرات عمليات مجهزة وفق أعلى مستوى، وأيضا حجرات للعناية المركزة، موزعة في هذه الفنادق، ويشرف على سلامة الحيوانات فيها، كبار العاملين في مجال الحفاظ على سلامة الحيوانات، وهم من عدة شركات كبرى في الولايات المتحدة الأميركية.

 

خدمات شاملة :

يخصص في هذه الفنادق، بما تتضمنه من خدمات وأساليب ترفيه ورعاية، قسم محدد للحيوانات نصف الأليفة، مثل : حيوان الباندا والدببة. فلهذين النوعين أجنحة خاصة مزودة بكل ما تحتاجه هذه الحيوانات، وذلك داخل الفندق، وتزرع أشجار الخيزران (البامبو) خصيصاً للنزلاء من حيوان الباندا، ليتغذى هذا الحيوان على جذوع الخيزران، وتستمتع بالحساء المعد منه.
 

وتحظى طيور الببغاء، خاصة منها التي تحوز ميزة التحدث، بتخصيص طاقم مدربين، في تلك الفنادق، وأفراده على مستوى عالٍ من الاهلية. وهناك قسم خاص داخل الفندق والفنادق المماثلة الأخرى في الولايات المتحدة، لتدريب الحيوانات للدخول في المسابقات، كالعدو والرقص ومسابقات الجمال التي غالبا ما يفوز بها كلاب الكانيش وكلاب «الشيواوا» المتمردة، ولكن يتم السيطرة عليها.

تايلاند.. حجرات مكيفة :

تشتهر تايلاند، باحتوائها على فنادق مخصصة للحيوانات الأليفة ونصف الأليفة، وكذلك للزواحف. وأول فندق في تايلاند من هذا النمط، افتتح أخيرا، في منتجع «شا إم»، على أحد الشواطئ الهادئة في البلاد، وهو يقدم لنزلائه من الحيوانات حجرات مكيفة وفحوصات طبية وحمامات خاصة للاستجمام وأخرى للسباحة.

كما يوجد في الفندق جناح خاص للخيول، خاصة العربية منها، إذ تدرب على السباقات والرقص من قبل مدربين عرب. ويعتنى بها من قبل أطباء عالميين متخصصين بأمراض الجياد. كما يخصص الفندق، حجرات خاصة للحيوانات ذات الفراء، كالقطط والأرانب والدببة والباندا والسنجاب الأحمر.
 

وفلسفة الفندق تقوم على أن أصحاب هذه الحيوانات لهم الحق في تدليل حيواناتهم والعناية بها بطريقة علمية متخصصة، وأثبتت الدراسات في تايلاند أنه في أحيان كثيرة، تضيق الحيوانات الأليفة من الإقامة مع أصحابها في منازل قد تكون غير متسعة، وهنا فإن لهذه الحيوانات- طبقا للدراسات تلك- كل الحق في «تغيير الجو»!! وتبلغ تكلفة الليلة الواحدة (بدون إفطار)، في هذا الفندق، 100 دولار، وهي مصحوبة بالعناية والرعاية الطبية خلال الـ24 ساعة.

رحلات سياحية :

يوجد في ماليزيا فنادق مماثلة لما هو في تايلاند وكاليفورنيا، اذ تستقبل من الحيوانات الأليفة تلك التي يأخذها أصحابها في رحلة سياحية الى ماليزيا، وهنا تقوم السلطات الماليزية المعنية بحملات تفتيش على هذه الفنادق حتى لا يكون هناك أي إهمال أو تقصير من قبل إدارة الفندق.
 

ويشتمل الفندق على محلات، أنيقة ضخمة معطرة ومعقمة، لبيع أندر أنواع القطط والكلاب والطيور والسلاحف الصغيرة. وبعض من أنواع القردة الأليفة صغيرة الحجم، ويصل سعر القطة السيامية الأصيلة فيها، الى 600 دولار أميركي، وهي تباع ومعها شهادة ميلادها وتاريخها الصحي ومعلومات خاصة بعائلتها، وكذا شهادة خلوها من الأمراض؛ وأيضا تباع في هذه المحلات، الأسماك النادرة ويباع الطعام الصحي الخاص بها.

استضافة :

يوجد في جدة فندق واحد( خمس نجوم ) لاستضافة الحيوانات الأليفة وبيع السلالات النادرة من القطط والكلاب والطيور والأسماك، ويلحق به ساحة لتدريب الصقور علي الصيد والقنص، ويتميز هذا الفندق بجودته وتقنياته العالية، وقيمة ودقة مواد التعقيم فيه، وهو يحوي مكيفات مركزية لسلامة نزلائه من الحيوانات. ويشتمل الفندق على مستشفى عالي التقنية لإجراء جراحة عمليات حرجة وعمليات توليد للحيوانات.

والظريف أيضاً انه يوجد فيه علاج لعقم الحيوانات، سواء الذكور منها أو الإناث. واكتسب هذا الفندق في جدة شهرة عالمية خاصة جداً. ولدولة الإمارات تجربة فريدة في هذا المجال، حيث يوجد فيها فندق خاص بالحيوانات الأليفة فقط، إذ يستضيف الفندق تلك الحيوانات مع تقديم أعلى مستوى للرعاية الصحية والنفسية، فقط عندما يتركها أصحابها لدواعي سفرهم الى خارج الدولة، ليكونوا مطمئنين على حيواناتهم، خلال السفر، بأنها في أيادٍ أمينة.
 

. ويضم الفندق الذي يمتلكه أحد السعوديين، عيادة بيطرية عالية المستوى، ومعرضاً يعرف باسم «بات لاند» يحتوي على مجموعة رائعة ونادرة من الحيوانات الأليفة، وهي معروضة للبيع لهواة الحيوانات الأليفة واقتنائها. والمعرض يجلب الحيوانات الأليفة من أنحاء العالم، وخاصة ألمانيا وهولندا وجنوب إفريقيا، وقد تم افتتاح هذا الفندق في العام 1999 وهو المعرض الأول المصاحب للفندق على مستوى منطقة الخليج.

سوبر ماركت للحيوانات :

وفي مصر هناك أكثر من فندق للحيوانات، جميعها مزودة بأجهزة متخصصة، وتحديدا بالنسبة لحاجات الحيوانات النادرة. والظريف أن في تلك الفنادق، عيادات خاصة لتزاوج الحيوانات، بغرض إنتاج سلالات نادرة، ومن شروط استضافة الحيوانات في الفندق المصري من هذا النوع، أن يُستلم الحيوان ومعه شهادة تطعيمات خاصة به، وشهادة أخرى تفيد بأنه خالٍ من الأمراض، وخاصة المعدية منها.

كما يوجد مع تلك الفنادق، سوبرماركت لبيع مأكولات الحيوانات المختلفة، وهي تضم أيضا ألعاباً خاصة بالقطط والكلاب، مثل «العضاضات» والكرات الملونة والخيوط المتشابكة التي تعشقها القطط بصفة خاصة.
 

وفي أحيان كثيرة يهاجم الفندق من قبل أصحاب الدخول دون المتوسطة، بحجة أنه نوع من الترف غير المقبول في دول العالم الثالث. وعلى الرغم من الانتقادات، والتي تكون في محلها أحياناً كثيرة، إلاّ أن هناك وجهة نظر محايدة تؤكد اهمية وضرورة الرعاية بالحيوان، لأنه مخلوق يحتاج منا للعناية والعلاج، خاصة وأنه لا يعبر عن آلامه التي يكتشفها عبر عناية من ذلك النوع، ليقوموا بالعلاج اللازم.. إن الامر وكما يمثله ويلخصه كثير من المتخصصين والمدافعين عن الحيوانات، نوع ورؤية تجسيد ركائز حق الحياة، سواء للانسان او الحيوان.

المصدر : البيان الاقتصادى

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله